خلافات حول إصلاح النظام الانتخابي و انشغال بالوضع في فلسطين والسودان بلخادم:ليس لدينا ما نخشاه من تسريبات ويكيليكس اتفق قادة التحالف الرئاسي مساء أول أمس على خارطة طريق جديدة لتنشيط التحالف تضم التحضير معا للاحتفالات المخلدة لعيد النصر والذكرى ال50 لعيد الاستقلال ودعم برنامج رئيس الجمهورية و سياسة المصالحة وجهود مكافحة الإرهاب والجريمة والفساد وتنسيق المواقف بخصوص الوضع في فلسطين و الصحراء الغربية والسودان. وأشار عبد العزيز بلخادم أمين عام جبهة التحرير الوطني الرئيس الحالي للتحالف الرئاسي في ندوة صحفية مساء أول أمس بمقر الحزب، إلى اتفاق الأحزاب الثلاثة على عمل مشترك لشرح البرنامج الخماسي الجديد ،وتجذير واجب الذاكرة واحترام رموز الثورة بالعمل على الاحتفال بالذكرى ال50 للاستقلال الوطني وتقرر بهذا الخصوص إقامة ندوة وطنية موسعة لإطارات الأحزاب الثلاثة بمشاركة منظمات وطنية وجمعوية يوم 19 مارس وتستمر خلال سنة 2011 وتحضير احتفالات 2012 للرد على ما يحضر في فرنسا بهذا الخصوص،و أعلن انه ابلغ شريكيه في التحالف بما دار في لقاءاته مع رموز الحزب الاشتراكي الفرنسي مؤخرا ،مشيرا إلى شكوكه في قيام قوى فرنسية بتقديم أعمال تمجد الاستعمار بمناسبة الذكرى و بالتالي يجب حسب رؤيته إعداد عمل مضاد.وأشار بلخادم إلى أن الاحتفال بعيد النصر ليس بديلا لمشروع تجريم الاستعمار الذي تم إسقاطه من أجندة المجلس الشعبي الوطني،نافيا وجود خلافات حول مطلب التجريم بين القوى الثلاث ففي فرنسا يقول بلخادم هناك من يجرمه فما بالك لدينا نحن ،وبرر التراجع عن مقترح تجريم الاستعمار بمشاكل إجرائية تخص مطلب التعويض والمتابعات القضائية في مرتكبي جرائم الحرب.واعترف بلخادم في رده على سؤال بخصوص غياب التنسيق بين الأحزاب الثلاثة ،بعدم انسجام الإطراف الثلاثة حول المضي نحو مزيد من التقارب وأضاف أن حركة مجتمع السلم تريد تحويل التحالف إلى شراكة على المستوى المحلي،لكن هذا الأمر لم ينضج بعد حسب قوله ،وأوضح أن الافالان يرى بأن ما اتفقنا عليه حول إنشاء تحالف وليس ذوبانا ،مع الحفاظ على خصوصيات كل حزب.و أعلن الأمين العام لجبهة التحرير عن اتفاق قادة التحالف على وضع آلية للتنسيق والتشاور حول القوانين الأساسية في البرلمان بعد تسجيل عدم توافق في التصويت على بعض المشاريع، وخص بالذكر مناقشة مشروع قانون البلدية.وعرض بالمناسبة مقترحات حزبه، موضحا أن تعديل قانون الانتخابات لا يكفي يجب مرافقة المشروع بإصلاح النظام الانتخابي وقانون الأحزاب وقانون الجباية المحلية،وذّكر أيضا بمواقف حزبه التي تدعو لاعتماد نظام القائمة على المستوى المحلي لضمان استقرار اكبر للمجالس المنتخبة،أو مزاوجة النظام النسبي في التصويت ونظام القائمة في توزيع الهياكل بشكل يحوز الحزب صاحب الأغلبية على كل المقاعد،للحد من ظاهرة الابتزاز التي يمارسها منتخبو الأحزاب الأخرى ولمحاسبة الأحزاب الأخرى.وأشارت مصادر من الاجتماع إلى رفض حركة حمس لمقترح الافالان باعتباره طعن في وجود التحالف، وتساءل أبو جرة سلطاني رئيس حمس في تدخله عن جدوى وجود تحالف على مستوى البرلمان والحكومة وغيابه على مستوى المجالس المحلية.وأشار بلخادم إلى الحاجة إلى اتفاق الأحزاب الثلاثة على المضي في سياسة المصالحة الوطنية و منح أدوات للجان الولائية لتطبيق ميثاق المصالحة الوطنية للإسراع في معالجة الأدوات.وأشار بلخادم إلى أن المناقشات تناولت أيضا دعم جهود الدولة لمكافحة الإرهاب و الجريمة و ظاهرة تخريب الممتلكات العمومية وضرورة القيام بتحركات تجاه المواطنين لمواجهة هذه الظواهر.وتم الاتفاق أيضا حسب بلخادم على مرافقة جهود الدولة والهيئة الوطنية لمكافحة الفساد التي تم تنصيبها مؤخرا ،وشدد هنا على ضرورة طمأنة الإطارات المسيرة النزيهة من التشكيك الذي يطالها، وأضاف انه بقدر ما نكون صارمين مع المفسدين يجب أن نحمي الإطارات المسيرة.و أشار أيضا إلى أهمية معالجة التعطيل الحال على مستوى اللجنة الوطنية للصفقات ،والإسراع في معالجة الملفات العلقة لتمكين الجماعات المحلية من مواصلة البرامج التنموية.وأشار بلخادم إلى مناقشة موسعة لتبعات الوضع في السودان إقليميا ودوليا ، وفي هذا الصدد استفيد من مصادر في الاجتماع إن الجزائر ستحترم إرادة الشعب السوداني في إشارة إلى الاعتراف بالوضع الجديد برغم تمسكها بوحدة البلد الشقيق و القلق من امتداد العدوى إلى بلدان أخرى.و استفيد أيضا إلى الوضع الاجتماعي نال حظه من النقاش وقدم أمين عام الارندي بالمناسبة معطيات جديدة تخص البطالة في بلادنا ،وأشار إلى التقديرات الجديدة تشير إلى تراجع جدي لنسبة البطالة وان الديوان الوطني للإحصاء سيعلن قبل نهائية السنة تراجع النسبة إلى اقل من 9 بالمائة لأول مرة منذ عقود. وأبدى قادة التحالف خشيتهم من استمرار الإنقسام الفلسطيني، الذي عقد حسبهم رأيهم القضية وقلص سبل دعمها جزائريا وعربيا.ونال الوضع الداخلي للجبهة حصة هامة من رد بلخادم على أسئلة الصحفيين ،وبعد أن أشار في مرحلة أولى لعدم اكتراثه بما يقوم به خصومه ،تحدث عن وجود ناقمين وليس معارضين و أن الحزب في حاجة إلى كل أبناءه وانه لن يمس احد منهم بسوء، مجددا الدعوة لخصومه للتعبير عن موقفهم في الأطر النظامية.وربط بلخادم احتجاجات بعض إطارات الحزب بعدم تواجدهم في المكتب السياسي،واعترف بان الأمور كانت عادية من مؤتمر ولجنة مركزية إلى غاية الكشف عن تركيبة المكتب. وهدد رفقاءه السابقين في الحركة التصحيحية بتسليط عقوبات تأديبية عليهم، وقال يجب أن نطبق القانون الداخلي والقانون الأساسي وهو ما سنقوم به وقررنا ذلك ، في إشارة إلى التوجه لتجميد عضوية هادي خالدي و محمد الصغير قارة منشطي الحركة التصحيحية.وخاطب خصومه بالعودة إلى طريق الصواب مستخدما حكمة تقول "يا ناطح الجبل أشفق على راسك لا تشفق على الجبل".و أعلن على صعيد آخر انه لا يخشى شيئا من تسريبات موقع ويكيليكس ن على آخرين ربما أن يخشوا ذلك نحن نردد لضيوفنا سرا ما نقوله علنا.