تعقد الدورة الثالثة لآلية المشاورات السياسية الجزائرية- البيروفية يوم الأحد بإقامة الميثاق بالجزائر العاصمة تحت الرئاسة المشتركة لوزير الشؤون الخارجية، مراد مدلسي، و وزير العلاقات الخارجية البيروفي، خوسي غارسيا اونتونيو. وسيتناول الجانبان وضعية التعاون الثنائي من اجل استكشاف السبل و الوسائل الكفيلة بتعزيزها بشكل اكبر. و قد تم إنشاء آلية المشاورات السياسية بين وزارتي الشؤون الخارجية لكلا البلدين على اثر الاتفاق الذي وقع بمناسبة زيارة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، إلى البيرو في ماي 2005 و الذي أعطى دفعا جديدا للعلاقات الجزائرية البيروفية. أما الدورة الثانية من هذه المشاورات التي جرت في شهر نوفمبر 2008 بليما فقد سمحت للجانبين بإجراء عملية تقييم لعلاقات التعاون الثنائية و تبادل لوجهات النظر حول المسائل الدولية ذات الاهتمام المشترك. كما تم بذات المناسبة التوقيع على مذكرة تعاون بين المعهد الجزائري للدبلوماسية و العلاقات الدولية و الأكاديمية الدبلوماسية للبيرو. وقد أعربت كل من الجزائر والبيرو عن ارتياحهما لنوعية علاقات الصداقة و التعاون بين البلدين مع التأكيد عن إرادتهما في تطويرها و تعزيزها أكثر. أما في المجال الاقتصادي فان البلدين يربطهما اتفاق تعاون في القطاع الطاقوي مع التواجد اللافت للمؤسسة الوطنية للمحروقات سوناطراك في النشاطات الغازية في البيرو سيما في مجال النقل و تكرير الغاز في إطار مشروع حقل الغاز البيروفي (كاميزيا). وتقدر نسبة مشاركة المؤسسة الوطنية للمحروقات في هذا المشروع ب10 % في جانب التطوير و الإنتاج و بنسبة 20 % في النقل بالأنابيب. و يتضمن هذا المجال مشاريع أخرى لتطوير حقول المحروقات التي توجد في طور الدراسة من قبل الجانبين. في هذا الصدد، تم إنشاء مجموعة عمل جزائرية-بيروفية في شهر فيفري 2009 من اجل تعزيز التعاون الثنائي في مجال تصدير و إنتاج المحروقات و تسويق ونقل الغاز الطبيعي و التكرير و البيتروكيمياء فضلا عن تكوين الإطارات البيروفية بالمعهد الجزائري للنفط. من جانب آخر، فان المبادلات التجارية بين الجزائر و البيرو لم ترقى حتى الآن إلى المستوى المأمول ما دام حجم هذه المبادلات لا يزال دون الإمكانيات التي يزخر بها البلدان. لذلك، فإن الجانبين قد وقعا اتفاق إطار من اجل ترقية المبادلات الاقتصادية و الاستثمارات من اجل تجاوز الإطار الضيق لمبيعات الغاز الطبيعي. كما أن رجال الأعمال البيروفيين قد ابدوا اهتمامهم بالسوق الجزائرية معتبرين أنها تمنح فرصا حقيقية للاستثمار سيما في مجال الصناعات الغذائية و الفلاحية. في سياق آخر، أعرب البلدان في مناسبات عدة عن إرادتهما في توسيع العلاقات الثنائية إلى المجالات العلمية و الثقافية من خلال تجسيد مشاريع تعاون بين الجامعات و توأمة بين المدن الجزائرية و البيروفية.