تم يوم السبت بالجزائر العاصمة تكريم روح المرحوم المجاهد محمود شريف القائد السابق للولاية التاريخية الاولى و الوزير الأسبق المكلف بالتسلح و التموين بالحكومة المؤقتة للجمهورية الجزائرية. و بهذه المناسبة قال عبد الحميد مهري رفيق الفقيد الذي توفي سنة 1987 أن "محمود شريف كان مثالا للوفاء و الإيثار و التضحية". و أضاف أن إحياء الأحداث التي أثرت في الثورة الجزائرية المجيدة يتيح الفرصة لإبراز مزايا بعض الرجال أمثال محمود شريف الذين ضحوا بالنفس و النفيس من أجل البلا. و في سياق حديثه عن مسيرة محمود شريف أوضح مهري أن الفقيد عين سنة 1958 وزيرا للمالية بالحكومة المؤقتة قبل أن يشغل منصب وزير التسلح و التموين مؤكدا أن حكمة محمود شريف مكنته من القيام بمهامه بنجاح. كما ذكر بأن الحكومة المؤقتة كانت تبحث عن مصادر تمويل جديدة لتكثيف الكفاح المسلح و قد كلفت كل من عبان رمضان و محمود شريف بهذه المهمة. وأكد مهري مستذكرا بعض التفاصيل "لقد استقبلتهما بدمشق و حضرت لهما كل ما يلزم (جوازات السفر و المال....) كي يسافرا إلى تشيكسلوفاكيا و يحضرا الأسلحة" حيث أكد أنه لمس إرادة "قوية" لدى الرجلين و "رغبة كبيرة في أن يقدما الأحسن". و أكد مهري الذي كان يشغل منصب وزيرا للشؤون المغاربية بالحكومة المؤقتة أنه بالرغم من بعض الاختلافات في الرؤى فقد كانت المصلحة العليا للبلاد فوق كل اعتبار مشيرا إلى أن الثورة عملت على توحيد القوى بهدف تحرير البلاد من نير الاستعمار.ومن جهته تطرق الأستاذ محمد عباس إلى كفاح محمود شريف مبرزا أن هذا الأخير غادر غداة أحداث 8 ماي 1945 الجيش الفرنسي (حيث كان ظابطا) لصالح قضية بلده العادلة. و قال علي زغدود الذي تدخل و هو يحمل كتابا يتحدث عن محمود شريف أن الوثائق التي تتطرق إلى كفاح الراحل تثبت "خصاله المثالية" الانسانية و كذا في مجال التقنيات العسكرية. كما وجه نداء من أجل تعليم أفضل لتاريخ الجزائر ملحا على ضرورة منح أهمية أكبر لكتابة تاريخ البلد مع الدعوة إلى اشراك عديد الأشخاص (الذين هم على قيد الحياة) لتقديم شهادات حول ما حدث. و من جهته قال زروال محمد أن محمود شريف تولى قيادة الولاية الأولى في أبريل 1957 خلفا للعظيم مصطفى بن بولعيد. و أضاف أنه بالنظر إلى كفاءته و نزاهته تقلد محمود شريف مسؤوليات هامة في ظرف وجيز. كما تطرق السينمائي أحمد راشدي إلى ضرورة انجاز أفلام و أشرطة وثائقية حول حياة و كفاح رجال ضحوا بحياتهم من أجل استقلال البلد و سيادته. و قال في هذا السياق أن "انجاز أفلام يسمح بدوام التاريخ" مشيرا إلى غياب وثائق مرئية كون "أغلبية عمليات المجاهدين خلال الكفاح المسلح كانت تجري ليلا".