الديبلوماسية المغربية تداوي خيباتها بالتهجم السوقي على الجزائر وصف وزير الشؤون الخارجية المغربي صلاح الدين مزوار موقف الجزائر من قضية الصحراء الغربية "بالحقير" وذلك اثر تعيين الاتحاد الإفريقي لمبعوث عنه إلى الصحراء الغربية قبل أيام، حيث اتهم الجزائر بالوقوف وراء هذا القرار. في فصل جديد من السقوط الأخلاقي والدبلوماسي عاود المغرب تهجمه على الجزائر على خلفية موقفها من المسألة الصحراوية دائما وكما جرت العادة، ووصل الأمر بوزير الخارجية صلاح الدين مزوار هذه المرة إلى حد استعمال ألفاظ سوقية للتعبير عن موقف دبلوماسي في خضم الهستيريا التي عادة ما تصيب المخزن عندما يحقق الشعب الصحراوي انتصارا دبلوماسيا جديدا. فلم يتوان صلاح الدين مزوار خلال وقوفه في جلسة استماع أمام لجنة خاصة بالبرلمان المغربي في وصف موقف الجزائر من قضية الشعب الصحراوي "بالحقير"، وقال الوزير في هذا الصدد إن قرار الاتحاد الإفريقي الأخير القاضي بتعيين مبعوث عنه إلى الصحراء الغربية تقف وراءه الجزائر. وأضاف وزير الشؤون الخارجية المغربي يقول في نفس الاتجاه" إن الجزائر تستعمل كل الوسائل المالية واللوجيستية من أجل الوقوف في وجه الجهود المغربية الرامية إلى إيجاد حل لهذه المسألة" يقصد المسألة الصحراوية. وواصل مزوار" آخر شيء كان تعيين هذا المبعوث الخاص للاتحاد الإفريقي..لما نشاهد محاولات النظام الجزائري لمواجهة جهودنا نلاحظ أن الطرق المستعملة هي حقيقة "حقيرة"، قبل أن يضيف" "إن صراعنا اليوم ليس مع جبهة البوليساريو إنما مع الجزائر". وفي الحقيقة فإن هذه المواقف والاتهامات المغربية للجزائر ليست جديدة، فالرباط وبعد كل انتصار دبلوماسي يحققه الشعب الصحراوي في سبيل إقرار حقه في تقرير مصيره يعلق فشله على شماعة الجزائر التي يلجأ إليها في كل مرة لتهدئة الرأي العام الداخلي، لكن الأمر تعدى هذه المرة حدود اللباقة الدبلوماسية المعمول بها بين الدول، ووصل إلى حد استعمال ألفاظ وكلمات لا تليق بأي دبلوماسي فما بالك برئيس الدبلوماسية المغربية نفسه. فوصف الموقف الجزائري الثابت من قضية الشعب الصحراوي "بالحقير" ينم عن حقد معين اتجاه الجزائر نتيجة موقفها المبدئي من قضية صنفتها كل المواثيق الدولية على أنها قضية تصفية استعمار، وهي في الحقيقة مسألة بين أيدي المنظمات والمجتمع الدولي وعلى رأسها مجلس الأمن الدولي والأمم المتحدة وليست بين أيدي الجزائر. أما إرجاع قرار اتخذته كل مجموعة الدول المنضوية تحت لواء الاتحاد الإفريقي إلى الجزائر فهذا في الحقيقة تعبير عن فشل دبلوماسي مغربي مريع في مواجهة حقيقة الميدان، إذ أن نظام الرباط يرفض دائما الاعتراف بحق الشعب الصحراوي في تقرير مصيره، ويعتبر ان أي تضامن دولي معه في هذا الشأن هو من صنع الجزائر فقط. أما تكرار شريط أن صراع المغرب ليس مع جبهة البوليساريو إنما مع الجزائر، فهو قديم ولا يعد يقنع أحدا، والجزائر قالت وكررت أكثر من مرة على لسان مسؤوليها أن قضية الصحراء الغربية هي قضية بين الشعب الصحراوي الممثل بجبهة البوليساريو وبين النظام المغربي الذي يستمر في التعنت والقفز على الحقيقة، فبماذا يفسر المغرب جلوسه إلى مفاوضات غير مباشرة عدة مرات مع ممثلين عن جبهة البوليساريو في نيويورك إذا كان صراعه مع الجزائر إذن؟.