قائد السبسي يفوز برئاسة تونس و المرزوقي يهنئه فاز الباجي قائد السبسي بأغلبية أصوات الناخبين التونسيين في الدور الثاني من الإنتخابات الرئاسية التي جرت أمس الأول، و اعترف الرئيس التونسي المؤقت الذي نافسه في الدور الثاني المنصف المرزوقي بالنتيجة، و قال مدير حملته الانتخابية عدنان منصر على صفحته الرسمية في فايسبوك أن الدكتور المرزوقي هنأ قبل قليل السيد الباجي قائد السبسي بفوزه في الانتخابات. و حصل محمد الباجي قائد السبسي 88 سنة على 1.7 مليون صوت 55.68 بالمئة مقابل 1.3 للمرزوقي الذي كان يشغل منصب رئيس الجمهورية المؤقت طيلة ثلاث سنوات، و تجاوزت نسبة المشاركة قليلا الستين بالمئة حسب ما أعلنت عنه الهيئة العليا المستقلة لمراقبة الانتخابات مساء أمس. و إذا كان أنصار «البجبوج» كما يحبون أن يسموه دلعا، قد بدأوا بتنظيم الاحتفالات انطلاقا من مقر حزب نداء تونس على ضفاف البحيرة في تونس العاصمة بمجرد إغلاق مكاتب الانتخابات، فإن خصومه خصوصا في مناطق بالجنوب التونسي بدورهم لم ينتظروا ظهور النتائج للتعبير عن غضبهم، و شهدت مدينة الحامة مواجهات بين مناوئين لحزب نداء تونس و قوات الشرطة منذ مساء الأحد. سرعان ما تم التحكم فيها، و خلفت تلك المواجهات التي عادت للساحة نهار أمس جرحى في صفوف عناصر الشرطة بحسب مصادر رسمية. محمد الباجي قائد السبسي رغم أنه من الوجوه السياسية القديمة في تونس، بنى شعبيته من جديد في صورة الوفي لتعاليم و توجيهات أب الإستقلال التونسي الحبيب بورقيبة، و ظل يرافع من أجل بناء دولة تونسية محترمة و مهابة، بعد أربع سنوات من حالة الفوضى و التسيب التي عرفتها البلاد بعد نجاح ثورة الياسمين الشعبية في الإطاحة بدكتاتورية زين العابدين بن علي. و ينفي السبسي عن نفسه بقوة و سخرية ما يتهمه به خصومه من انه رمز لعودة الحرس القديم قائلا أنه لن «يتغول» و هو في مثل سنه الكبيرة، و أنه كان قد ترك رئاسة الحكومة التونسية لحركة النهضة الإسلامية بعد أشهر من نجاح الثورة الأولى في ثورات ما صار يعرف بالربيع العربي، و يدافع السبسي عن الإرث البورقيبي المنفتح و الليبرالي في مواجهة حلفاء خصمه الرئيس المؤقت المرزوقي من الإسلاميين خصوصا. و تنتظر الرئيس التونسي الجديد مهام كبيرة و مهمات ثقيلة، ليس أقلها مواجهة الوضع الأمني المتردي في مناطق بالجنوب و الوسط التونسي، حيث تنتشر جماعات تكفيرية جهادية، بل التصدي لوضع اقتصادي و اجتماعي خانق يكاد يعصف بكل مكتسبات التونسيين، الذين يقول الكثيرون منهم أن الثورة على الدكتاتورية لم تحقق لهم العيش الكريم الذي ثاروا من أجله. سيجد الباجي قائد السبسي نفسه مضطرا لطلب المساعدة من كل حلفاء تونس و جيرانها للنهوض باقتصاد البلاد الراكد منذ سنتين تقريبا، مع بداية مسلسل عدم الاستقرار السياسي الذي أجبر حكومة حركة النهضة الإسلامية على تسليم مقاليد الجهاز التنفيذي للتكنوقراط، و هي الخطوة السياسية الجريئة التي قام بها راشد الغنوشي لكي يحافظ على وجود لحركته في البرلمان التونسي الجديد كقوة سياسية رئيسية جاءت الثانية من حيث عدد المقاعد بعد حزب الباجي نداء تونس.صحيح أن الدستور التونسي الجديد لا يمنح كثيرا من الصلاحيات لرئيس الجمهورية، لكن حصول حزب الرئيس السبسي المنتخب ديمقراطيا بصورة شفافة في أول بلدان الربيع العربي على أغلبية مقاعد مجلس نواب الشعب، يجعله مهندسا للسياسات الحكومية، و يوفر تناسقا بين عمل رئيس الجمهورية و رئيس الحكومة الذي سيقدمه حزب نداء تونس صاحي الأغلبية البرلمانية. و قد برزت إشارات من السبسي للعمل في إطار التحالفات مع بقية التشكيلات في المجلس و قد طلب الفائز في الدور الثاني من الإنتخابات الرئاسية قبل نهاية الحملة الإنتخابية من غريمه المنصف المرزوقي بأنه يتطلع للعمل معه في سبيل تحقيق ما يفيد تونس في المستقبل، بغض النظر عن الخلافات بينهما، كما عبر السبسي عن رغبته في العمل مع حركةالنهضة صاحبة المرتبة الثانية في البرلمان، و كانت الحركة قد امتنعت عن ترشيح أحد قياداتها لرئاسة الجمهورية، كما عملت بجهد لإظهار حيادها في الدور الثاني من الانتخابات، بعدما كانت مساندتها للمرزوقي واضحة، و جعلته يصل إلى الدور الثاني. و ستكون الشخصية التي يقدمها الباجي لرئاسة الحكومة التونسية، قبل تخليه عن رئاسته لحزب نداء تونس بعدما صار رئيسا للجمهورية مؤشرا على الطريقة التي يعتزم بها قيادة البلاد. و قدم الباجي نفسه طيلة الحملتين الانتخابيتين اللتين خاضهما في صورة الأب الكبير لكل التونسيين، وفق ما كان يعبر عنه، و يرى أنه الوريث الشرعي للبورقيبية، التي كان فيها المجاهد الأكبر قد أرسى دعائم دولة عصرية منفتحة و ليبرالية و أعطى فيها الحقوق للمرأة و سمح بانتشار التعليم و هو ما أنتج مجتمعا مدنيا حيويا، صار في عز الأزمة الأمنية الحامي الأول لمكتسبات الثورة. عمر شابي الجزائر تعبر عن إرتياحها للسير الحسن للرئاسيات التونسية أعربت الجزائر أمس الاثنين عن ارتياحها للسير الحسن للدور الثاني من الإنتخابات الرئاسية التونسية والذي تم في ظروف سادها الهدوء والتنظيم المحكم وميزتها الشفافية والحرية. وحسب بيان لوزارة الشؤون الخارجية فإن الجزائر «تعرب عن بالغ ارتياحها للسير الحسن للدور الثاني من الإنتخابات الرئاسية في تونس الشقيقة الذي تم في ظروف سادها الهدوء والتنظيم المحكم وميزتها الشفافية والحرية وتشكل هذه المحطة -يضيف البيان- تكريسا للخيارات الموفقة للشعب التونسي الشقيق وقيادته وحكومته وجميع الفاعلين السياسيين». وتعتبر الجزائر «أن تحقيق هذا المكسب لم يكن ليتأتى لولا إرادة الشعب التونسي الواعية وعزمه على تجاوز التحديات لإستكمال بناء الصرح المؤسساتي وضمان الاستقرار السياسي الكفيل بتحصين المسار الديمقراطي وترسيخه وإذ تشيد الجزائر -يضيف البيان - بهذا الانتقال السلس والحضاري، فإنها تقدم خالص تهانيها للشعب التونسي وحكومته على تفوقهم في إنجاح هذ الحدث الهام كما تعبر عن كبير تقديرها لروح المسؤولية التي تميز بها المشاركون في هذه المنافسة السياسية النزيهة التي تضع تونس على نهج تعزيز المؤسسات الديمقراطية ودولة القانون».وتجدد الجزائر بهذه المناسبة التزامها الدائم بمواصلة دعم تونس الشقيقة والوقوف إلى جانبها على مسار السعي لتحقيق الإستقرار والرفاه «. وكانت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات الرئاسية التونسية قد أعلنت اليوم فوز قائد باجي السبسي في الانتخابات الرئاسية التونسية ب 55.68 في المائة من نسبة المصوتين. وأوضحت الهيئة أن رئيس حركة نداء تونس الباجي قائد السبسي فاز على منافسه الرئيس المؤقت منصف المرزوقي في الدور الثاني من الانتخابات الرئاسية بفارق أكثر من 11 بالمئة من أصوات الناخبين.