100عائلة محرومة من أبسط مرافق الحياة بقرية عبّاس يعيش سكان قرية عبّاس الواقعة بمدخل بلدية ابن زياد بقسنطينة، معاناة يومية بسبب انعدم المرافق الخدماتية و الغياب الكلي للتهيئة، إلى جانب البطالة الخانقة التي يعيشها شبابها المحروم من أبسط أماكن الترفيه، في وقت يبدو فيه أن غياب مخطط توجيهي للتهيئة و التعمير حرم الحي من عدة مشاريع. و رغم وقوع قرية عباس على حافة الطريق الوطني رقم 27، و عدم بُعدها عن بلدية ابن زياد كثيرا، إلا أن سكانها لا يزالون يعانون من المشاكل ذاتها منذ عدة عقود، فهذا التجمع الريفي الذي تقطنه أزيد من مائة عائلة، لم تشيد به أية مرافق ذات طابع خدماتي، بحيث ذكر لنا السكان بأن الاستفادة من قاعة علاج تحول إلى مجرد حلم ،حيث كثيرا ما يتلقون وعودا في شأنه لكنه لم يتحقق، و هو ما يضطرهم في كل مرة لتكبد عناء التنقل إلى عاصمة البلدية، من أجل الحصول على أبسط الخدمات الصحية، بينما لا يجد المرضى من ذوي الحالات المستعجلة و النساء الحوامل من يقدم لهم الرعاية الصحية. كما يستغرب السكان سبب حرمانهم من فرع بلدي أو مركز بريدي، حيث ذكروا أن غياب هذين المرفقين جعلهم يقضون أيامهم في التنقل بين المناطق المجاورة من أجل قضاء حاجياتهم. أما قرية قايدي عبد الله القريبة فقد تحولت إلى المصدر الرئيسي للتموين بالمواد الغذائية ،و ذلك بسبب غياب متاجر بقريتهم و إلغاء مشروع محلات الرئيس الذي يقولون أنه بُرمج بها منذ سنوات، و هو وضع اضطر رجال الحي لقطع عدة كيلومترات مشيا على الأقدام من أجل ارتشاف فنجان قهوة. و قد لاحظنا بأن طرقات القرية غير مهيأة و بأن جميع مسالكها الداخلية ليست معبدة و تغرق في الحفر و الغبار و في مياه الصرف الصحي، و ذلك نتيجة غياب شبكات أرضية. و قد اشتكى السكان من تعطل الإنارة العمومية و الإنقطاعات المتكررة في التيار الكهربائي و عدم تزويد بعض المنازل بها، مع التذبذب في توزيع مياه الشرب و عدم إخضاع حيهم لأية عملية تهيئة منذ عدة سنوات، فضلا عن تأخر استفادة قاطني 35 منزلا هشا من إعانات السكن الريفي، و تعطل شروع العائلات التي حصلت على قرارات بذلك، في بناء منازل ريفية رغم توفر الوعاء العقاري بمنطقة قايدي عبد الله. هاجس حوادث المرور يؤرّق الأولياء السكان اشتكوا أيضا من تدني المستوى الدراسي للتلاميذ بمدرسة الحي، و ذلك بسبب الغياب المتكرر ببعض الأساتذة، على حد قولهم، كما تحدثوا عن معاناة التلاميذ من الروائح الكريهة الناجمة عن فضلات تربية المواشي القريبة منهم، مضيفين بأن خطر حوادث المرور شكل هاجسهم اليومي، لعدم انجاز معبر للمارة يسمح بقطع الطريق الوطني رقم 27 المؤدي نحو عدة ولايات بالشرق و الذي يعرف كثافة مرورية كبيرة، كانت قد أدت إلى وقوع حوادث مرور ذهب أبناؤهم ضحيتها، أما دفن الموتى بحي عباس فتحول إلى مهمة شبه مستحيلة ، بحيث لا يزال الأهالي ينقلون الأموات على أكتفاهم و قطع الوادي القريب، من أجل مواراتهم الثرى في المقبرة الخاصة بمنطقة قايدي. محدثونا قالوا أن قريتهم مهمشة و أضحت "خارج الخريطة» في نظر السلطات المحلية، بحيث أكدوا أنهم يتلقون عشية كل موعد انتخابي وعودا كثيرة لا يتحقق منها شيء، ليجدوا أنفسهم يواجهون مجددا "حياة بائسة"، في ظل البطالة الخانقة الني يعيشها شباب الحي رغم حصول الكثير منهم على شهادات جامعية و مهنية لم تشفع لهم للحصول على منصب عمل، إذ أجبر الكثير منهم على القيام بأشغال في مجالي البناء و الفلاحة، و هو وضع زاد تأزما أمام الغياب الكلي لمرافق التسلية و الترفيه و العزلة الهاتفية، التي حرمتهم من الولوج إلى شبكة الأنترنت التي تحولت إلى حلم بالنسبة لهم. البلدية تطلب المخطط التوجيهي لبعث المشاريع بالقرية رئيس بلدية ابن زياد ذكر في رده على انشغالات السكان، بأن غياب مخطط توجيهي للتهيئة و التعمير بحي عباس، تسبب في حرمان سكان المنطقة من عدة مشاريع، حيث قال أن مصالحه تقدمت بطلب لدى مديرية التعمير من أجل الحصول على هذا المخطط، لكنه أوضح بأن قاعة العلاج قد خصصت لها قطعة أرضية لكن ينتظر برمجة عملية إنجازها من قبل مديرية الصحة، التي تعتمد في عملها على الخارطة الصحية. و قد نفى "المير" تسجيل مشروع لمحلات الرئيس، كما أوضح بأن مصالحه تخصص ميزانية سنوية لصيانة أعمدة الإنارة العمومية، متحدثا عن قرب ربط بعض السكنات بشبكة الصرف الصحي و عن البدء في الإجراءات الإدارية لتنفيذ مشروع تهيئة المدخل الرئيسي للحي بقيمة 300 مليون سنتيم. و فيما يتعلق ببرنامج السكن الريفي المتأخر، قال رئيس البلدية بأن الوالي أصدر مؤخرا تعليمات بتعيين مكتب دراسات في كل تجمع معني بهذا البرنامج عبر القرى، و ذلك للإسراع في العملية و توزيع رخص البناء، مضيفا فيما يخص المستفيدين الذين خصص لهم الوعاء العقاري، بأن حالاتهم ستسوى قريبا بعدما تلقى مالكو الأراضي التعويضات، و دعا محدثنا السكان لاقتراح قطعة الأرض التي يرونها مناسبة من أجل تخصيصها كمقبرة بعد أخذ رأي مديرية الفلاحة، معترفا بمشكلة البطالة التي قال أن مصالحها تعمل على التقليل منها بحسب ما تملكه من إمكانيات، و ذلك بمنح الشباب الأولوية في التدريس بابتدائية القرية، كما أكد "المير" بأن القرية مبرمجة للربط بشبكة الألياف البصرية لفك العزلة الهاتفية عنها. ياسمين بوالجدري /تصوير:شريف قليب