خبزة الراحة تقليد قديم اختفى من عادات و تقاليد منطقة عين اعبيد اختفى تقليد خبزة الراحة الذي كان فلاحو منطقة بلدية عين عبيد ولاية قسنطينة يختمون به حملتي الحصاد والدرس بعد أن عمت المكننة ذات المرحلة الأخيرة من عمر الموسم الفلاحي الذي كان يبدأ ب"الفال" وينتهي بطعام خبزة الراحة الذي يوافق يوم درس "الوغيزة" حسب عمي السعيد شعبي أحد كبار المنطقة المهتمين بالحفاظ على نقل تراث وأخبار الأولين وعاداتهم وتقاليدهم خلال السنة الفلاحية إلى الجيل الجديد حينما تتاح له فرصة الحديث عن "ناس بكري" كما يقول. عمي السعيد المعروف بخفة ظله وحضور النكتة، المشهور برواية الألغاز على كبر سنه،يعتبر خزانا متنقلا لعادات وتقاليد المنطقة، يقول للنصر أن خبزة الراحة كانت آخر طعام يقدم للفلاحين، الذين خدموا صاحب الأرض خلال الموسم الفلاحي،وهو يعتبر نوعا من التكريم لهم على الجهد الذي بذلوه طوال مراحل الموسم من الحرث إلى الدرس الذي يعتمد فيه على الأحصنة والبغال. ويسمى حسب نفس المتحدث بيوم "الوغيزة" الذي تدرس فيه بقايا السنابل التي لم تتمكن حوافر الخيل من فصل حبات القمح فيها عن التبن،والتي يكدس بعد الغربلة كل مساء بعد تذرية وتصفية "الدرسة" طوال حملة الدرس في زاوية من الطرحة وفي آخر يوم يحين وقت درسها فيعم الفرح،فيكرم صاحب الأرض عماله بغذاء مميز، ويقدم عادة في قصعة الخشب الكبيرة ويكون من،الشخشخة التي تفتت قطعا كبيرة نوعا ماء وتسقى بمرق خاثر مما يجل شتى أنواع الخضر تعلوه وعلى رأسها اليقطين المعروف محليا ب"الكابوية" و"الفرماس"و يتوج كل ذلك قطع لحم الدجاج أو اللحم المقدد وقد أخذ كل ذلك طعم السمن المقطر الممزوج بعشبة العرعار ويفتح الأكلة شهيتهم بفصوص البصل التي يجلبونها معهم صباحا حسب عمي السعيد الذي عايش ذلك واستغرب من المنظر حسبه. هذه العادة بقيت سائدة إلى السنوات الأخيرة في الجهة إلى أن اختفى الحصاد اليدوي ومعه كثيرا من مظاهر البهجة والسرور بمراحل حملتي الحرث والبذر وكذا الحصاد والدرس نظرا لقيمة الغذاء عند إنسان المنطقة الذي يعتبر المنتج رقم واحد على اعتبار أنه الغذاء الأساسي للسكان الذين لا يحسون بالأمن إلا وهم يخزنون عولة العام في الزراديب والسنوات القادمة في مطامير وهذا ما يجعلهم يحسون بالأمن الغذائي حين يكونون في غير حاجة إلى غيرهم في قوتهم يقول نفس المتحدث. الكثير من الفلاحين اليوم من الشباب لا يعرفون شيئا عن العادة ،فيما قال بعض ممن عاصر الجيل الذي حافظ على ذات العادة أنها أصبحت من التاريخ وكأنهم يقولون أن ذات الموضوع أصبح من اختصاص الباحثين المهتمين بعادات الشعوب من دارسي الأنتربولوجيا. ويذكر أن موسم الحصاد يبدأ عند سكان عين عبيد المنطقة الفلاحية بامتياز ب"الفال" وهو ذبح كبش كبير على أن يفتل عشاء ذلك اليوم كسكسا مما حصد صباحا ودرس ظهرا وطحن مساء بين دفتي الرحى الحجرية ويدعى للمناسبة كل سكان الدوار وبعض الأعيان كل ذلك شكرا وحمدا لله كنوع من إظهار النعمة ويكون ذلك إيذانا بانطلاق موسم الحصاد وقد شمر الكل واهتم لجمع محصول الذي انتظروه بعد سنة من الجهد المضني،ليأتي يوم يقوم بكل تلك الأعمال رجل واحد في حاصدة مكيفة دون عرق أو تعب وتدفع الغلة لتعاونيات الحبوب، وتستهلك معظم العائلات دقيق الأكياس بعد أن تخلت نسبة كبيرة على عادة رحي عولة العام.