الخجل والخوف يؤخران شفاء مرضى السرطان كشف أمس البروفيسور كمال بوزيد، رئيس المؤسسة الجزائرية لأمراض السرطان، ورئيس مصلحة الأورام السرطانية بمركز بيار وماري كوري بالعاصمة بأن 30 بالمائة من المصابين بسرطان المثانة و50 بالمائة من المصابين بكل من سرطان البروستاتة وسرطان الكلى و90 بالمائة من ضحايا سرطان الخصيتين يمكن أن يصلوا الى مرفأ الشفاء التام اذا تم التكفل بهم مبكرا بالاعتماد على الجراحة والعلاج الكيميائي أساسا. وجميع هذه النسب مرشحة - حسبه للارتفاع الكبير، اذا تم اخضاع كافة فئات المواطنين للكشف المسبق على سبيل الوقاية ودرء الخطر المحتمل. البروفيسور أوضح للنصر على هامش الطبعة السادسة للأيام الدولية لعلم امراض السرطان التي يحتضنها قصر الثقافة مالك حداد بقسنطينة من 15 الى 17 اكتوبر الجاري بأن التزايد المسجل في الاصابة بداء ا لسرطان بمختلف أنواعه ومن بينها سرطانات الجهاز البولي والتناسلي يعود الى عدم الخضوع الطوعي للكشف المسبق بالنسبة للأشخاص الأصحاء، كوسيلة فعالة للوقاية من هذه الأمراض، والخجل أو الخوف من التشخيص المبكر اذا ظهرت بعض الأعراض أو لمجرد الشك في ظهورها، مما أدى الى تصنيف سرطان الثدي في المرتبة الاولى بين أنواع السرطان التي يمكن أن تعاني منها النساء ببلادنا ويأتي بعدها سرطان القولون والشرج تم سرطان عنق الرحم. وبالنسبة للرجال يأتي سرطان الرئة في المقدمة تم سرطان القولون والشرج فسرطان الكلى - كما قال - البروفيسور. مشبها الكشف المسبق بالغربال الذي يطمئن الأشخاص الأصحاء ويؤكد سلامتهم من مخاطر السرطان ويوجه المرضى في مرحلة مبكرة من إصابتهم الى العلاج، مما يضاعف من فرص شفائهم، ويسهل عمليةالتكفل بهم ويقلص من تكاليفها ومن معاناتهم. ويدعو بإلحاح الى تضافر الجهود على كافة المستويات من أجل تنظيم حملات تحسيس وتوعية فعالة، خاصة وأن الامكانيات والوسائل متوفرة لهذا النوع من الكشف الوقائي. وتأسف كثيرا لأن معظم الحالات التي تتوجه الى المستشفيات أو العيادات تكون في مراحل متقدمة من المرض، وذكر على سبيل المثال حالات لسيدات بلغن سن اليأس، تتراوح أعمارهن بين 55 و 60 عاما، ولدى اصابتهن بنزيف يخجلن من اخبار أزواجهن أو بناتهن، ولا يتوجهن الى الطبيب الا بعد شهور في حالة متدهورة، فتثبت إصابتهن بسرطان عنق الرحم. بينما يمكن الشفاء من هذا المرض بنسبة 100 بالمائة اذا تم الكشف المبكر عنه. مشيرا الى أن خضوع النساء للكشف في السنة الأولى من زواجهن، ومرة كل ثلاث سنوات بعد ذلك أكبر وقاية وحماية لهن من هذا المرض.. كما يدعو النساء من كافة الاعمار إلى الكشف الذاتي المنتظم مباشرة بعد انتهاء الدورة الشهرية لصدورهن ودعم هذا الكشف بفحص دورية لدى الأطباء، وأضاف بأن الوقاية مطلوبة أيضا بالنسبة للرجال، بدءا بإجراء فحوصات عيادية وإجراء بعض التحاليل الدورية فالكشف المسبق يجب أن يعمم وجميعنا معنيون به، واستطرد قائلا بأنه قد آن الأوان للتعامل مع السرطان بأنواعه كغيره من الأمراض الأخرى، فهناك خمسة أسلحة لمحاربته بفعالية، وهي الجراحة والعلاج بالأشعة والعلاج الكيميائي، والعلاج بالهرمونات ثم ما يعرف بالعلاج الموجه.. ومن شأن هذه العلاجات أن تؤدي الى شفاء 50 بالمائة من ضحايا السرطان في ظل التشخيص المبكر.. أما الحالات الباقية فهي اصابات مزمنة، يمكن السيطرة عليها بالعلاج المنتظم والفحوص الدورية، والتعايش معها، كما يتعاش باقي المصابين بأمراض مزمنة أخرى مثل السكري أو ارتفاع ضغط الدم مع أمراضهم..و شدد على ضرورة التحسيس والتوعية في هذا المجال حتى تتغير النظرة القاسية الى ضحايا السرطان والمخاوف المرتبطة بالمرض.