سكان الأحياء الجديدة يشكون غياب المرافق التربوية والصحية والخدماتية يشكو سكان الأحياء الجديدة المستفيدون من السكن العمومي الإيجاري والمستفيدون مؤخرا من السكنات في إطار القضاء على السكن الهش بطريق الشريعة بمدينة بئر العاتر ولاية تبسة من غياب المرافق الضرورية ولاسيما المؤسسات التربوية والمرافق الصحية ، ووسائل النقل و المصالح الخدماتية ،حيث عكرت هذه النقائص صفو حياتهم و أتعبتهم و جعلتهم في بحث دائم عن البديل بأحياء أخرى و خاصة لأبنائهم المتمدرسين ، فعدد كبير جدا من التلاميذ يقطعون مسافات طويلة تتعدى الكيلومتر من أجل الالتحاق بمدارسهم أثناء الموسم الدراسي ، فيخرجون من بيوتهم في أوقات مبكرة حتى لا يتأخروا عن الدراسة على حساب راحتهم و واجباتهم ، حيث كشف لنا بعض الأولياء أن أبناءهم لا يستطيعون تناول وجبة غدائهم في ظروف مريحة لأن الوقت لا يكفيهم ، مما يجعلهم عرضة للإرهاق الفكري و الجسدي . و اشتكى الكثير من الأولياء من هذا الوضع المخزي حسب تصريحات بعضهم فهناك أحياء تفتقر إلى كل شيء وكأنهم معزولون كليا عن باقي السكان ، فأحياؤهم الجديدة التي كانوا يتصورون أنها ستكون أحسن حالا من سكناتهم التي تركوها لا تتوفر على قاعات علاج لمئات السكان ، و لا ملحقة إدارية ، و لا أسواق ، و لا خدمات و لا حتى طرقات و إنارة عمومية ، هي فقط كما وصفها أحدهم عبارة عن مراقد أنجزت فقط لحل أزمة السكن ، كما يطالبون ببناء مدارس جديدة لأبنائهم حتى يزاولوا دراستهم بشكل عادي تجنبا للاكتظاظ الذي سيعرفه الدخول المدرسي القادم بعد عمليات ترحيل السكان في الأيام الأخيرة ، فوجود مدرستين وحيدتين بالحي العمراني لم يعد بإمكانهما قبول المزيد من التلاميذ. ونفس الحالة نجدها في التعليم المتوسط حيث يتوفر الحي المذكور على متوسطتين تشكوان من الاكتظاظ المتزايد ، ولذلك لا عجب إذا شعر الأولياء بحالة من الخوف من عدم التحاق أبنائهم بمقاعد الدراسة ، مناشدين السلطات المحلية بالإسراع في إنجاز مرافق تربوية قريبة من الأحياء السكنية الجديدة على غرار بقية المدن ، فضلا على انعدام مركز صحي يتوفر على طبيب وممرض لتقديم خدماته الصحية للسكان خاصة وأن العيادات الطبية ومستشفى المدينة بعيدة جدا عنهم ، الأمر الذي يرغمهم على الاستنجاد بسيارات النقل الحضري أو « الفرود . أما غياب الإنارة العمومية فهم مشكل مطروح بأغلب الأحياء الجديدة و القديمة ، في حين تبقى فضاءات اللعب من الكماليات في غياب الضروريات ،مشكل غياب المرافق المصاحبة للأحياء الجديدة طرح على وزارة السكن منذ فترة طويلة. و حاولت هذه الأخيرة إيجاد الحلول كإنشاء مصلحة خاصة للتكفل بهذا الجانب على مستوى الوزارة ، لكن يبدو أن كثرة المشاريع السكنية زادت الأمر تعقيدا ،و كل استفاد بيت جديد بات يطالب بالمرافق رغم أن العديد منها هي في طور الإنجاز، وقد نقلنا هذه الانشغالات لمسؤولي بلدية بئر العاتر ،حيث أوضح لنا أحد النواب أن مصالح البلدية سجلت عددا من المرافق بالأحياء الجديدة وفي مقدمتها مشروع إنجاز مدرسة ابتدائية ، ومشروع أقسام توسيعية بالمدارس الابتدائية الموجودة بالحي العمراني لمواجهة الضغط الذي تعرفه مع كل موسم دراسي ، كما اقترحت عددا من المرافق الخدماتية الضرورية التي يدخل إنجازها في إطار المشاريع القطاعية .