الأدوية والمستحضرات العشبية أصبحت تشكل خطرا على الصحة العمومية حذر أمس البروفيسور بن قايد علي إسماعيل رئيس مصلحة الأمراض الجلدية في المستشفى الجامعي مصطفى باشا بالعاصمة ورئيس الجمعية الجزائرية لطب الجلد، من الأضرار والمضاعفات الخطيرة التي تسببها الأدوية والمستحضرات العشبية، والمكملات الدوائية العشبية، التي تباع في المحلات المتخصصة التي انتشرت بشكل لافت في السنوات الأخيرة في مختلف المدن وحتى في الكثير من الصيدليات ، على الصحة العمومية. وندد البروفيسور بن قايد علي بما وصفه بالممارسة العشوائية لنشاط الطب البديل الذي أصبح أكثر انتشارا من ذي قبل في أوساط الجزائريين والممارس في الغالب من طرف أناس لا علاقة لهم بالميدان الطبي، وقال أن الكثير من المستحضرات الدوائية ومستحضرات التجميل المصنوعة بطريقة تقليدية من أعشاب مجهولة الهوية أو ذات مكونات غير معروفة وغير خاضعة لأي معيار علمي قد تسببت في نتائج عكسية وألحقت أضرارا كبيرة وخطيرة بالكثير ممن استعملوها. وأشار المتحدث خلال استضافته في ‹›فوروم ديكا نيوز ‹› أن استعمال بعض أنواع هذه الأدوية وبعض مستحضرات التجميل قد تسببت في تأثيرات ضارة وأحياناً سامة جداً وأقوى السموم لدى بعض المرضى الذين ترددوا على مصلحته الطبية وعلى مصالح طبية أخرى حيث أشار إلى أن بعضها تسبب في أنواع من سرطان الجلد وأمراض الحساسية وفي مضاعفات أخرى على القلب والكبد والكلى وغيرها من الأعضاء الحيوية للمرضى وأثرت على وظائفها، لكون تلك المنتجات تفتقد في حقيقة الأمر كما قال لأي صفة طبية ولم تخضع قبل تسويقها لأي تحليل أو ترخيص بالتسويق من الجهات المخولة قانونا، لكنه لم ينف في المقابل نجاعة بعض الأعشاب التي تم إخضاعها للدراسة والتحليل في علاج بعض الأمراض. وفي هذا السياق لفت البروفيسور بن قايد علي إلى أنه من الممكن تعاطي هذه الأعشاب إذا تمت معالجتها بأسس علمية، وتحت إشراف طبي باعتبار أن العشب قد يضم مواد أخرى تدمر فوائده، أو تقلل فاعليته، أو توصل السموم إلى الجسم. من جهة أخرى كشف البروفيسور إسماعيل بن قايد علي أنّ حوالي 70 بالمائة من المراهقين الجزائريين معرضون لمشكل حب الشباب من كلا الجنسين وهو ما يستوجب عليهم مراجعة طبيب الجلد من أجل التخلص من الآثار الجسدية والنفسية للمرض، مشددا على ضرورة علاج هذا المرض مع بداية ظهور أولى العلامات من أجل تجنب المضاعفات التي قد تحدث أو تتطوّر في شكل التهابات. وأوضح المتحدث أيضا أن 20 بالمائة من الفحوصات في مجال طب الجلد مرتبطة بمشاكل حب الشباب، مضيفا أنها تختفي في 90 بالمائة من تلك الحالات، عندما يقدم العلاج مبكرا. وعدّد المتحدث الأسباب المختلفة التي تقف وراء مشكل حب الشباب، حيث تطرّق إلى العامل الجيني،والعامل التشريحي والعامل الالتهابي بالإضافة إلى التعرض للشمس،العرق،القلق وبعض مستحضرات التجميل المغشوشة وهي عوامل يمكن اعتبارها أسبابا معمقة للمشكل، مبرزا بأن حب الشباب الحاد من الدرجة الثالثة والدرجة الرابعة، يستوجب علاجا هرمونيا وذلك بعد فشل العلاجات المحلية. وفي تطرّقه إلى دواء»ديان 35»، الذي يوصف كعلاج هرموني لحب الشباب عن طريق الفم بغض النظر عن كونه مانعا للحمل قال البروفيسور بن قايد علي أن الجزائر لم تكن معنية بالجدل الذي أثير حوله في بعض الدول الأوروبية فهي لم تسجّل منذ بداية وصفه سنة 1985 أي حادث يمس بسمعة المنتوج وأكد على ضرورة التقيّد التام بالإرشادات التي يقدّمها الاختصاصيين في الأمراض الجلدية في هذا الصدد. وقال المتحدث أنّ اللجنة الأوروبية أعادت تقييم الدواء وأكدت الأكاديمية الأوروبية للأدوية موافقتها على رخصة التسويق على المستوى الأوروبي. وفي هذا الإطار لا يمكن استعمال «ديان35» إلا بعد فشل العلاج الموضعي أو المضادات الحيوية الجهازية، وبالمقابل يجب أن يمنع وصفه لدى المرضى الذين يعانون من «الخثار الوريدي» وكذلك يمنع استخدامه بالتزامن مع استخدام موانع حمل أخرى هرمونية.