شكل ادراج التكنولوجيات الخضراء في التنمية المستدامة للواحات الجزائرية ومكافحة التغيرات المناخية محور الملتقى الذي نظمه يوم الاثنين المعهد الايطالي للثقافة بالجزائر. وتم خلال هذا اللقاء الذي نشطه خبراء من الجزائر وايطاليا عرض مشروعين مدعمين من طرف الجانب الايطالي في مجال حماية الواحات والتسيير المحكم للموارد المائية ورسكلة المياه المستعملة لاستغلالها في الانتاج الزراعي لاسيما بمناطق جنوب البلاد. و يركز المشروعان على ضرورة ادراج التكنولوجيات الخضراء للتنمية المستدامة للواحات الجزائرية لمواجهة أثار التغيرات المناخية ومكافحة التصحر. و يندرج هذان المشروعان -كما ذكر ممثل عن جامعة "توسكيا" الايطالية باولو دو أنجليس - في اطار التعاون المشترك والقائم بين مراكز البحث العلمي الجزائرية والايطالية بمساهمة صندوق الاممالمتحدة للتنمية والزراعة"فاو". و تميز هذا اللقاء بتدخل العديد من المشاركين الذين ابرزو أهمية التكفل بالمشاكل التي تعاني منها منطقة جنوبالجزائر لاسيما ندرة المياه وتدهور الوضعية الطبيعية للواحات وتوسع رقعة الجفاف والتصحر. وفي هذا الاطار تطرق سليمان حناشي ممثل عن محافظة تطوير الزراعة الصحراوية إلى المشاكل التي تواجه الواحات جراء التغيرات المناخية وندرة المياه داعيا إلى سقي الاشجار التي تتميز بها هذه المناطق (النخيل) بطريقة "متوازنة". كما ذكر باشكالية استخدام المياه الباطنية التقليدية لسقي الواحات عن طريق "الفوقارة"مبرزا أهمية ادراج التقنيات الحديثة في السقي كاستخدام المياه المستعملة المعالجة. و أشار حناشي إلى مختلف المشاريع المسطرة في عدة مناطق بجنوب الوطن كانجاز سدود و محطات لتطهيرالمياه داعيا إلى الاستغلال العقلاني والناجع لهذه الثروة الطبيعية النادرة بالمنطقة. اما ممثل جامعة "توسكيا " الايطالية دو نجليس فقد تحدث عن المشروع النموذجي الجديد للانتاج الفلاحي والغابي في الوسط الصحراوي بمنطقة بريزينا بولاية البيض الذي يعتمد في السقي على المياه المستعملة لدعم المالكين والفلاحين الصغار. ويشمل هذا المشروع الذي هو حاليا في طور الانجاز بالتنسيق مع مديرية الفلاحة والمعهد الوطني للبحث في مجال الغابات وجامعة معسكر انشاء محطات لتطهير المياه المستعملة. ويرمي هذا المشروع إلى اعادة تكاثر الفضاءات الغابية بالجزائر لمكافحة التصحر والتقليص من أثار انبعاث الغازات المتسببة في الاحتباس الحراري. اما ألبيرتو ديل لونغو ممثل صندوق الاممالمتحدة للتنمية والزراعة"فاو" فاشار من جهته إلى وجود مشروع نموذجي تشترك فيه الجزائرتونس والمغرب ومصر اعده الصندوق لاعادة تكاثر الفضاءات الغابية بالمنطقة. ويساهم هذا المشروع -كما أكد المتدخل في تسهيل التحويل التكنولوجي والمعارف بمنطقة المغرب العربي للتحكم الجيد في حماية هذه الفضاءات الطبيعية عن طريق دعم وتوسيع حملات التشجير وغرس مختلف النباتات لاسيما تلك التي تتوفر على منفعة طبية أو اقتصادية. و أعتبر الاستعمال المدمج لبعض انواع الاشجار المزروعة بالمهم لاسيما في الحفاظ علىالمنظومة الايكولوجية ومكافحة التصحر وحماية التربة و الهواء من التلوث بتقليص آثار الغازات الملوثة للجو والمتسببة في الاحتباس الحراري. كما يرمي هذا المسعى حسبه إلى تحقيق "توازن بيئي "في المناطق الجافة وشبه الجافة لمكافحة الجفاف وانجراف التربة. واكد ممثل الفاو استعداد الصندوق لمساعدة ومرافقة هذه الدول المعنية لتجسيد هذا المشروع بما يعود بالفائدة على سكان المنطقة وحماية البيئة في اطار التنمية المستدامة.