السجن المؤبد لشاب قتل والده بعصا وحاول إضرام النار في والدته أدانت في ساعة متأخرة من مساء أمس الأحد هيئة محكمة الجنايات لدى مجلس قضاء أم البواقي المتهم بارتكاب جناية قتل الأصول ومحاولة القتل العمدي مع سبق الإصرار والحريق العمدي والمتهم فيها الابن المسمى (ي م) البالغ من العمر 36 سنة بعقوبة السجن المؤبد وغرامة مالية تمثلت في الدينار الرمزي وكان ممثل النيابة العامة قد التمس من جهته تسليط عقوبة الإعدام. القضية تعود إلى السابع عشرة من شهر فيفري من سنة 2008 عندما تقدم شقيق المتهم المدعو (ي ر) بشكوى لدى مصالح الشرطة القضائية بأمن دائرة عين البيضاء مفادها أن شقيقه المسمى (ي م) أقدم على التعرض لوالده بالضرب بواسطة عصا وأضرم النار في المنزل العائلي المتواجد على طول طريق الوزن الثقيل محاولا حرق والدته، لتتنقل المصالح المعنية بمعية وحدات إطفاء الحرائق بالوحدة الثانوية للحماية المدنية الذين أخمدوا ألسنة اللهب ونقلوا الوالد الضحية في قضية الحال المدعو (ي ل) العامل في مجال بيع وشراء المواشي على جناح السرعة لمصلحة الاستعجالات بمستشفى المدينة وبعدها للمستشفى الجامعي ابن باديس بقسنطينة أين لفظ أنفاسه متأثرا بالجروح الخطيرة ، مباشرة مصالح الضبطية القضائية لتحقيقاتها خلص إلى أن الابن الذي تقدم بشكوى تعرض هو الآخر للضرب المبرح على يد شقيقه الذي سبب له عجزا عن العمل ب25 يوما وقام قبلها بالاعتداء على والده بقضيب خشبي أسقطه إثرها أرضا غارقا في شلال من دمائه ليحاول شقيقه الفرار نحو غرفة الوالدة المقعدة أين طارده وقام بعد عدم تمكنه من فتح الباب من إضرام النيران في غرفة والدته بعد رشها بالبنزين مسببا حالة من الفزع والهلع ومعها صدمة نفسية لوالدته التي سقطت مغشيا عليها من هول ما حدث، الابن المتهم لاذ بعدها بالفرار ليتم بعدها التوصل له وإلقاء القبض عليه أين اعترف بقتله والده وإضرامه النار في المنزل منكرا في الوقت نفسه محاولة قتله شقيقه، المعني اعترف بارتكابه الوقائع تحت تأثير المؤثرات العقلية التي تناول منها زجاجة ونصف ممثلة في "دواء ريفوتريل" مبينا خلال مجريات التحقيق الأولي بأن سبب إقدامه على فعلته يرجع على امتناع والده ورفضه أن يشتري له شاحنة ليعمل بها مطالبا إياه بعقد قرانه أولا، من جهتها الخبرة الطبية المرفقة في تقرير الطبيب الشرعي أثبتت بأن وفاة الوالد حصلت نتيجة اعتداء بالعنف تعرض له بآلة صلبة في مناطق متفرقة من جسده، المتهم الذي كان يتمتع بكامل قواه العقلية والنفسية أثناء ارتكابه الجرم المنسوب إليه مثلما أكدته الخبرة الطبية رفض وامتنع عن الإدلاء بأية تصريحات أمام هيئة المحكمة خلال محاكمته وهو الذي أدى بدفاعه إلى تسجيل انسحابه مطالبا باستجواب موكله، والدة المتهم الذي رفض الحديث محاولا تمويه المحكمة بدخوله في أزمة صحية بعد الحادثة على عكس ما أثبتته الخبرة الطبية التي تؤكد سلامته من الناحية العقلية وتحمله لكافة المسؤولية الجزائية بينت بأن السبب في ارتكاب ابنها جريمته هو الطلب الذي تقدم به والده له بالزواج لمساعدتها في الأعمال المنزلية وهو الذي بات يدخل الطرفين في مناوشات كلامية مستمرة فوالده وسعيا منه لرؤية ابنه في حياته قبل مماته متزوجا منح له مبلغ 47 مليون سنتيم أين اشترى سيارة نفعية من نوع بيجو R21 مطالبا إياه بالعمل ك"كلوندستان" ليبيع المركبة أياما فقط من استقدامها ليتحول إلى بيع الخضر والفواكه دونما حديثه عن الزواج الذي رفض الخوض في موضوعه، ممثل النيابة العامة من جهته وفي مرافعته المطولة بين بأن الثابت من خلال تصريحات المتهم في قضية الحال أن المعني يعترف جملة وتفصيلا بالوقائع الجرمية المنسوبة إليه ويعترف كذلك بمحضرين رسمين عند قاضي التحقيق في الحضور الأول والثاني واعترف بإضرام النار في مسكن مملوك للغير منكرا محاولة إزهاق روح شقيقه، ممثل الحق العام بين كذلك بأن وفي حال إجراء ربط بين النتائج الجرمية ومقارنته بتقرير الطبيب الشرعي نجد أن الاعتداء نتج عن طريق آلة صلبة "عصا" والجنايات الثلاثة ثابتة ثبوتا قطعيا ولا تدعو لأي شك ملتمسا تسليط عقوبة الإعدام كون الظروف لا تسمح بالتخفيف فالمتهم لم يكن في حالة دفاع عن النفس من جهتها هيئة المحكمة وعقب مداولاتها القانونية نطقت بالحكم السابق.