ثلث سكان ديدوش مراد دون مرافق عمومية تعاني عدة أحياء سكنية كبيرة ببلدية ديدوش مراد ،ولاية قسنطينة،من انعدام التجهيزات العمومية الضرورية ، باستثناء نسبي للجانب التربوي ،رغم أن تاريخ إنشاء هذه الأحياءيعود إلى منتصف تسعينيات القرن الماضي، ولا زالت حركة التوسع العمراني الأفقي و العمودي متواصلة بهذه الأحياء في غياب المرافق، الشيء الذي جعل رئيس بلدية ديدوش مراد السيد الطاهر بو الشحم ينبه إلى ضرورة استدراك الوضع وتجنب تكرار الأخطاء السابقة عند وضع برامج سكنية جديدة. و أكد رئيس بلدية ديدوش مراد أن تراب بلديته يتوفر فعلا على العقار الصالح للبناء لكن الإستمرار في برمجة حصص ضخمة من المساكن الموجهة لامتصاص العجز في مجال السكن بقسنطينة يتطلب برمجة موازية لكل المرافق الضرورية التي يحتاجها السكان في مختلف القطاعات وفي مقدمتها التربية و الصحة و البريد و النقل و المرافق الشبانية الثقافية و الرياضية و التجارية ... وهذا حسبه حتى لا تتكرر المعاناة الموجودة حاليا في أحياء تضم آلاف المساكن يضطر قاطنوها إلى التنقل لمركز البلدية أو للمدن المجاورة من أجل قضاء مصالحهم. موظف بريدي واحد لخدمة 15 الف ساكن من المفارقات الغريبة التي وقفنا عليها بحي كاف صالح الذي يضم بدوره عدة أحياء تضم في مجموعها ثلث سكان البلدية البالغ عددهم خمسين ألف نسمة أن موظف بريدي واحد يقدم كل الخدمات البريدية لكل هؤلاء السكان في مكتب بريدي صغير يضم شباكا واحدا وليتصور القارئ الوضع خلال أيام صب الأجور. أما الرسائل التي تصل هذا الحي فإنها تبقى مكدسة في المكتب البريدي لأنه لا يوجد من يوزعها وحتى يحصل المواطنون على بريدهم ما عليهم سوى الذهاب للمكتب البريدي و البحث عن رسائلهم بأنفسهم وهذا واقع يعرفه الجميع بهذا الحي و أكده لنا رئيس لجنة حي الأمل ( كاف صالح ) السيد كباش شعيب الذي قال بأن محفظته تضم عشرات النسخ من الشكاوي التي وجهتها لجنة الحي لكل الجهات المسؤولة كل فيما يخصه. ومنها معضلة الخدمات البريدية.وغياب خدمة الهاتف و الإنترنيت. ويذكر رئيس لجنة الحي أن السكان يعانون كذلك من غياب الخدمات الصحية إذ لا توجد فيها سوى قاعة علاج وحيدة تسيرها ممرضة واحدة و تزورها أحيانا طبيبة عامة. وفي هذا المجال يطالب السكان حسب المتحدث بمشروع مستوصف على الأقل. ويضيف ممثل السكان أن المعاناة مع مياه الشرب تشكل أزمة مزمنة بهذا الحي فجزء منه لم تصله المياه منذ خمس سنوات بسبب انسداد قنوات المياه التي تم تجديدها كما قال في نصف الحي وبقي النصف الآخر ولهذا لاحظنا خلال تواجدنا أن أنابيب المياه البلاستيكية تنطلق من البيوت الموجودة في جانب لتصل إلى الجانب الذي يقابلها من أجل تزويد سكانها بماء الشرب خلال الفترات التي يأتي فيها الماء. أما فاتورة الماء فهي موحدة وقيمتها حسب نفس المتحدث 150 ألف سنتيم حتى و لو لم تستهلك قطرة واحدة و بالتالي فإن السكان حسب محدثنا يتساءلون عن جدوى وجود العدادات . في مجال النظافة ورفع القمامة يقول رئيس لجنة الحي أن المقاولة المكلفة بهذا الحي لديها شاحنة واحدة كثيرة التعطلات مما يؤدي إلى تراكم القمامة أحيانا لشهر أو شهرين. معاناة السكان مع المواصلات تثير الأعصاب حسب وصف ممثل الحي خاصة نحو مركز البلدية إذ توجد حافلتان فقط تعملان على هذا الخط وهما مكلفتان أيضا بالنقل المدرسي بمعنى أن الأوقات التي تكونان مشغولتان فيها بنقل التلاميذ يحرم باقي المواطنين من خدماتهما. أما حافلات خط قسنطينة واد الحجر فإن سكان كاف صالح لا يكادون يجدون فيها مكانا نظرا لكونها تصلهم دائما ممتلئة. وأضاف أن نفس الشيء تقريبا يتكرر مع النقل الجامعي حيث توجد حافلة لكنها تمر باكرا مما يفرض على الطلبة التنقل مع سيارات الفرود إلى مركز البلدية أين يجدون حافلات النقل الجامعي. وحتى بالنسبة للمرافق الرياضية فإن حي الأمل و الأحياء المجاورة له تعد محرومة تماما فلا يوجد سوى ملعب واحد لكرة القدم وضعية أرضيته متدهورة جدا ومنحدرة تشكل خطرا على اللاعبين. ونفس الملاحظة تنطبق على ملعب ماتيكو . وقد أخبرنا رئيس لجنة الحي أن مشروع إصلاح الملعبين أسند لمقاول منذ أكثر من عام ولم ينطلق في العمل حتى الآن. فيما يخص التهيئة يظهر الفرق واضحا بين الأحياء الجديدة التي تضم عمارات جميلة في محيط مهيأ محترم و طرقات مهترئة أو طينية على طول شوارع البيوت الفردية وقد علمنا أن تدهور هذه الطرقات كان في أغلبها بسبب أشغال توصيل الغاز لكن الوضع قد طال كثيرا وكان يفترض أن يعاد إصلاح الطرقات مثلما يؤكد السكان. للإشارة فإن أصل سكان حي الأمل من مدينة قسنطينة تم ترحيلهم من عدة أحياء قديمة ابتداء من منتصف التسعينيات.