أضحية الماعز تتحول الى منافس للكباش بقالمة تعرف أسواق الماعز بقالمة إقبالا متزايدا للمواطنين الراغبين في شراء أضحية العيد، حيث بدات رؤوس الماعز تظهر جنبا الى جنب مع الكباش ذوات القرون أمام بوابات المنازل والساحات العامة بعد سنوات طويلة من العزوف والرفض المطلق لأضحية الماعز التي كانت ترمز الى تدني المكانة الاجتماعية ومخالفة العادات والتقاليد السائدة والتباهي بها بالعديد من مناطق ولاية قالمة المعروفة بتربية الماعز على نطاق واسع، ولم تعد أسواق الماشية تخلو من رؤوس الماعز كما هو الحال هذه الأيام بعد أن تحول الماعز الى منافس قوي للكباش، نظرا لانخفاض اسعاره من جهة وفوائده الصحية من جهة أخرى. حيث يعتبر لحم الماعز مفيد للمصابين بارتفاع نسبة الكوليستيرول في الدم، والذين يخشون حدوث مضاعفات خطيرة عند تناولهم لحم الكباش الغنية بالدهون، واصبح من النادر العثور على اللحوم الخالية من الدهون، بالنظر الى نظام تغذية كباش العيد، الذي يعتمد على مواد تسمين مبالغ فيها، تحول الكباش الى كتلة من الشحم تفقدها مذاقها الطبيعي يقول عمي العابد 70 سنة بأنه اعتاد شراء أضحية الماعز منذ سنوات طويلة بعد إصابته بارتفاع نسبة الكوليستيرول مؤكدا بأن لحم الماعز أصبحت الخيار الوحيد أمامه، لأنها تلائم وضعه الصحي والمادي أيضا مضيفا بأنه يعرف الكثيرين الذين تحولوا إلى أضحية الماعز الخالية من الدهون، ومواد التسمين الخطيرة على الصحة. وتملك المرأة القالمية مهارة كبيرة في التعامل مع لحم الماعز ذات المذاق الجيد، تعرف كيف تحفظها خارج الثلاجة طيلة أيام العيد، وتعد منها أطباقا لذيذة الكسكسي والشخشوخة وشربة الفريك. ويعد نظام التغذية الذي يطبقه الكثير من مربي كباش العيد السبب الرئيسي الذي يقف وراء تراجع أهمية الكباش في السنوات الأخيرة، بالرغم من أنها مازالت تحافظ على أسعارها المرتفعة ببعض المناطق. وقد شاهدنا إقبالا كبيرا على أضحية الماعز ببعض أسواق الماشية بقالمة خلال الأيام الماضية، ويحرص بعض الأباء على أصطحاب أطفالهم إلى هناك لأختيار التيس ذو القرون الطويلة واللحية الجميلة والشعر الأملس وقد ظل التيس أو العتروس كما يسمى بقالمة رمزا للفحولة والخير ونعمة من نعم الخالق. وينصبه سكان الأرياف والبوادي كقائد للقطيع يحمل في رقبته جرسا لا يكف عن الرنين لطرد الذئاب المتربصة بالقطيع وسط الغابات والأدغال. ويشبه سكان الأرياف غذاء الماعز بغذاء النحل الذي يعتمد على الطبيعة العذراء الخالية من الأمراض والمركبات الكيميائية التي أنتقلت من الخضر والفواكه لتطال كباش العيد، وتحولها إلى كتل من الشحوم التي يصعب استهلاكها أيام العيد السعيد.