الشارع الجزائري بين متفائل بحظوظ الأفناك ومتخوف من الإصابات وقلة الخبرة اختلفت الآراء والتأويلات قبيل ساعات من إطلاق صافرة البداية لمباراة الفريق الوطني ضد نظيره السلوفيني اليوم والتي تدشن عودة الجزائر بعد غياب 24 سنة عن أجواء هذا العرس العالمي، وإن كان التأهل والوصول إلى هذه المرحلة في حد ذاته يعتبر إنجازا بالنسبة لأشبال سعدان إلا أن ذلك لم يمنع رجل الشارع العادي من إطلاق العنان للتحليلات والتوقعات حول نتيجة المباراة، إذ تحولت المقاهي والشوارع والساحات العمومية وحتى الإدارات وأماكن العمل إلى مسرح لنقاشات وجدالات ساخنة في بعض الأحيان بين المتفائلين بحظوظ الخضر اعتمادا على قوة الإرادة التي أظهروها أثناء التصفيات وتشاؤم من البعض الآخر بالنظر إلى شبح الإصابات الذي يلاحق أفضل العناصر الوطنية وقلة خبرة وانسجام اللاعبين الجدد مع الفريق. بعض المؤسسات منحت يوم عطلة لعمالها وبين هذا وذاك تحول الجميع إلى محللين واختصاصيين في كرة القدم، وإن كان لا يختلف إثنان على مساندة تشكيلة سعدان ومواكبة حلم المونديال فإن الجميع عازمون على مشاهدة المباراة مهما كلف الأمر، النصر ولدى اقترابها من بعض المواطنين في الولاياتالشرقية وقفت على عزم العديد من الموظفين والعمال على متابعة المباراة كاملة مهما كانت العواقب كما قال لنا بعضهم في ولاية سكيكدة ، فباستثناء الذين استطاعوا افتكاك يوم عطلة لمشاهدة المباراة فإن بعض من لم يحالفهم الحظ في ذلك قرروا التغيب عن العمل اليوم للظفر بمبتغاهم، فيما قرر آخرون كحل وسط "تهريب" أجهزة تلفزيون صغيرة لمكاتبهم لمشاهدة المباراة في مقرات العمل على افتراض أن كل المصالح الإدارية ستكون خالية من المواطنين وهو ما سيتيح لهم مشاهدة المباراة كاملة دون أي إزعاج، في حين اكتفى بعضهم بالاستماع للمباراة عن طريق الراديو أو عن طريق هواتفهم النقالة، كما علمت النصر أن بعض المؤسسات في قسنطينة قررت منح عطلة لعمالها اليوم على أن يعوضوها بيوم عمل آخر في نهاية الأسبوع، كما عرف وسط المدينة حادثة طريفة حين رفض أحد التجار البيع لزبون متشائم حول نتيجة مباراة اليوم حيث أصر على استرجاع السلع التي اقتناها الزبون بعد أن اطلع على رأيه المتشائم حول نتيجة المباراة. البطالون من جهتهم أعدوا العدة مسبقا وحجزوا المقاعد الأولى في المقاهي التي خصص أصحابها شاشات تلفاز كبيرة استجابة لرغبة الزبائن، لأن مشاهدة المباراة جماعيا لها ذوقها الخاص كما أخبرنا بعضهم، وحتى الجنس اللطيف من فتيات ونساء وعجائز ليس لهن كلام سوى عن مباراة اليوم وكلهن أمل في تحقيق نتيجة ايجابية. فأنظار و قلوب كل الجزائريين اليوم مشدودة إلى ملعب بيتر موكابا بمدينة بولكوان في جنوب إفريقيا، وإن كانت المهمة ضد سلوفينيا ليست بالسهلة إلا أنها ليست مستحيلة كذلك، وكما أكد لنا بعض المواطنين فكل أملهم أن يؤدي محاربو الصحراء مباراة في المستوى تعكس حقيقة المنتخب الذي نجح في التأهل رفقة 31 منتخبا آخر على مستوى العالم لأكبر منافسة كروية في العالم، وأن يلعبوا بنفس الروح القتالية التي أبهرت العالم في التصفيات . وزير الفلاحة من باتنة يتوقع تحقيق الفوز وبولاية باتنة وخلال زيارة تفقدية أمس للولاية قال وزير الفلاحة أنه يتوقع التوفيق والفوز للخضر في أولى مبارياتهم في المونديال، كما لاحظت النصر الحماسة الكبيرة للباتنيين الذين حولوا حفلا غنائيا بمناسبة ذكرى وفاة كاتشو منذ يومين إلى مناسبة لتشجيع الخضر حين راح أكثر من 6 آلاف شخص من الحضور يهتفون شعار "وان تو ثري فيفا لالجيري" متجاهلين بذلك المطربين الذين كانوا على مسرح الغناء ، وفي قالمة طالب العديد من الموظفين الذين اقتربت منهم النصر والذين يعملون في الإدارات العمومية والمرافق الحساسة كالمستشفيات والقضاء بتعديل توقيت العمل اليوم بصفة استثنائية و تمديد راحة منتصف النهار إلى نهاية المباراة متعهدين بتعويض الساعات الضائعة في وقت آخر، كما أعدت بعض المقاهي الكبرى في المدينة أجهزة العرض "داتا شو" لمنح أكبر متعة وفرجة لزبائنها .