واشنطن تضع الترتيبات الأخيرة لضربة عسكرية و دمشق تتوعد الغزاة بمفاجأة أبدت الادارة الامريكية و حلفائها الغربيين، أمس، عزما على توجيه ضربة عسكرية تستهدف مواقع تحت سيطرة نظام بشار الأسد وفق ما يراه مراقبون سياسيون أعربوا فى الوقت ذاته عن مخاوفهم من تداعيات تلك الضربة. و يأتي ذلك في وقت لم تظهر أية جهة دلائل باستخدام الجيش السوري للأسلحة الكيماوية المزعومة كما لم يحدد فريق المفتشين بعد الطرف المسؤول عن استخدام الاسلحة الكيميائية. فيما حذر رئيس الوزراء السوري، وائل الحلقي، ، من أن بلاده ستكون مقبرة للغزاة، معتبرا أن الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة، تستخدم سيناريوهات كاذبة وذرائع واهية تمهد لتدخل عسكري في سوريا. فقد قالت مصادر أمريكية مطلعة أن الإدارة الأمريكية تناقش مع بعض الدول الغربية وحلفائها مسألة هل لدى هذه الدول رغبة واستعداد للمشاركة في العملية العسكرية ضد سوريا خارج تفويض مجلس الأمن وهل لديها قدرة على تحمل نتائجها وتداعياتها. كما تدرس الإدارة الامريكية الخيارات العسكرية المحتملة وهي ثلاث خيارات إما بتنفيذ خيار الضربة المحدودة أو عملية "ثعلب الصحراء" كما حصل في العراق وضرب صورايخ كروز لمدة ساعات أما الخيار الثالث هو نموذج كوسوفو. وكانت القوات الامريكية جهزت جميع امكانياتها وهي على أهبة الاستعداد لتحرك عسكري محتمل ضد سوريا بمجرد اعطائها الضوء الأخضر من قبل الرئيس الأمريكي بارك اوباما. في نفس الوقت استأنف مفتشو الأممالمتحدة حول الأسلحة الكيماوية في سوريا مهمتهم أمس الأربعاء وذلك غداة تعليقها بسبب مخاوف أمنية في الوقت الذي تتواصل فيه المشاورات الأمريكية الغربية بشأن توجيه ضربة عسكرية لسوريا بدعوى استخدام القوات النظامية لأسلحة كيماوية ضد المدنيين العزل. و قال أمين عام الأممالمتحدة بان كي مون أن مهمة المفتشين تستغرق أربعة أيام على الأقل لإتمامها. واستنادا الى نشطاء من المعارضة السورية، فإن فريق مفتشى الاممالمتحدة وصل الى منطقة واقعة تحت سيطرة المعارضة خارج دمشق اليوم وسيباشر فحص المواقع التي تعرضت لهجوم مزعوم بأسلحة كيماوية أسفر حسب المعارضة وعن مقتل المئات من الأشخاص. وقال الحلقي إن سوريا ستفاجىء المعتدين كما فاجأتهم في حرب أكتوبر (ضد اسرائيل في العام 1973)، وستكون مقبرة للغزاة ولن ترهبها تهديداتهم الاستعمارية بفضل إرادة وتصميم شعبها الذي لا يرضى الذل والهوان، وذلك بحسب شريط عاجل بثه التلفزيون الرسمي السوري، وأكد الحلقي أمام عدد من أعضاء مجلس الشعب، بحسب التليفزيون السوري، أن الدول الغربية وعلى رأسها الولاياتالمتحدة تلفق سيناريوهات كاذبة وتعد ذرائع واهية للتدخل العسكري في سوريا نتيجة فشلها وأدواتها الإرهابية.واعتبر رئيس الوزراء السوري أن الولاياتالمتحدة هي من زرعت الإرهاب وتنظيم القاعدة في العالم، وما جبهة النصرة المتطرفة التي تقاتل ضد النظام السوري إلا ذراعا لها ولإسرائيل من أجل تنفيذ مخططاتهما في المنطقة ونشر الفوضى والفتن والصراعات فيها. من جهته قال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون أمس أن مجلس الأمن القومي في بريطانيا أيد بالإجماع اتخاذ اجراء ضد سوريا ردا على هجوم مشتبه به بالأسلحة الكيماوية بعد يوم من طرح فكرة القيام بضربة عسكرية. و قد اتهم وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ أمس الحكومة السورية في استخدام السلاح الكيميائي في الغوطة الشرقية. وفي تصريح صحفي، أشار هيغ إلى أن جميع الأدلة تؤكد أن هذا السلاح استخدِم من طرف واحد وأن هذا الطرف هو النظام السوري.واعتبر أن استخدام الكيميائي هو سابقة خطيرة في هذا القرن ، مشدد على أن الوقت قد حان لمجلس الأمن الدولي أن يتصرف بمسؤولية.كما قال الرئيس الفرنسي هولاند أن باريس جاهزة لمعاقبة المسؤول عن القصف بالغاز الكيماوي، متهمة نظام بشار الأسد. بينما أعلن رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي "حالة الاستنفار القصوى" في البلاد على خلفية احتمال توجيه ضربات عسكرية غربية ضد سوريا. وقال المالكي في كلمته الاسبوعية أمس إلى الشعب العراقي " اننا كحكومة اتخذنا كل الاجراءات اللازمة التي تقينا قدر الامكان من أية تطورات خطيرة قد تنتج عن الأزمة السورية وما يجري الحديث عنه لضربة متوقعة". و أضاف "إننا وجميع القوى الأمنية والسياسية في بغداد والمحافظات والعراق أجمع نعلن عن حالة استنفار قصوى وحالة إنذار شديدة على مستوى التحديات الأمنية والإجراءات لتخفيف ما قد يترتب على الحرب من أزمات داخلية على مستوى الاقتصاد والخدمات والقضايا الطبية والصحية". كما اتخذت إسرائيل احتياطات عسكرية للتصدي للصواريخ و مدنية بتوزيع أقنعة واقية من الغازات مماثلة لما قامت بها في حرب الخليج قبل عشرة أعوام، و خاصة بعد تهديد حزب الله اللبناني بضرب أهداف إسرائيلية إذا تعرضت مواقع النظام السوري للقصف من قبل الغربيين حلفاء تل أبيب.