رئيسة جمعية الأمل بالصومعة تنقذ 22 قاصرا من عالم المخدرات والإجرام تمكنت السيدة نفيسة قينعي رئيسة جمعية الأمل لنشاطات الطفل والمرأة ببلدية الصومعة بولاية البليدة من إنقاذ 22 قاصرا من عالم المخدرات وإعادة إدماجهم في المجتمع بفضل مجموعة من النشاطات التي تقوم بها ،رئيسة الجمعية التي تنشط بدار الشباب بالصومعة تقول أنها فكرت في إعادة إدماج هؤلاء القصر الذين تتراوح أعمارهم مابين 14 إلى 18 سنة بعد أن تأكدت بأن أغلبهم دخلوا عالم تعاطي المخدرات مكرهين ومجبرين لا مخيرين إما بسبب الظروف العائلية القاسية أو الفراغ القاتل الذي يجعلهم يحتكون بأصدقاء السوء وهؤلاء يحرضونهم على تعاطي المخدرات . وتروي السيدة نفيسة قصة أحد القصر وكيف تعاطى المخدرات لأول مرة وتقول بأنه في يوم من الأيام كان جالسا بأحد الأماكن المعزولة يقضي وقت فراغه حتى تقدم منه شاب آخر قدم له في البداية فنجان قهوة ثم قرصا مهلوسا مجانا ، و تكررت الصورة عدة مرات حتى أصبح القاصر يبحث عن هذا المروج في كل مكان لشراء الأقراص المهلوسة أو الكيف المعالج ، وكان كل مرة يرسله لشخص آخر حتى تعرف على أفراد شبكة ترويج المخدرات و يرغم هذا القاصر على اقتناء هذه السموم لاستهلاكها . و تضيف نفس المتحدثة بأن عملية إعادة إدماج هؤلاء بدأت باستقطابهم لمقر الجمعية و تنظيم رحلات لهم إلى مناطق مختلفة من الوطن رغم الصعوبات التي تجدها في ذلك خاصة الحصول على حافلة ، وتضيف بأنها كانت كل رحلة تخصصها لأحد هؤلاء القصر لتتحدث معه وتكتشف ظروفه العائلية وأسراره كما يخبرها عن زملاء له يتعاطون المخدرات لتقوم باستقطابهم إلى أن وصل العدد اليوم إلى 22 شابا ، كما تؤكد بأن أغلب هؤلاء قامت بإدماجهم في مراكز التكوين المهني لتعلم مختلف الحرف وهذا ما ساعد أكثر في تخليهم عن عالم المخدرات والاندماج في المجتمع ، كما توسطت للبعض الآخر في الحصول على مناصب عمل . ونتيجة لهذا الدور الذي تقوم به السيدة أصبح هؤلاء الشباب ينادونها كلهم بالأم ، وتضيف بأنه لا توجد حواجز بينها وبينهم إلى درجة أنهم يعانقونها في الطريق أثناء السير وتترك لهم كل الحرية في التصرف معها دون أية حواجز ،كما تتحدث معهم في كل المواضيع . وفي سياق متصل تقول نفس المتحدثة بأن هؤلاء القصر الذين دخلوا عالم المخدرات هم صفحة بيضاء لا يعرفون ما يفعلون دخلوا ذلك مكرهين لا مخيرين وهم بحاجة لمن يرعاهم ويعيدهم للطريق الصحيح وأمثال هؤلاء كثيرون في المجتمع الجزائري ممن هم في حاجة لرعاية وإعادة إدماج . و حملت رئيسة جمعية الأمل المسؤولية في ما حدث لهؤلاء إلى الأولياء الذين يغفلون عن تربية أبنائهم ومراقبتهم ، وتقول في هذه النقطة أن أحد هؤلاء الشباب الذي عملت على إعادة إدماجه عندما تحدثت معه حول ما يقوم به من تعاطي للأقراص المهلوسة والكيف المعالج وما يشكله من خطر على جسمه ، رد عليها قائلا أنه يعلم ذلك لكن كل ما يقوم به كان بدافع الانتقام من والده الذي يلقبه بالكلب وأكد لها بأنه لم يسمع يوما والده نداه باسمه بل كل ما ينطق به أثناء مناداته هو " الكلب " ولهذا أراد الانتقام من سلوك والده ويبرهن له أن هذا "الكلب " ماذا يمكن أن يفعل به . ولهذا فهي تنصح الأولياء بضرورة الرفق بأبنائهم ومعاملتهم المعاملة الحسنة ورعايتهم أحسن رعاية ، و من جانب آخر تؤكد المتحدثة ذاتها بأن إعادة إدماج هؤلاء المنحرفين مكنها بالتنسيق مع مصالح الأمن من تحديد هويات عدد من المروجين للمخدرات بالمنطقة والقبض عليهم .