تلوث الوادي الأبيض سيستمر 24 شهرا على الأقل يتحتم على الفلاحين المتضررين من تلوث الوادي الأبيض بولايتي باتنةوبسكرة الصبر والإنتظار مدة 24 شهرا أخرى على أقل تقدير حتى يتوقف تلوث الوادي ويصبح بالإمكان استئناف السقي بمياهه وتلك مدة ضرورية لأنها هي الفترة المطلوبة إذا احترمت الآجال لإنجاز محطة تطهير المياه المستعملة لمدينة اريس. يتطلع الفلاحون النشطون على امتداد الوادي الأبيض بولايتي باتنةوبسكرة إلى اليوم الذي يكتمل فيه إنجاز محطة تصفية المياه المستعملة لمدينة أريس التي جعلت مياهها القذرة مياه الوادي ملوثة بدرجة تركيز كبيرة لم تعد معها صالحة للسقي. وقد انطلقت أشغال إنجاز هذه المحطة بالفعل و ينتظر أن تسلم حسب آجال الإنجاز بعد 24 شهرا وحددت قدرتها بمعالجة مياه ما يعادل 80 ألف ساكن. وذكر رئيس القسم الفرعي للري بأريس السيد زغيش أحمد أن المحطة ستعالج المياه المستعملة لمدينة أريس التي يقدر عدد سكانها حاليا بحوالي 35 ألف نسمة زائد المياه المستعملة لبلدية تيغانمين التي يصل عدد سكانها إلى حوالي 3500 نسمة. وعليه فإن قدرة المحطة تكفي لاستيعاب الزيادة السكانية المنتظرة على مدى حوالي 30 سنة قادمة. ويأتي فلاحو بلدية تيغانمين في مقدمة المتضررين من تلوث مياه الوادي الأبيض باعتبارهم الأقرب لمصب القناة الرئيسية للمياه القذرة لمدينة أريس ثم يأتي بعدهم فلاحو قرية تاغيت ببلدية تكوت ثم بلدية غسيرة. لكن بصفة عامة يبقى ضرر تلوث مياه الوادي الأبيض ساريا على كل الفلاحين النشطين على امتداد الوادي من نقطة بداية التلوث إلى المصب في سد فم الغرزة بولاية بسكرة. ومعلوم أن أغلب النشاطات الفلاحية للبلديات التي يعبرها الوادي الأبيض موجودة على ضفافه نظرا لأن كل المنطقة جبلية تقتصر المساحات الصالحة للزراعة فيها على رقع صغيرة موازية للوادي في شكل شريط يتسع أحيانا ويضيق أحيانا تتم به الفلاحة المركزة خاصة في الأشجار المثمرة و الخضر. وعليه وبعد أن صارت مياه الوادي ملوثة لم يعد بالإمكان السقي منها. وصارت الآبار المجاورة للوادي هي البديل ، لكن حتى هذه يخشى من تلوثها بفعل خاصية النفاذية. من جانب آخر استفادت كذلك بلدية أريس من مشروع هام قيمته 30 مليار سنتيم وهو خاص بحماية مدينة أريس من الفيضانات حسبما ذكره النائب بالمجلس البلدي السيد بوراس محمد. وسيمكن إنجاز هذا المشروع من إنهاء خطر الفيضانات القادمة من واديين رئيسيين يعبران أريس امتدادا من الجبل. و نظرا لكون الطبيعة الطبوغرافية للمدينة شديدة الإنحدار فإن سرعة السيول تكون كبيرة و جارفة عند حدوثها. وقد حدثت في سنة 2006 مثلا حسب المصدر السابق فاجعة تسجيل وفاة شخصين بفعل هذه الفيضانات خاصة السيول التي يلقي بها واد تيحمامين و واد الدشرة الحمراء.