مرضى يموتون بسبب تأخر العلاج بالأشعة بمركز قسنطينة اعترفت مديرية الصحة والسكان أن عدد مرضى السرطان المعالجين بمركز قسنطينة تضاعف بعشرين مرة منذ سنة 1990 دون إدخال تعديلات على المصلحة وأن هناك مرضى يموتون قبل أن يصل دورهم في العلاج بالأشعة، في حين أفادت لجنة مختصة في المجلس الشعبي الولائي أن 50 بالمائة من عمال المصلحة مصابون بإرهاق مهني نتيجة الضغط الكبير ونددت بما أسمته بالجريمة في حق هذه الفئة. حيث تسجل سنويا 6000 حالة جديدة يتم تشخصيها وتبقى في انتظار العلاج بالأشعة، إضافة إلى عدد المرضى القدامى وعددهم 3500 حالة، زيادة على أن هناك 2500 مريض يتطور المرض لديهم. وجاء في التقرير الذي تم عرضه خلال دورة المجلس الشعبي الولائي أمس، أنه بعد مواعيد العلاج يؤدي إلى تدهور الحالة الصحية للكثيرين ومنهم من يتوفي قبل أن يصله الدور في العلاج. وتشير الأرقام الحالية إلى وجود 12 ألف مريض منهم 1050 مريض فقط استفادوا من العلاج بالأشعة المؤينة بسبب قدم الأجهزة الطبية، حيث وعوض تعريض المريض للأشعة من 10 دقائق إلى 15 دقيقة أصبحت المدة تمتد إلى 30 دقيقة أو أكثر، وهي مشكلة استدعت وفق نفس التقرير تشغيل المصلحة لأكثر من 20 ساعة قبل تركيب المسرع الجديد وهي عملية أدت إلى غلق المصلحة لمدة سنة. وقد مرت عملية التجهيز التي لم تكتمل بعد بعدة تعقيدات جعلت عملية وضع المسرع الأول تأتي بعد أربع سنوات من الشروع في إجراءات الصفقة، والحصول على مبلغ مالي قدره 150 مليون دج، ليبقى المشكل المطروح حاليا حول تفكيك أجهزة كوبالت القديمة وإزالة المادة النووية التي تحتويها. مديرية الصحة قدرت احتياجات إتمام البناية الجديدة لمركز العلاج بالأشعة وعمليات تجهيزها وتجهيز البناية القديمة وخلق توافق بين البنايتين بأكثر من 116 مليار سنتيم في حين حصلت المصلحة في إطار برنامج النمو الاقتصادي لسنة 2013 على 40 مليار سنتيم لكنها تبقى غير كافية، حسب مسؤولي القطاع، كما تبقى المصلحة تشكو عجزا في المتخصصين الفيزيائيين. من جهتها سجلت لجنة الصحة بالمجلس الشعبي الولائي إصابة 50 بالمائة من عمال المصلحة بإرهاق مهني نتيجة المعدل غير العادي للعمل بمركز يستقبل ثلث مرضى السرطان بالجزائر، مع الإشارة إلى ما أسمته بتعقيدات بيروقراطية في صفقة نزع أجهزة كوبالت حالت دون تركيب مسرعين نوويين جديدين ما رهن حالة 12 ألف مريض. وهو وضع أطلقت عليه اللجنة وصف الجريمة، لتوصي بالاجتهاد لحل إشكالية تفكيك الجهازين مع المطالبة بالإسراع في إلحاق الجهاز الذي دخل حيز الخدمة بجهاز سكانير ثلاثي الأبعاد ، كما كان هناك تشديد على ضرورة إنهاء البناية الجديدة لمركز مكافحة السرطان وتجهيزه و تحيين و تأطير الطاقم البشري ودعمه بمختصين في الفيزياء الطبية. و قد طالب المنتخبون بتشجيع الاستثمار الخاص وإقحام الصندوق الوطني للضمان الاجتماعي في عملية التكفل بالمرضى، و أدرج مقترح لبعث مشروع جديد للتكفل بمرضى السرطان مستقل عن المستشفى الجامعي. للإشارة فإن العلاج بالأشعة بمصلحة علاج السرطان بالمستشفى الجامعي قد استؤنف شهر سبتمبر بشكل محتشم بعد سنة من التوقف ما حرم نسبة كبيرة من المرضى من العلاج وظلوا يكابدون معاناة التنقل إلى مركزي العاصمة و ورقلة كون الطاقة الحالية لا تتعدى 5 بالمائة من المعدل السابق للعلاج على أن ترتفع تدريجيا وفق تصريحات إدارة المستشفى. نرجس/ك