دول الإتحاد الأوروبي تتفق على ضرب سوريا بعد تقرير الأممالمتحدة أفادت صحيفة "فرانكفورتير آلغيماينيه تسايتونغ" الألمانية أنه من المتوقع أن يقدم المراقبون الدوليون في نهاية الأسبوع المقبل الاستنتاجات الأولية عن استخدام أسلحة كيميائية في سوريا وذلك بعد فحص العينات التي تم التقاطها، بينما دعا القادة الأوروبيون في قمتهم أمس بفيلينيوس عاصمة ليثوانيا إلى رد قوي على استخدام الأسلحة الكيماوية في الحرب السورية و لكنهم ربطوا الرد بخلاصة نتائج تحقيق الأممالمتحدة. و قالت مصادر سورية مسؤولة أن الشعب الأمريكي بدأ يعرف ما يجري حقيقة في سوريا و أنه يعارض الحرب. متهمة الإدارة الأمريكية بعدم وعي درس العراق، متوعدة بالرد على أية ضربة عسكرية محتملة. الصحيفة الألمانية أشارت نقلاً عن مصادر مقربة من طاقم المراقبين إن التقرير المرحلي الذي سيقدم إلى سكرتير عام الأممالمتحدة بان كي مون سيشتمل على ما يبدو على مزيد من التفاصيل عن الغاز الذي تم استخدامه في الاعتداء الأخير وعن أنواع الأسلحة التي استخدمت لنقل هذا الغاز. وذكرت أن المراقبين الدوليين قاموا بجمع حوالي مائة عينة من موقع الاعتداء في منطقة ريف دمشق. وتشتمل هذه العينات على أتربة إضافة إلى بقايا ذخيرة وكميات من الدم والشعر والبول. وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي دعوا أمس في ختام اجتماعهم في فيلنيوس بحضور وزير الخارجية الأميركي جون كيري إلى "رد واضح وقوي" على الهجمات الكيميائية في سوريا. ولاقت هذه الدعوة ترحيبا من كيري رغم أن عدة وزراء أوروبيين أكدوا في مستهل الاجتماع على أهمية انتظار تقرير مفتشي الأممالمتحدة قبل اتخاذ قرار بشأن الضربة العسكرية المحتملة. وقالت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي كاثرين آشتون في مؤتمر صحفي استعرضت فيه نتائج اجتماع وزراء الخارجية بحضور نظيرهم الأميركي إن على مجلس الأمن أن يتحمل مسؤوليته إزاء الأزمة السورية. وأوضحت آشتون عند تلاوتها البيان الختامي أن الوزراء اتفقوا على وجود "قرائن قوية" تشير إلى أن النظام السوري مسؤول عن الهجمات بالأسلحة الكيميائية قرب دمشق التي أوقعت مئات القتلى في 21 أوت الماضي. وأثار وزير الخارجية الألماني غيدو فسترفيله مفاجأة عند إعلانه توقيع ألمانيا على النداء الذي يدعو إلى "رد دولي قوي" والذي أطلقته الجمعة 11 دولة بينها الولاياتالمتحدة في ختام قمة مجموعة العشرين في سان بطرسبرغ. وكانت ألمانيا أمس الدولة الوحيدة العضو في الاتحاد الأوروبي الحاضرة في قمة مجموعة العشرين، التي لم توافق على النداء، وهو قرار فسرته بالحاجة إلى احترام العملية الأوروبية. وقد رحب وزير الخارجية الأميركي ببيان الاتحاد الأوروبي، وقال "نشعر بامتنان بالغ تجاه البيان فيما يتعلق بسوريا، بيان قوي يتحدث عن الحاجة إلى المساءلة". وسيتوجه كيري لاحقا إلى باريس التي أصبحت حليفة واشنطن الأولى في الملف السوري، ثم إلى لندن قبل أن يعود الاثنين إلى الولاياتالمتحدة. في غضون ذلك تشير المعطيات المتوفرة من الكونغرس الأمريكي أن هذا الاخير قد لا يمنح الرئيس الأمريكي التفويض الذي طلب بتوجيه ضربات للقوات النظامية السورية فقد ذكرت صحيفة غارديان البريطانية أن الرئيس الأميركي باراك أوباما قد لا يحصل على دعم الكونغرس الشامل على توجيه ضربة إلى النظام السوري قبل أسبوعين. ونقلت عن مصادر في قمة العشرين توقعها أن يصوت مجلس الشيوخ الأسبوع القادم، لكن تصويت مجلس النواب قد يتأخر أسبوعاً آخر، حيث لم يتم بعد الاتفاق على نص القرار، كما أن المعطيات الحالية تشير إلى إمكانية رفض مجلس النواب قرار التدخل العسكري. من جانبه رأى نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن "الحملة التي تم شنها على سوريا كان هدفها الأول شيطنة سوريا"، مؤكدا أن "العالم فيه شبه إجماع حول رفض العدوان على سوريا". وفي حديث تلفزيوني، شدد المقداد على ان "أي حرب ستشن علينا سنرد عليها"، معتبرا أنه "لو كان هناك إدارة أميركية حقيقية لكانت استفادت من التجربة العراقية". واعتبر أن "تصويت 8 في الكونغرس ضد العدوان الأميركي على سوريا في حين صوت 10 معه يعني أن الشعب الأميركي بدأ يعرف ما يحصل في سوريا"، مشددا على إننا "لا نكن العداء للشعب الأميركي". ولفت إلى أن "رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان يمثل فاشية الحقبة السوداء التي تمر بها المنطقة، وهو متخلف ويدعم الإرهابيين ويقود الشعب التركي إلى مصير أسود". وأشار المقداد إلى أن "الغرب لم يعد غربا حضاريا بل خالف كل القيم الانسانية". ق.و/وكالات