صفقة نزع المادة النووية تؤخر عملية تجهيز مصلحة السرطان بقسنطينة لجأت إدارة المستشفى الجامعي بقسنطينة إلى صيغة التراضي مع شركة كندية لنزع مصادر الإشعاع النووي في أجهزة علاج السرطان بالأشعة قبل تفكيكها وتركيب أجهزة جديدة وهي صفقة معقدة وجد حساسة أدت إلى تأخر تشغيل العتاد الجديد الذي استفادت منه المصلحة. مدير المستشفى الجامعي عبد الحميد ابن باديس أكد أن مسرعا نوويا يدخل ضمن عملية التجهيز التي حصلت عليها مصلحة العلاج بالأشعة دخل مرحلة التعديل بعد تركيبه، ومن المقرر أن يحصل أول مريض على حصة علاجية شهر سبتمبر الجاري، وفق ما صرح به المسؤول، الذي أكد أن الطاقم المشرف على تشغيله قد كسب تجربة كافية جعلت الوزارة تقرر إرسال تقنيين ومهندسين من مستشفى وهران للتكون بقسنطينة، لكنه يرى أن مسرعا نوويا واحدا لا يكفي لتغطية الحاجيات ما سيحتم العمل بنظام المناوبة بثلاث فرق للعدد الكبير للمرضى والمقدر ب13 ألف مريض، لكن البداية ستكون بوتيرة متوسطة حتى يتم ضبط الجهاز نهائيا، فيما سيتأخر تركيب جهازين آخرين شرع في استلام قطعهما، كون الموقع المخصص لهما به أجهزة قديمة لا يمكن إزالتها قبل التخلص من الإشعاعات النووية التي بداخلها، حيث قال المسؤول أن إدارته تعكف على تسوية الصفقة التي منحت بصيغة التراضي للمؤسسة المنتجة للمادة النووية عبر ممثلها بالجزائر بقيمة 26 مليون دج. وقد تطلب الأمر الحصول على رخصة من المحافظة السامية للطاقة الذرية وبمجرد انتهاء الإجراءات الإدارية ستمهل الشركة الكندية مدة شهرين لنزع المادة النووية من الأجهزة وإتاحة تفكيكها وجعلها خارج الخدمة قبل تركيب الأجهزة الجديدة، ما يعني بأن مركز العلاج بالأشعة التابع لمصلحة مرضى السرطان لن يتخلص من مشكل الاكتظاظ على المدى القصير، لأن وضع أجهزة جديدة يتطلب وقتا طويلا مثلما حدث في حالة المسرع النووي الأول الذي ينتظره المرضى منذ أكثر من سنة، وكان وزير الصحة السابق قد وعد بأنه يشغل في ستة أشهر لكن مرت 16 شهرا ولا يزال المرضى يعانون سيما بعد غلق المصلحة وتوجيههم إلى مركزي ورقلة و العاصمة في ظروف أقل ما يقال عنها أنها غير إنسانية فيما تم التوقف عن برمجة مرضى جدد تسوء حالتهم يوما بعد يوم لعدم وجود فرصة علاج تقيهم التطور السريع لمرض لا يعترف بالبيروقراطية و الانتظار. وكان وزير الصحة السابق قد أمر بتحسين حالة المصلحة بعد أن وقف على وضع مزر وصفه بغير الإنساني لكن تلك التعليمات لم تنفذ وظلت شروط الاستقبال مزرية لضيق المكان وتدهور البناية وأيضا لتأخر الأشغال بالمصلحة الجديدة التي تعتبر ورشة مفتوحة منذ سنوات بينما يضطر مرضى السرطان إلى النوم في الأروقة والسلالم و الانتظار لساعات وأيام لينالوا شرف برمجة حصة علاجية ربما لا تكون مجدية كونها جاءت متأخرة.