إحصاء شامل لسكنات القصدير و الأكواخ بدأت أول أمس مصالح السكن والعمران لبلديات ولاية سكيكدة في اعداد احصائيات دقيقة للبناءات القصديرية والأكواخ والسكنات غير اللائقة المنتشرة في إقليم كل البلديات تمهيدا لتقديمها للجنة الولائية المكلفة بالسكن والعمران. وتشمل عمليات الإحصاء العائلات المقيمة في كل كوخ وسكن قصديري ومدة إقامتها وعما إذا كان المقيم قد استفاد في السابق من سكن في إطار السكن الاجتماعي أو التساهمي، وكان الوالي قد أعلن غداة تنصيبه على رأس الولاية مؤخرا أن برنامج السكن المسند للولاية في إطار المخطط الخماسي للتنمية يعرف تأخرا كبيرا وكذلك البرنامج الخاص بالتهيئة الحضرية الذي يعاني من تأخر أشد منه وأن أوليات عمل الولاية في المرحلة المقبلة سيكون بدون شك التكفل بالسكن والتهيئة العمرانية والحضرية وفي مقدمتها إزالة البناءات القصديرية والأكواخ على مراحل والتحكم في ذات الوقت في تطور ونمو هذه المساكن الفوضوية، وإذا كانت مصالح التعمير بالولاية قد أحصت السنة الفارطة وجود 26500 كوخ وسكن قصديري عبر تراب الولاية فإن المصالح التقنية لبلديات الولاية تتحدث عن عدد يفوق الثلاثين ألف سكن من هذا النوع وهو مرشح للزيادة بالنظر لبعض المساكن القصديرية والأكواخ التي تبرز كالفطر وفي أوقات متسارعة وغير محددة ولاية سكيكدة للإشارة ورثت الولاية غداة الاستقلال بعض البؤر القصديرية التي أقامتها القوات الاستعمارية الفرنسية منذ سنة 1957 لنقل سكان المداشر الى المدن في محاولة لعزل الثورة عن عمقها الشعبي وتجلي ذلك في التجمعات القصديرية ببوعباز وحي الماتش وتجمعات سكنية قصديرية حول بعض مدن الولاية الا أن هذه البؤر تطورت في ما بعد وزاد حجمها بعد إقامة المنطقة الصناعية البتروكيماوية بعاصمة الولاية وتزايد عدد الأكواخ بشكل كبير حول غالبية مقرات البلديات في بداية التسعينات بفعل الهجمات الارهابية الاجرامية على سكان المداشر والقرى المعزولة وفي الوقت الذي تطور فيه السكن القصديري وتفاقمت الأكواخ عرفت الولاية ركودا كبيرا في برنامج الانجازات السكنية التي لم تحقق الأهداف التي رسمتها لها الدولة من خلال تخصيص برامج مهمة للسكن لم يتم تجسيدها في الميدان الا بصورة ضعيفة. العمليات الاستعجالية التي ينبغي القيام بها حسب المصالح التقنية لمركز مراقبة البناء والاطارات العاملة في حقل البناء السكني يجب أن تستند الى تغيير النمط الحالي في انجاز المساكن الجماعية وذلك بالعودة الى نوعية السكنات ذات الأربعة عشر طابقا التي حققت نجاحا كبيرا في بداية الثمانينات من خلال نموذج العمارات التي بنتها مؤسسة البناء لأشغال الشرق في حي الممرات بسكيكدة وكذلك التدخل لدى الهيئات المركزية ولدى وزارة السكن بالذات لزيادة حجم البرنامج الحالي أو مضاعفته بالنظر لحاجيات الولاية وعدد البناءات الهشة والصعوبة الجيوتقنية للأرض اضافة الى التأخر الحاصل في الانجاز زيادة عن دعم الولاية بمؤسسات أجنبية ذات فعالية.