صادق أعضاء مجلس الأمة يوم الأربعاء بالاجماع على نص قانون المحدد للقواعد التي تنظم نشاط الترقية العقارية بعد أن صادق عليه الأحد الماضي المجلس الشعبي الوطني. و قد تمت المصادقة على القانون الجديد خلال جلسة علنية ترأسها عبد القادر بن صالح رئيس مجلس الأمة بحضور وزير السكن و العمران نور الدين موسى و أعضاء اخرين من الحكومة. يتضمن نص هذا القانون سلسلة من الإجراءات الهادفة لا سيما إلى "حماية حقوق المرقين و المقتنين في آن واحد" و هو الآمر الذي لا يضمنه التنظيم الساري المفعول أي المرسوم التنفيذي الصادر في شهر مارس 1993 . و يعاني التنظيم الحالي لا سيما من غياب إجراءات و آليات قانونية قادرة على تأطير العمليات التي تدخل في إطار البيع على المخططات و إلزام المرقين العقاريين على احترام التزاماتهم لاسيما في مجال استكمال المشاريع و احترام آجال التسليم. وعليه ينص القانون الجديد على إخضاع ممارسة نشاط الترقية العقارية إلى "اعتماد مسبق" يبقى تسليمه مرهونا بالتأكد من الوسائل و المؤهلات المهنية للمرقي العقاري. و سيتم من الآن فصاعدا تسجيل المرقين في بطاقية وطنية تكون بحوزة وزير السكن و العمران و هذا قبل ترقيمهم في السجل التجاري و الممارسة الفعلية لمهنة الترقية العقارية. كما ينص القانون على عقوبات بهدف قمع الانحرافات والتعسفات التي قد تنجم عن ممارسة نشاط الترقية العقارية. كما يتعرض الإشهار الكاذب و عدم احترام بنود دفتر الشروط لعقوبات مثلما هو الشأن بالنسبة لعدم احترام الالتزامات حسب النص. و فيما يتعلق بالبيع على المخطط فان النص يدعم هذه الفكرة من خلال نموذج جديد من العقود يكون مكيفا اكثر مع الترقية العقارية المعروفة بالحرة أي عقد الحجز. و بخصوص التزامات المقتنين ينص على أنه " يتوجب على المكتتب في عقد بيع على المخطط احترام في الآجال المحددة المدفوعات الواقعة على عاتقه" علما أن عدم الدفع يؤدي إلى دفع غرامة على القيمة التي لم تدفع. و بهدف ضمان تطبيق فعلي على أرض الميدان من المقرر إنشاء مجلس اعلى يتكفل بالسهر على السير الحسن لمهنة الترقية العقارية و احترام التنظيم. من جهة أخرى يتضمن النص دعم الدولة و الجماعات لهذه المهنة من خلال تقديم مساعدات عمومية قد تمنح حسب الشروط و الترتيبات المحددة في إطار هذا التنظيم.