التأهل أفضل رد على من إتهمونا بالإحتفال برأس السنة في فرنسا عوض التحضير أكد الناخب الوطني رابح سعدان بأن " الخضر" حققوا الهدف المسطر من المشاركة الجزائرية في النسخة 27 من نهائيات كأس أمم إفريقيا، و ذلك بالتأهل إلى المربع الذهبي، لأن الطاقم الفني كان قبيل التنقل إلى أنغولا قد أعرب عن أمله في الذهاب إلى أبعد محطة ممكنة مع خوض المنتخب ست مباريات، لأن هذا " الكان" يبقى أفضل موعد تحضيري للنخبة الوطنية تحسبا لمونديال جنوب إفريقيا، ولو أن الناخب الوطني فتح مجددا النار على الذين كانوا قد إنتقدوه وشككوا في قدراته ومؤهلاته الشخصية، واعتبر الوصول إلى نصف النهائي، وكذا الوجه الذي ظهر به المنتخب ضد كوت ديفوار بمثابة الرد الميداني الصريح على من طعنوا اللاعبين والطاقم الفني في الظهر عند التنقل إلى فرنسا لإجراء تربص تحضيري جيد، وليس للإحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية، كما زعم أصحاب الأقلام المأجورة ومحرضيهم عقب الهزيمة المفاجئة أمام مالاوي، على حد قول سعدان. الناخب الوطني وفي تصريح على المباشر أدلى به ظهيرة أمس للإذاعة الدولية، أوضح بأن الفوز على كوت ديفوار تحقق بفضل الإرادة الفولاذية والروح الوطنية التي تغذي اللاعبين، إضافة إلى الثقة الكبيرة في النفس والإمكانيات، لأن المتتبعين كما إستطرد " كانوا يرشحون المنتخب الإيفواري لكسب الرهان والظفر بتذكرة العبور إلى المربع الذهبي، لكننا حضرنا بجدية لهذا الموعد، لأننا كنا قد سطرنا أهدافا من مشاركتنا في أنغولا، مادمنا قد أصبحنا من أقوى المنتخبات على الصعيد القاري بعد تأهلنا إلى المونديال، وإستعادة اللاعبين للثقة التي إفتقدوها في بداية المشوار طمأننا على حظوظنا في التأهل إلى نصف النهائي، رغم أننا كنا على دراية مسبقة بأن المهمة ليست سهلة أمام منافس كان من أبرز المرشحين للتتويج باللقب، كونه يضم لاعبين بارزين ، فضلا عن إحتفاظه بنفس التشكيلة لمدة لا تقل عن 4 سنوات " .. وفي سياق متصل أكد سعدان بأن العناصر الوطنية لم تتمكن من الدخول بقوة في أجواء المباراة و ذلك بسبب عدم التأقلم مع أرضية الميدان، و كذا الهدف المبكر الذي تلقيناه، لكن إنقضاء العشرين دقيقة الأولى من عمر اللقاء مكن المنتخب من التحكم في زمام الأمور رغم أن مدرب" الخضر" اشتكى وعلى غير العادة من قلة التركيز و نقص النجاعة الهجومية، مستدلا في ذلك بالفرص الكثيرة التي أتيحت للعناصر الوطنية، خاصة الثنائي غزال و مطمور،"و هو ما كاد أن يكلفنا غاليا، لأن المنافس الإيفواري كان عنيدا،و فردياته كانت قادرة على صنع الفارق في أية لحظة من عمر المباراة، والهدف القاتل الذي تلقيناه في الدقيقة الأخيرة كاد أن يجبرنا على حزم الحقائب لولا رد الفعل الإيجابي" قال الشيخ سعدان، قبل أن يخلص إلى التأكيد على أن العناصر الوطنية مطالبة باستغلال أكبر عدد ممكن من الفرص المتاحة للمهاجمين، لأن المنافسة بلغت مرحلة جد متقدمة ، و فرص التدارك لن تكون كبيرة أمام منافسين أقوياء، و قد أشار سعدان في معرض حديثه بأن " الخضر" كان باستطاعتهم الحسم في أمر التأهل إلى المربع الذهبي خلال التسعين دقيقة، لأن المنتخب الإيفواري لم يظهر بمستواه المعهود- حسب قوله- " لأننا كنا أفضل منه من جميع الجوانب، سواء من حيث العطاء البدني، أو التحضير التقنو- تكتيكي و البسيكولوجي، إضافة إلى كون العناصر الوطنية لعبت بإرادة كبيرة من أجل تشريف الألوان الجزائرية، و السعي للمرور إلى نصف النهائي، و عليه فإن فوزنا لم يكن ضربة حظ ، بل أننا أقنعنا كل العالم بالمردود الذي قدمناه و أكدنا على أحقيتنا في التأهل على حساب أقوى منافس في هذه الدورة” حصة خفيفة للإسترجاع، والتفكير في تأثير مشكل التنقلات المتواصلة في أنغولا بالموازاة مع ذلك، أشار الشيخ سعدان إلى أن المجهود البدني الكبير الذي بذله اللاعبون انعكس بصورة واضحة على حالتهم الصحية، خاصة الرباعي شاوشي، مقني، زياني و غزال، لأن هؤلاء اللاعبين يعانون من إصابات تبقي حسب ذات المتحدث " مشاركتهم في لقاء نصف النهائي غير مضمونة، كما أن بقية العناصر ستجد صعوبة كبيرة في استرجاع كامل إمكانياتها، لأن المنتخب الوطني مجبر على مواصلة التنقل بين المدن الأنغولية في هذه المشاركة، و السفر إلى مدينة بانغيلا سيؤثر حتما على آداء المنتخب، لأن اللاعبين مرغمون على اللعب في ظروف مناخية ليسوا متعودين عليها، كما كان عليه الحال عند التنقل من لواندا إلى كابيندا، والسفر من مدينة إلى أخرى لا يخدم مصلحة المنتخب الوطني، فضلا عن كوننا لا نملك الوقت الكافي لتمكين اللاعبين من استرجاع إمكانياتهم البدنية، وهو أكبر هاجس يثير مخاوفنا في التحضير لمباراة الخميس المقبل، رغم أننا نمتلك 24 ساعة إضافية للإسترجاع مقارنة بالمنافس، لكن السفر يؤثر من زاوية أخرى على الناحية البدنية لعناصرنا، كما أن مشكل الإصابات قد يحرمنا من خدمات بعض الركائز الأساسية للمنتخب " ....و في نفس الإطار، و إذا كان سعدان قد أشاد بالروح الكبيرة التي يتسلح بها اللاعبون، فإنه أوضح بالمقابل بأن الإصرار على المشاركة و تحدي الإصابات جعل كل اللاعبين يسعون للعب كأساسيين في كل مباراة، مما يبقي الطاقم الفني أمام الكثير من الخيارات التكتيكية، في ظل توفر البدائل في كل منصب، و استدل في هذا الطرح بعودة عنتر يحي إلى أجواء المنافسة بعد غياب طويل فاق الشهرين، مؤكدا في هذا الشأن بأن عنتر يحي و مراد مقني بذلا مجهودات كبيرة تفوق قدرة عطائهما، كونهما عانيا من إصابات، ليخلص إلى القول في هذا الصدد بأن المنتخب الوطني أجرى حصة تدريبية خفيفة مساء أمس خصصت للاسترجاع، قبل التنقل في حدود الساعة الخامسة مساء إلى بانغيلا. إصرار على تجنب ضغط المحيط الخارجي و في رده عن سؤال يتعلق برغبة العناصر الوطنية في ملاقاة أي المنتخبين الكاميروني و المصري في نصف النهائي، لم يتوان الناخب الوطني في وضع النقاط على الحروف بشأن هذه القضية، مؤكدا في هذا السياق بأن الأمور داخل النخبة الوطنية تسير في الإتجاه السليم، و أن الفرحة بقت تصنع الأجواء بين اللاعبين إلى غاية مساء أمس، قبل الشروع في التفكير في لقاء المربع الذهبي، ليكشف بان مسؤولي الإتحادية و الطاقم الفني أعطوا تعليمات صارمة للاعبين بتفادي السقوط في فخ الغرور و المفاضلة بين المنتخبين الكاميروني و المصري، لأن " الخضر" على حد تصريحه- لا بد أن يحضروا بجدية لهذه المقابلة، وعدم إختيار المنافس، لأن المنافسة بلغت مرحلة جد متقدمة و كل الخصوم أقوياء، و عند التعرف على المنافس سيتم التحضير من جميع الجوانب وفق خصوصياتها، لأن اللعب ضد مصر له نكهته، و التركيز سيكون على الجانب البسيكولوجي بحكم معرفة الطرفين لبعضهما، في حين أن مواجهة الكاميرون سيكون التحضير لها عاديا وفق البرنامج المسطر على غرار ما كان عليه الحال في مباراة كوت ديفوار.... سعدان أصر أن يختم حديثه بالعودة إلى موجة الإنتقادات التي كانت قد وجهت له، مشيرا في هذا الصدد إلى أن تربص فرنسا كان ناجحا على جميع الأصعدة و أن المجهود البدني العالي الذي قدمه اللاعبون سهرة أول أمس دليل واضح على جدية العمل المنجز في هذا المعسكر الإعدادي، رغم أن من أسماهم بأشباه التقنيين كانوا قد ذهبوا إلى حد الجزم بأن تواجد المنتخب بفرنسا كان بنية الإحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية، و ليس للتحضير لنهائيات كأس أمم إفريقيا، لكن المجموعة تأقلمت فيما بينها بعد تربص دام أكثر من شهر، كما أن هذا الإنجاز حسبه- " يجعل المنتخب على أهبة الإستعداد لخوض غمار المونديال دون مركب نقص و مقارعة الكبار".