ستة لاعبين ضمن التشكيلة المثالية الإفريقية في المونديال وضع المنتخب الوطني سهرة الاثنين نقطة النهاية على حكاية التمثيل الإفريقي في مونديال البرازيل، وفيما تحتكر مباريات الدور ربع النهائي من مونديال البرازيل أنظار المتتبعين وعشاق اللعبة في العالم، حان وقت ضبط الحصيلة وإجراء التقييم عبر القارة السمراء، التي كانت ممثلة في المحفل الكروي العالمي بخمسة منتخبات (الجزائر ، نيجيريا، غانا، الكاميرون وكوت ديفوار) تباينت نتائجها و مردودها ، وقد عمد موقع فوت أفريكا المختص إلى ضبط التشكيلة الإفريقية المثالية التي طغى عليها التواجد الجزائري، حيث ضمت ما لا يقل عن ستة لاعبين من 11 لاعبا شرفوا القارة، وبعبارة أخرى فإن الوجه الرائع للخضر في مباريات المجموعة الثامنة، وحتى في مباراة الدور ثمن النهائي أمام ألمانيا جعل كتيبة حليلوزيتش تستقطب الأنظار، وتمثل أكثر من نصف التشكيلة الإفريقية المثالية. والبداية بالحارس رايس وهاب مبولحي الذي كان اسما على مسمى ، فاعتبر «الرايس» حقا وحامي عرين الخضر بأمان في العرس الكروي العالمي، وقد تألق مبولحي بردات فعله الاستثنائية فوق خط المرمى و تصدياته الموفقة التي أنقذت الخضر من تلقي عديد الأهداف خاصة في مباراتي بلجيكا و ألمانيا، وقد أجمع المتتبعون بان مبولحي لعب دورا كبيرا في تأهل الخضر التاريخي إلى الدور ثمن النهائي. وكما مبولحي استحق قلب دفاع الخضر رفيق حليش الثناء على المردود الرائع والوجه الطيب الذي ظهر به على مدار مباريات الدورة، والغريب أن حليش الذي لم يكن منتظرا للتواجد أساسيا، وقيادة الجدار الدفاعي للخضر كان في النهاية صمام الأمان وعلى مدار الأربع مقابلات التي لعبها أساسيا منح الخط الخلفي لكتيبة حليلوزيتش الثقة اللازمة، من خلال تدخلاته الموفقة وتفوقه في الكرات العالية والأرضية وكذا في الحراسة اللصيقة لمهاجمي المنافسين، وفوق كل هذا تسجيله هدف الأمان والاطمئنان أمام المنتخب الكوري الجنوبي برأسية رائعة، أعادت إلى الأذهان هدفه الغالي أمام منتخب مالي في «كان» أنغولا عام 2010، حيث كان ذلك الهدف مؤهل الخضر الى الدور الثاني. وإلى جانب حليش تألق الظهير الأيسر فوزي غلام الذي تنافس على حجز الرواق الأيسر مع مدافع بارما جمال مصباح، وتفوق عليه بفضل مهاراته وسرعته، كما أن غلام كان في كل مرة يدافع بطريقة جيدة وعلاوة على تأمينه الشق الدفاعي كان دائم المساهمة هجوميا، كما ان يسراه السحرية وتمريراته الدقيقة ساعدت كثيرا سليماني وفغولي وبقية الرفقاء، وقد أشاد نجم الكرة الفرنسية السابق دومينيك روشطو كثيرا بإمكانات غلام وقال بأنه أخذ بعدا آخر منذ انضمامه إلى فريق نابولي الإيطالي. وفي التنشيط الهجومي برز الثنائي سفيان فغولي وياسين براهيمي، حيث أن فغولي كان قائد اوركسترا الخضر بامتياز، وتألق بخياراته الهجومية ومهاراته التي أربكت المنافسين وأفقدت مدافعيهم التوازن، كما تميز بتمريراته الحاسمة والدقيقة في المساحات، علاوة على انضباطه الكبير من حيث المساهمة في العمل الدفاعي، وفيما ذهب زميله براهيمي ضحية خيارات «الكوتش وحيد» في المباراة الأولى أمام بلجيكا، عرف متوسط ميدان نادي غرناطة كيف يعود بقوة ويكشف عن مواهبه وقدراته الفنية العالية خلال المباريات الثلاث الموالية، وقد كان إلى جانب عبد المؤمن جابو سما قاتلا لخطي دفاع كوريا الجنوبية وروسيا، من خلال مراوغاته القاتلة التي جعلته بمثابة سمكة تتحرك بانسيابية في معسكر المنافسين. وأخيرا انتزع إسلام سليماني عن جدارة منصب قلب هجوم التشكيلة الإفريقية، حيث أن سليماني الذي كان عرضة لسهام النقاد قبل المونديال، وبدا مباراة بلجيكا من على دكة البدلاء، أكد تمتعه بأعصاب من حديد، وفي صورة الأفناك انتفض وترك بصمة جلية في المونديال، فقد كان حاضرا في الجبهة الهجومية للخضر، ولم يكن صعبا على لاعبي الوسط الهجومي منحه الكرة، على اعتبار أن مهاجم سبورتنغ لشبونة كان متاحا وسريعا، كما أن اندفاعه و»قتاله» على كل كرة وكذا برودة أعصابه على مقربة من المرمى فعلت فعلتها في المنافسين، كما أن تفوقه في الكرات العالية أفاد المنتخب كثيرا سواء في الهجوم أو الدفاع.