استعراض علاقة الإنسان بالطين والنور في قصور تاغيت بلغة الصورة يعرض منذ عدة أيام الطبيب و المصور الفوتوغرافي الهاوي شوقي بولدروع ،صورا فوتوغرافية فنية التقطها خلال زيارته لأحد القصور القديمة ببشار، حيث حاول من خلالها تقصي علاقة الإنسان بالأرض والمكان و الطين و النور، بالرغم من غياب الإنسان عن المشاهد الملتقطة بصورة كلية. وقال الفنان الشاب في حوار خص به النصر، بأن هذا أول معرض فردي ينظمه بقسنطينة ، بعد أن شارك في العديد من المعارض على مستوى عدة ولايات ، رفقة مصورين آخرين،موضحا بأنه يحاول من خلال هذه الصور التي يعرضها حاليا بالمركز الثقافي الفرنسي ، التعبير عن حياة الناس الذين كانوا يقطنون بهذا القصر، عبر اللقاء بين الطين والنور، اللذين يميزان المكان، بعدما هجره الإنسان بحثا عن حياة أكثر عصرية، حيث قال بأنه لم يكن يتوقع أن هذا القصر يخفي داخله كل هذه الأمور، إلا أنه وبعد التجوال فيه لعدة أيام، استطاع أن يستلهم هذه الرؤية للمكان، وحاول التعبير عنها من خلال عدسة الكاميرا، موضحا بأن الصحراء لطالما كانت وجهة مفضلة بالنسبة إليه ، لشساعتها وجمال مناظرها ، إلا أن الزيارات المتكررة مكنته من اكتشاف الجانب البشري بشكل أكبر، وطرح تساؤلات حول مدى ملاءمة أسلوب الحياة العصري المحيط بالقصر، و طبيعة المنطقة. يطرح شوقي أيضا، من خلال هذه الصور، مسألة إنسانية أخرى، تدور حول علاقة القاطنين بالمنطقة مع الأرض، حيث يرى بأن نشأتهم القريبة من الطين، جعلتهم يقتربون من الروحانية والسلام أكثر من غيرهم، مضيفا بأن الإنسان من طين ولابد أن يعود إليه بالرغم من أنه يرى بأن كل مشاهد لهذه الصور له الحق في قراءتها كما يشاء، إلا أنه قال بأنه شخصيا يفضل صور الممرات التي يتسرب إليها النور من خلال بعض المنافذ، ليضفي عليها لمسة روحانية. عن بداياته، قال الفنان، الذي يعمل طبيبا، بأن والده هو الذي لقنه الأسس الأولى للتصوير، من خلال كاميرا قديمة كانت موجودة ببيته العائلي، لينتقل فيما بعد إلى التقاط صور عائلية، وبعض المناظر الطبيعية، قبل أن يتطور الأمر بعد ذلك إلى هواية ثم يتحول إلى فن، حيث شارك شوقي في العديد من معارض الصور بقسنطينة وخارجها.و بالرغم من أنه لم يتلق أي تكوين أكاديمي، إلا أنه أكد ضرورة التكوين و التحصيل الذاتي وتطوير المهارة من خلال متابعة أعمال مصورين محترفين، و الإكثار من الإطلاع، خصوصا وأن الوصول إلى المعلومة، لم يعد صعبا في الزمن الحالي، مشيرا إلى أن الموهبة وحدها لا تكفي لتطوير المهارة، و كشف من جهة أخرى بأنه يجد صعوبة أحيانا في التوفيق بين عمله كطبيب، وفن التقاط الصور.