صور سوداء من قناة " الجزيرة " في عرس القارة السمراء اختفت قناة الجزيرة من على شاشات التلفزيون في أهم حدث عالمي فازت فيه بحق البث الحصري لمباريات كأس العالم، في ثاني ضربة موجعة تتلقاها بعد أزمة المذيعات المستقيلات ، اللواتي أثارت حركة احتجاجهن في المدة الأخيرة قضية الحرية والديمقراطية الغائبة خلف استوديوهات تحليلاتها السياسية المثيرة للجدل . فقناة الجزيرة التي استقطبت منذ ظهورها في الفضاء الإعلامي ملايين المشاهدين العرب ، لما تملكه من إثارة وسبق صحفي وتغطية إعلامية تمتد إلى أقصى نقطة في العالم ،ولاحقت كاميراتها أسامة بن لادن في مغارات جبال تورا بورا الوعرة التضاريس ، وقفت عاجزة غن تفسير ماحدث لها من تشويش خلال اللقاء الافتتاحي في جنوب إفريقيا . ولم تجد ماتخبر به ملايين المشاهدين العرب الذين تسمروا أمام أجهزة التلفزيون في هذا اليوم الموعود الذي انتظروه أربع سنوات كاملة ،إلا أن تقول لهم بأن هذا السواد الذي يقطع عليهم الفرجة بين الحين والاخر هو من فعل جهات تعمدت إلحاق الضرر بها ، وتوعدت بملاحقتهم بعد أن طلبت من المشاهدين الانتقال إلى أكثر من قمر صناعي ، وقامت بتغيير الترددات على كافة قنواتها، بما يفهم بأن هذا الفاعل الذي هددت بمقاضاته هم مسؤولي القمر الصناعي "نيل سات " خاصة بعد إقدامها على قطع الصورة عن التلفزيون الأرضي المصري . لكن بعد كل هذه الضجة التي أثارها هذا التشويش سكتت " الجزيرة " ولم نسمع النتائج التي توصلت إليها اللجنة المشكلة لهذا الغرض ، إلا من بعض الأخبار المسربة إلى بعض المواقع على الانترنت التي تتحدث عن وجود اعتذار من قبلها ، وأنها تكون قد أخطأت في تقدير مصدر الخلل . فهل تكون " الجزيرة " قد تسرعت في إطلاق اتهاماتها ، وسقطت احترافيتها في مواجهة هذا الامتحان التكنولوجي ، والكل يعلم بأن لديها جيشا من التقنيين المختصين ، و تحليلات الخبراء والمهندسين الذين استعانت بهم العديد من استوديوهات الأخبار على الفضائيات العربية ، لا تستبعد أن يتمكن أصغر هاركنز يمتلك عتادا بسيطا من أن يشوش على ترددات قناتها الرياضية المعروفة لدى الجميع ؟. ويكون بهذه الضربة الموجعة قد انتقم القراصنة للفقراء العرب الذين لم يتمكنوا من اقتناء بطاقاتها، وللمشاهدين الذين ذهبوا أيضا ضحية تغيير شفرتها ، واكتشفوا بأن تأشيرة مرورهم التي اشتروها قبل موعد "المونديال" قد أسقطت حقهم من متابعة بثها الحصري في أخر لحظة . أم أنها بكل بساطة فشلت في تأمين نقل " المونديال "الذي يعد أول تجربة لقناتها الرياضية ، التي اشترت حقوق البث الحصري من قناة راديو وتلفزيون العرب "ART" في وقت قصير من انطلاق عرسه القاري ؟ بما يبطل أيضا اتهام إسرائيل بالوقوف خلف اللون الأسود الذي غطى الشاشات العربية ، والتي يهما كثيرا أن نغرق في مشاهدة كرة مطاطية تتقاذفها الأرجل على متابعة أخبار جرائمها في غزة ، باستثناء أن تكون " النيل سات "قد انتقمت لأبناء بلدها من إقصائهم من "المونديال " تبعا لمقولة "نلعب ولانحرم "التي قدمها بعض مناصرينا الذين دخلوا على الخط أيضا ، لتفسير ما حدث لقناة " الجزيرة " بالعديد من مواقع الشبكة العنكبوتية . ويبقى أغرب تحليل ماقدمه مهندس مصري للدفاع عن براءة قمر " النيل سات " يتهم فيه تقاطع الشمس على خط الاستواء بالتشويش على ترددات " الجزيرة " والذي اختفى تأثيره بعد أن فتحت القناة عيونها ، وراحت تقتفي اثر القراصنة ، لمعاقبتهم على ما اقترفوه في حق الشاهد العربي الذي زادوا من ضغط دمه ، وضغط مسؤولييها وهم يعكرون عليها امتياز نقلها الحصري المثير للجدل إلى حد إصدار فتاوى تجيز للقراصنة العرب سرقة تردداتها .