وضعت السفارة الليبية بروما منذ بداية الأزمة في ليبيا تحت حراسة أمنية مشددة تم تعزيزها يوم الأربعاء الفارط بعد مظاهرة صاخبة نظمها معارضون ليبيون، حسبما لوحظ يوم السبت بعين المكان. لقد تجمع مئات الاشخاص من الرعايا الليبيين المقيمين في ايطاليا و الرعايا العرب و عدد من مناضلي الاحزاب السياسية الايطاليين المنتمين للمعارضة يوم الاربعاء الفارط امام السفارة الليبية في مظاهرة تسببت في اثارة توتر ملحوظ و مواجهات بين المتظاهرين وعناصر الشرطة. و زادت حدة التوتر عندما تمكن المتظاهرون لنزع العلم الليبي الرسمي و استبداله بعلم مملكة ادريس سنوسي التي سبقت تاسيس الجماهيرية. كما قاموا بحرق الجناح الليبي معبرين عن سخطهم على نظام القذافي مما أرغم الشرطة الايطالية على استعمال القنابل المسيلة للدموع لتفريقهم. و تعهد المتظاهرون بالعودة كل يوم للاحتجاج امام مقر البعثة الدبلوماسية الى غاية "سقوط نظام طرابلس" . وانتقد المتظاهرون السلطات الايطالية المتهمة بدعم النظام الليبي لاعتبارات اقتصادية متجاهلة عدة أمور من بينها "وضع حقوق الإنسان" في ليبيا على حد تعبير كريم بن غرسة رئيس لجنة "ليبيا ديموكراتيكا" حزب معارض في المنفى. وحسب المتظاهرين، فإن السفير الليبي الحالي في روما يبقى من بين الاوفياء لقائد الثورة الليبية و من بين مسؤولي البعثات الدبلوماسية الليبية في الخارج القلائل الذين لم ينضموا الى الحركة الاحتجاجية في بلادهم. وبالفعل تتم ادارة الملف النفطي و الغازي الايطالي الليبي من البعثة الدبلوماسية الليبية بروما منذ تفاقم الاضطرابات في ليبيا. وصرح المدير العام لمجمع "ايني" السيد باولو سكاروني خلال الايام الاخيرة انه لم يجر "اي اتصالات مباشرة مع الحكومة الليبية بل مع السفير الليبي في روما و مسؤولي الشركة النفطية الليبية" بعين المكان. للإشارة، تعد ايطاليا الزبون النفطي الاول لطرابلس التي توفر لها ايضا حوالي 12 بالمئة من احتياجاتها من الغاز الموجه لتوليد الغاز لكن هذه الكمية انخفضت ب50 بالمئة منذ تقليص المجمع النفطي الايطالي ايني نشاطه بسبب المظاهرات.