أضحى شارع يقع بحي طانجة الشعبي مقصد العشرات من المواطنين يقطنون بمدنية سطيف وحتى خارجها لاقتناء مادة الخبز المتوفرة بكثرة هناك، بعد أن عمد العديد من التجار لتغيير نشاطهم والتخصص في بيع هذه المادة ما جعل تسمية "كارطي الخبر" تلتصق به. جذبنا الفضول من أجل معرفة سر تخصص تجار "الكارطي" في بيع الرغيف، هذه المادة المتوفرة بكثرة إلى ساعات متأخرة من الليل، فوجدنا التاجر "فيصل.ش" منهمك في البيع، سألناه عن سبب تخصصه في بيع الخبر فقط، فأجاب بأن الطلب المتزايد للزبائن جعله يخصص مساحة هامة من محله لوضع سلات الخبز من مختلف الأحجام وبأسعار متفاوتة لترويجه، مضيفا بأن زبائنه يقصدون المحل من مناطق مختلفة من المدينة وحتى خارجها على غرار بعض التجمعات السكانية المجاورة مثل الحشيشية والحاسي وشيرهم. تاجر آخر يملك محلا لبيع المواد الغذائية، قال بأن الطلبات المتكررة على مادة الخبر جعلته يرفع الكمية التي يستفيد منها يوميا إلى أضعاف ما كان يقتنيه خلال السنوات الفارطة، مضيفا بأن موقع الشارع الجيد المتمركز وسط تجمعات سكانية بمحاذاة حي حشمي وحي طانجة وحي لانقار جعلته شارعا تجاريا بامتياز ،موازاة مع الطلب المستمر للزبائن على مادة الخبز جعلته متوفرا في كل وقت ومقصد الزبائن. نفس الرأي ذهب إليه التاجر "منير.ب" الذي قال بأنه يروج ما لا يقل عن 300 وحدة من الخبر يوميا في ظرف ساعتين من الزمن، مابين الساعة السابعة مساء إلى التاسعة ليلا، مضيفا بأنه يغلق محله أحيانا بمجرد نفاد الخبز من الرفوف، مرجعا أسباب توافد المواطنين على هذا الشارع خصيصا لاقتنائه لتخصص التجار بترويجه مهما كانت السلع التي يعرضونها وكذا وفرته إلى غاية ساعات متأخرة من الليل خصوصا في شهر رمضان المعظم حيث تتعدد الأذواق والأنواع. أحد المواطنين الذين التقينا به كان بصدد اقتناء الكمية التي يحتاجها من الخبز، كشف بأنه يقطن بالحشيشية (5 كلم عن مدينة سطيف) لكنه يفضل اقتناء ما يحتاجه هذه المادة من "كارطي الخبر" بالنظر لجودة المنتوج من جهة وكذا عدم توفره في مكان آخر في ظل تأخر الوقت (20 سا ليلا). مواطن آخر عبر عن امتنانه للتجار على مستوى هذا الشارع وأكد بأنهم يقدمون خدمات جليلة للزبائن خصوصا الذين يعملون لوقت متأخر ولا يسعفهم الحظ في اقتناء الخبز من محلات تجارية أخرى تغلق أبوابها مبكرا أو ينفد لديها الخبز في ساعات قليلة. زيارة "النصر" لهذا الحي تزامن مع انخفاض محسوس في درجة الحرارة ومع تساقط الأمطار، لم يمنع من وجود حركية كبيرة إلى درجة ازدحام وغلق الطريق بسبب الركن العشوائي لأصحابها لاقتناء الخبز، وهي نقطة سلبية أولى، في حين أن عرض هذا المنتوج في ظروف غير ملائمة من طرف بعض التجار كطرحه في سلات حديدية على الأرض سجلناها كنقطة سلبية ثانية. أما الإيجابيات فلمسناها على لسان المواطنين الذين عبروا عن رضاهم بالفوز ولو برغيف خبز واحد يسدون به الرمق.