تطبع شوارع العاصمة المصرية القاهرة خاصة في وسطها يوم السبت ملامح تخريب ودخان متصاعد من بعض المباني في الوقت الذي يواصل الجيش انتشاره ولو ببطيء في أحياء العاصمة تزامنا مع تواصل المظاهرات المناهضة لنظام الحكم في مصر. ونقلت تقارير إعلامية عن الجيش المصري مناشدته عدم التجمع واحترام حضر التجوال الذي تم تمديده ليصبح من الرابعة عصرا الى الثامنة صباحا. ويعرف وسط القاهرة و ميدان التحرير بالضبط تجمعا لآلاف المتظاهرين المطالبين بتغيير النظام وذلك ردا على خطاب الرئيس حسنى مبارك الذي اكتفى بإقالة الحكومة. واعتبر المتظاهرون أن خطاب الرئيس مبارك جاء "مخيبا للامال" ولم يصل الى الحد الأدنى من مطالبهم. وقد ظهرت الشعارات التي يرفعها المتظاهرون والهتافات التي يرددونها أنها "سياسية محظة" وهم يطالبون من الجيش الوقوف الى جانب اختيارات حركتهم. وتشهد الشوارع المصرية فى غياب كلى لقوات الشرطة حالة من الفوضى والارتباك وسير السيارات عكس الاتجاه بالإضافة إلى أثار القنابل المسيلة للدموع والدخان المتصاعد من بعض المباني الرسمية منها مقر الحزب الحاكم الذي يخشى انهياره من حين لآخر. ويزداد الوضع كآبة كلما تم الاقتراب من ميدان التحرير وسط القاهرة. كما بدت شوارع الأحياء الراقية القريبة من الميدان لحي الزمالك خالية من المارة تقريبا وأغلقت أغلب المحلات التجارية أبوابها في حين تسيطر حالة من الخوف والترقب على قاطنيها الأجانب الذين سارعوا الى شراء المواد الغذائية. وفي انتظار الحكومة الجديدة يبقى المتظاهرون الذين قدرتهم المصادر الاعلامية ب 50 ألف معتصم بميدان التحرير لا يبالون بأي حكومة جديدة حسبهم مؤكدين أن مسعاهم هو تغيير النظام. وفي المقابل يواصل الجيش انتشاره في شوارع القاهرة والذي رحب به المتظاهرون لأنهم على "يقين - كما قال الامين العام للجامعة العربية السيد عمرو موسى- أن قواته ستكون الى جانب الشعب المصري". وأشارت مصادر من الجيش الى أن هذا الاخير حريص كل الحرص على عدم استخدام العنف وقد حذر من المخاطر التي قد تترتب على استمرار السلب والنهب والغليان الامني في البلاد. ويتضح من خلال معاملة القيادات الميدانية للجيش للمتظاهرين في ميدان التحرير أنه مازال يعتمد على اسلوب التهدئة ومناشدة المواطنين الى احترام حظر التجول وان كان صعبا تنفيذه حاليا. وقد كشف السيد موسى أن هناك مشاورات على مستوى عالي بشأن المسار القائم داعيا الى الأخذ بالاعتبار مطالب المتظاهرين بشكل جدي.