الخضر بوجه مطمئن يؤكد سلامة نهج حليلوزيتش اجتاز سهرة أمس المنتخب الوطني اختبار رومانيا بنجاح، حيث حقق جملة من المكاسب دفعة واحدة، بداية بتحقيق رابع انتصار على التوالي بثنائية وقعها بن طالب وسوداني، ما مكنه من الحفاظ على ديناميكية الفوز في منعرج هام وحاسم، مرورا بالتحضير جيدا لمونديال البرازيل وتحديدا مباراة بلجيكا التي تعتبر مفتاح المشاركة الإيجابية، وصولا إلى توفيق رفقاء المتألق بن طالب في تقديم حجم لعب كبير وخلق عديد الفرص السانحة، والنتيجة فوز مقنع أمام منافس محترم، ما من شأنه رفع معنويات المجموعة وجعلها تسافر إلى البرازيل في ظروف نفسية ممتازة. ظهور الخضر في مباراة أمس بوجه طيب أعاد إلى الأذهان أمجاد الجيل الذهبي للكرة الجزائرية مطلع الثمانينيات، حيث منذ تلك الحقبة لم يداوم الخضر على الانتصار وإقناع وإمتاع الأنصار كما يفعلوه تحت قيادة وحيد حليلوزيتش، الذي يبدو أنه اهتدى إلى التشكيل الأساسي الذي يراهن عليه في مباريات المجموعة الثامنة، ومن ثمة السبيل المؤدي إلى تحضير الخضر لأداء مونديال في مستوى التطلعات والآمال، في وجود خزان جد ثري بالمواهب والقدرات التي تنتظر الفرصة لتنفجر وتحق المفاجأة في بلد السامبا. وبالعودة إلى مجريات المباراة فإن "الكوتش وحيد" يكون قد استخلص كل ما يريده من دروس، بعد أن وضع كتيبته تحت الاختبار عبر جميع خطوطها، فكانت الاستجابة بدرجات متفاوتة، ولو أن المردود العام يؤكد سلامة النهج الذي يسلكه التقني البوسني على رأس المنتخب، الذي قدم أمس مباراة مشرفة، من خلال نجاحه في قهر المنافس الروماني تكتيكيا وفنيا وحتى بدنيا، فرفقاء مجاني تفوقوا في الصراعات الثنائية وتحكموا في الكرة واللعب في جل أطوار المقابلة، ما مكنهم من إرغام المنافس على التراجع واللعب في منطقته، ومن النقاط التي تحسب للاعبينا توفيقهم في فرض ضغط عال على المنافس، الذي افتقد إلى المساحات وإلى الكرة التي ظلت لفترات طويلة بحوزة عناصرنا، وعلى النقيض من لقاء أرمينيا أين أدى لاعبونا شوط أول بمستوى عال وتراجع أداءهم و ريتم لعبهم في الثاني، جاءت أمس المرحلة الأولى متكافئة نسبيا، حيث كان الضغط في البداية من الرومانيين الذين حاولوا المباغتة ليكون رد منتخبنا رهيبا وفعالا، سيما عبر الرواق الأيمن أين تألق الثنائي غلام وجابو بمساعدة من بن طالب، وبعد محاولات متكررة جاء هدف التقدم عند الدقيقة 22، بعد كرة من غلام تجاه جابو الذي تلاعب بالمنافس ومرر كرة صدها الحارس لتجد بن طالب الذي هز الشباك معلنا عن توقيعه أول هدف بالقميص الوطني، ورغم أن محور الدفاع ارتكب هفوة قاتلة، في ظل تكسير مصطفى لمصيدة التسلل، ما جعل مبولحي يتلقى هدفا لا يسأل عليه (د27) عن طريق شيبسيو، هدف يؤكد بأن الدفاع الحلقة الأضعف وورشة حليلوزيتش في قادم الأيام، ولو أن المحور بحاجة على قليل من الانسجام وهو ما تمت معالجته في الشوط الثاني الذي شهد سيطرة الخضر بالطول والعرض، خاصة في ظل امتلاك رفقاء تايدر وسط الميدان، بفضل توجيهات الكوتش وحشن انتشار بن طالب ومجاني وتايدر، الأمر الذي مكنهم من مضاعفة المكسب عند الدقيقة 65، بعد فاصل مهاري من جابو وتايدر الذي منح سوداني كررة على طبق حولها إلى هدف التقدم، وكان باستطاعة رفقاء البديل محرز إثقال فاتورة الرومانيين لولا غياب اللمسة الأخيرة، التي سيحاول حليلو معالجتها أيضا، حيث أن إهدار سوداني وسلماني ويبدة لكرات سانحة أمر لن يكون متاحا في المونديال. نورالدين - ت قالوا عن اللقاء مجيد بوقرة: اختبار مهم لنا " اعتقد بأن هذه المباراة كانت اختبارا جادا لنا، بالنظر لقوة المنافس الذي سبب لنا مشاكل كبيرة. كما أن المواجهة وبغض النظر عن طابعها الودي، إلا أنها شكلت فرصة للتحضير للمونديال، حيث حرصنا على اللعب بكل جدية والتأكيد على قدراتنا. الفوز يعكس مدى جاهزية اللاعبين، وأهديه للأنصار الذين تنقلوا إلى جنيف، وأعدهم بأننا سنشرف الألوان الوطنية والكرة العربية في المونديال". هلال سوداني: علينا التفكير في المونديال " أرى بأننا أدينا مقابلة جيدة، ولو أنه كان بإمكاننا تسجيل أهدافا أخرى. يجب علينا التفكير من الآن في المباراة الأولى أمام بلجيكا بالمونديال بعد استخلاص أخطاء هذا اللقاء. بكل تأكيد المقابلة كانت امتحانا شاقا للتشكيلة الوطنية وفرصة للوقوف على جاهزية اللاعبين. وصراحة أظهرنا بأننا في الطريق الصحيح، وستكون لنا كلمة في المونديال نوانا سعيد بالهدف الذي سجلته". سفيان فيغولي: مراة تحضيرية مفيدة " المباراة سمحت لنا بمباواصلة التحضيرات ودخول أجواء المونديال قبيل أيام معدودة من انطلاقته، نظرا لقوة المنافس ووزنه، حيث شكل لنا متاعب كبيرة. وأعتقد بأننا لم نخيب وكنا في مستوى ثقة الطاقم الفني الذي يكون قد وقف على مدى استعداد اللاعبين. شخصيا أنا سعيد جدا بمشاركتي وبالفوز المعنوي الذي حققناه، وهو ما يساعدنا على البروز أكثر في نهائيات كاس العالم وصنع الحدث". مارك ويلموتس(مدرب بلجيكا) أخذت فكرة حول الجزائر وأعجبت بسوداني وبن طالب " شخصيا وقفت على التنظيم الجيد للجزائر والنزعة الهجومية التي أظهرتها، ما يجعلها تكون منافسا قويا لنا في المونديال، ويضعنا أمام تحد كبير لتحضير السلاح اللازم للمعركة الميدانية المقررة يوم 17 جوان. المباراة حتى وإن لم تكن ذات مستوى عال، إلا أنها مكنتنا من الوقوف على بعض جوانب التشكيلة الجزائرية وجاهزية اللاعبين رغم إدراكي بأن الأمور ستختلف في المونديال. ما يمكن أن أقوله هو أن الجزائر تملك تنظيما جيدا في وسط الميدان وقاطرة هجومية قوية حيث أعجبني سوداني وبن طالب وهما لاعبان موهوبان". عبد الرحمان مهداوي(مدرب وطني سابق) مقابلة تحضيرية مفيدة " اللقاء كان فرصة للمنتخب الجزائري لتأكيد استعداده، وأرى بأن الخضر ظهروا بوجهين مختلفين، حيث دخلوا اللقاء باحتشام من خلال حالة الارتباك التي ميزت أداء اللاعبين في الشوط الأول، غير أنهم استدركوا في المرحلة الثانية وأبانوا عن وجه طيب حيث كان بإمكانهم تحقيق فوز عريض. وبكل تأكيد التغييرات التي أحدثها الناخب الوطني أعطت ثمارها حيث أصاب في خياراته التكتيكية، والتنظيم الجيد على مستوى الخطوط الثلاثة. ومع ذلك، تبقى نقائص وثغرات قائمة على حليلوزيتش معالجتها قبل المونديال. وشخصيا أنا راض على المردود العام سيما في المرحلة الثانية وأنا متفائل بأداء مشوار ناجح في المونديال". سجلها: م مداني كسروا هدوء جنيف وكرروا سيناريو سيون أنصار الخضر يصنعون أجواء خيالية ويبهرون السويسريين صنعت الجماهير الجزائرية الحدث أمس بمناسبة المباراة التي جمعت المنتخب الوطني بنظيره الروماني، حيث تدفق أنصار الخضر بأعداد غفيرة جدا على الملعب الذي احتضن المواجهة إلى درجة أن عددهم قد فاق بكثير الجماهير التي حضرت مباراة أرمينيا بملعب سيون، ولقد كان قدوم الجماهير الجزائرية من كل حدب وصوب ( أتوا من الجزائر ومختلف العواصم والمدن الأوربية)، حيث أغلقوا الطرقات وصنعوا أجواء مميزة أبهرت السويسريين الذي علقوا كثيرا على شغف الجزائريين بكرة القدم، علما وأن أنصار المنتخب الوطني قد نجحوا في جعل جنيف الهادئة تتحول إلى مسرح للكرنفالات والفرجة، خاصة وأن قدومهم إلى العاصمة السويسرية كان منذ الصباح الباكر ليوم أمس، في مشهد لم تعشه جنيف حتى في مباريات المنتخب السويسري. كانوا وراء ازدحام مروري كبيرا بجنيف وكانت يومية " تريبين دو جنيف " السويسرية قد أشارت في تقرير عبر موقعها الرسمي، إلى حالة ازدحام مروري كبيرة ميزت وسط مدينة جنيف ساعات قليلة عن المباراة الودية التي أقيمت عشية أمس بين المنتخب الوطني ونظيره الروماني، ضمن تحضيرات الخضر لكأس العالم بالبرازيل. وأضاف ذات المصدر أن سبب الازدحام غير المعهود، هو التدفق الكبير للجماهير الجزائرية التي أتت من الجزائر وعدة بلدان أوروبية، من أجل مشاهدة رفقاء كارل مجاني، كما نقل ذات المصدر تصريحات لمصدر مسؤول من شرطة جنيف، أكد من خلالها أن عناصر الأمن لم تتخوف من أي انفلات مادام الأجواء احتفالية، علما وأن الأمن السويسري أعطى تعليمات صارمة للجماهير، بتفادي الخروج من نافذة السيارة تفاديا لوقوع ما لا يحمد عقباه. الجزائريون يحتلون ملعب جنيف بأكمله وفي سيناريو مشابه لما حدث خلال مباراة أرمينيا، نجحت الجماهير الجزائرية مرة أخرى في احتلال ملعب جنيف بالكامل، حيث لم يتركوا أي مكان للجماهير الرومانية التي لم تسجل حضورها بالمدرجات، وهو الأمر الذي فاجأ المدرب الروماني فيكتور بيتوركا وأشباله، الذين أشادوا بالتدفق الكبير للجماهير الجزائرية على الملعب، معتبرين إياها نقطة قوة الخضر وعماده الأول. ولقد صنع أنصار الخضر- كما كان منتظرا- فرجة حقيقية بالمدرجات، من خلال التشجيع الكبير لرفاق سفيان فغولي، بالإضافة إلى نجاحهم في تزيين الملعب بأكمله بالرايات الوطنية، وهو ما أعطى صورة جميلة لهذا الملعب الذي لم يشهد منذ فترة طويلة هذا التدفق الجماهيري الكبير.