أكد شيخ الشيوخ رابح سعدان بأن ''الخضر'' حققوا الهدف المسطر بالتأهل إلى المربع الذهبي، لأن الطاقم الفني كان قبيل التنقل إلى أنغولا قد أعرب عن أمله في الذهاب إلى أبعد محطة ممكنة مع خوض المنتخب ست مباريات، لأن هذا ''الكان'' يبقى أفضل موعد تحضيري للنخبة الوطنية تحسبا لمونديال جنوب إفريقيا كان بإمكاننا حسم الموقعة في 90 دقيقة كما أشار سعدان في معرض حديثه بأن ''الخضر'' كان باستطاعتهم الحسم في أمر التأهل إلى المربع الذهبي خلال التسعين دقيقة، لأن المنتخب الإيفواري لم يظهر بمستواه المعهود، حسب قوله، ''لأننا كنا أفضل منه من جميع الجوانب، سواء من حيث العطاء البدني، أو التحضير التقنو-تكتيكي والبسيكولوجي، إضافة إلى كون العناصر الوطنية لعبت بإرادة كبيرة من أجل تشريف الألوان الجزائرية، والسعي للمرور إلى نصف النهائي، وعليه فإن فوزنا لم يكن ضربة حظ، بل أننا أقنعنا كل العالم بالمردود الذي قدمناه وأكدنا على أحقيتنا في التأهل على حساب أقوى منافس في هذه الدورة''· هذه هي أسباب الفوز أكد رابح سعدان في تصريح للإذاعة الدولية أمس أن الفوز على كوت ديفوار تحقق بفضل الإرادة الفولاذية والروح الوطنية التي تغذي اللاعبين، إضافة إلى الثقة الكبيرة في النفس والإمكانيات، لأن المتتبعين - كما استطرد - ''كانوا يرشحون المنتخب الإيفواري لكسب الرهان والظفر بتذكرة العبور إلى المربع الذهبي، لكننا حضرنا بجدية لهذا الموعد، لأننا كنا قد سطرنا أهدافا من مشاركتنا في أنغولا، مادمنا قد أصبحنا من أقوى المنتخبات على الصعيد القاري بعد تأهلنا إلى المونديال، واستعادة اللاعبين للثقة التي افتقدوها في بداية المشوار طمأننا على حظوظنا في التأهل إلى نصف النهائي، رغم أننا كنا على دراية مسبقة بأن المهمة ليست سهلة أمام منافس كان من أبرز المرشحين للتتويج باللقب، كونه يضم لاعبين بارزين، فضلا عن احتفاظه بنفس التشكيلة لمدة لا تقل عن 4 سنوات ولم ينهزم طيلة عامين خلال 23 مباراة سابقة''· مشكل تضييع الفرص أقلقني اشتكى سعدان وعلى غير العادة من قلة التركيز ونقص النجاعة الهجومية، مستدلا في ذلك بالفرص الكثيرة التي أتيحت للعناصر الوطنية، خاصة الثنائي غزال ومطمور، ''وهو ما كاد أن يكلفنا غاليا، لأن المنافس الإيفواري كان عنيدا،و فردياته كانت قادرة على صنع الفارق في أية لحظة من عمر المباراة، والهدف القاتل الذي تلقيناه في الدقيقة الأخيرة كاد أن يجبرنا على حزم الحقائب لولا رد الفعل الإيجابي'' قال الشيخ سعدان، قبل أن يخلص إلى التأكيد على أن العناصر الوطنية مطالبة باستغلال أكبر عدد ممكن من الفرص المتاحة للمهاجمين، لأن المنافسة بلغت مرحلة جد متقدمة، وفرص التدارك لن تكون كبيرة أمام منافسين أقوياء· أرضية الميدان سبب البداية المرتبكة كما كشف سعدان بأن العناصر الوطنية لم تتمكن من الدخول بقوة في أجواء المباراة وذلك بسبب عدم التأقلم مع أرضية الميدان، وكذا الهدف المبكر الذي تلقيناه، لكن انقضاء العشرين دقيقة الأولى من عمر اللقاء مكن المنتخب من التحكم في زمام الأمور ونقل الخطورة للمنطقة العاجية ليكون التأهل مستحقا بشهادة الجميع· فريقنا مرهق وكثرة التنقلات زادت من تعبنا وختم المدرب سعدان تصريحاته بكون المجهود البدني غير العادي الذي بذله اللاعبون انعكس بصورة واضحة على حالتهم الصحية، خاصة الرباعي شاوشي، مقني، زياني وغزال، لأن هؤلاء اللاعبين يعانون من إصابات تبقي - حسب ذات المتحدث - ''مشاركتهم في لقاء نصف النهائي غير مضمونة، كما أن بقية العناصر ستجد صعوبة كبيرة في استرجاع كامل إمكانياتها، لأن المنتخب الوطني مجبر على مواصلة التنقل بين المدن الأنغولية في هذه المشاركة، والسفر إلى مدينة بانغيلا سيؤثر حتما على أداء المنتخب، لأن اللاعبين مرغمون على اللعب في ظروف مناخية ليسوا متعودين عليها، كما كان عليه الحال عند التنقل من لواندا إلى كابيندا، والسفر من مدينة إلى أخرى لا يخدم مصلحة المنتخب الوطني، فضلا عن كوننا لا نملك الوقت الكافي لتمكين اللاعبين من استرجاع إمكانياتهم البدنية، وهو أكبر هاجس يثير مخاوفنا في التحضير لمباراة الخميس المقبل· هذا ردي على كل من طعنني لم يتردد سعدان في فتح مجددا النار على الذين كانوا قد إنتقدوه وشككوا في قدراته ومؤهلاته الشخصية، واعتبر الوصول إلى نصف النهائي، وكذا الوجه الذي ظهر به المنتخب ضد كوت ديفوار بمثابة الرد الميداني الصريح على من طعنوا اللاعبين والطاقم الفني في الظهر عند التنقل إلى فرنس لإجراء تربص تحضيري جيد، وليس للاحتفال بأعياد رأس السنة الميلادية، كما زعم أصحاب الأقلام المأجورة ومحرضيهم عقب الهزيمة المفاجئة أمام مالاوي والتي جدد التأكيد على أنها جرت في ظروف غير عادية تماما·