الجزائر - لا زالت الأزمة اليمنية بعد مرور خمسة أشهر من إندلاعها تتأرجح بين مد وجزر فى ظل تجدد الاشتباكات بين قوات الامن وعناصر مسلحة من جهة وتمسك أحزاب المعارضة بمبدأ نقل السلطة في الوقت الذي تتواصل فيه المساع الدولية لحل سياسي للازمة يقوم على المبادرة الخليجية. وأكدت المعارضة اليمنية يوم الأربعاء أنه لامجال للحديث عن عملية سلمية في البلاد دون ضمان نقل السلطة التي يرى الرئيس علي عبد الله صالح أنها لن تتم الا بانتخابات رئاسية مبكرة في البلاد. وقال في هذا السياق المتحدث الرسمي بإسم أحزاب "اللقاء المشترك" (المعارضة الرئيسية باليمن) محمد قحطان أنه "لا تفاهم ولا حوار قبل نقل السلطة في اليمن". وأشار المتحدث إلى مساع يبذلها الامين العام لمجلس التعاون الخليجي عبد اللطيف الزياني لجمع الأطراف في الرياض مجددا وعقد المزيد من الحوارات بين الحزب الحاكم وأحزاب "اللقاء المشترك". وبينما تتمسك المعارضة بمبدأ نقل السلطة كمرحلة أولية لحل الازمة في البلاد يبقى الرئيس اليمني يرفض المبدأ ويطرح من جهته خيارين للوصول إلى بر الامان بعد فشل المبادرة الخليجية لتسوية الوضع في اليمن. وأكد قيادي في حزب المؤتمر الشعبي الحاكم في اليمن اليوم أن الرئيس صالح إقترح خيارين كحل للازمة يرتكز الاول على إجراء انتخابات رئاسية مبكرة في البلاد فيما يعتمد الثاني خيار تعديل الدستور بحيث يتم نقل السلطات إلى رئيس حكومة وحدة وطنية تترأسها المعارضة. وبعد نحو اربعة أسابيع من غيابه عن السلطة بسبب خضوعه للعلاج اثر إصابة تعرض لها في هجوم مسلح إستهدف مسجد دار الرئاسه ينتظر أن يلقي الرئيس اليمني يوم غد الخميس خطابا للأمة من الرياض حسب ما أعلنه اليوم نائب وزير الاعلام اليمني عبدو الجنادي. وبينما تختلف اطراف النزاع داخل اليمن حول سبل حل الازمة تتواصل المساعي الدولية سيما منها الاوروبية والامريكية وكذا السعودية الهادفة إلى فض الخلاف في اليمن يقوم على أساس المبادرة الخليجية. و يحدث ذلك فى الوقت الذى تشهد فيه عدة مناطق يمنية اشتباكات وعمليات كر وفر بين القوات الحكومية (الجيش والأمن) من جهة وعناصر مسلحة جاءت من عدة مديريات بمحافظة "تعز" ومن خارج المحافظة لمناصرة المعتصمين المطالبين برحيل الرئيس صالح. فبمدينة زنجبار كشف مصدر عسكري يمني عن مقتل 16 عسكريا من بينهم ضابط برتبة عقيد فيما أصيب آخرون جراء معارك نشبت اليوم بين الجيش اليمني وعناصر من تنظيم القاعدة الارهابي. وكان تسعة أشخاص من عناصر ذات التنظيم قتلوا في وقت سابق أمس وأصيب اربعة آخرون في مواجهات جرت بين قوات الجيش والأمن وبين عناصر التنظيم في محافظة "أبين" جنوب اليمن. وكان عدد ضحايا مواجهات بين الجيش اليمني وقبائل أرحب بشمال العاصمة صنعاء أمس الثلاثاء خلفت 17 قتيلا بينهم امرأة و 35 جريحا وفق ما اعلنته مصادر اعلامية. وللوقوف على أحداث العنف التي تشهدها اليمن قررت الاممالمتحدة ارسال بعثة خاصة لتقصي الحقائق في البلاد إذ إلتقى وزير الداخلية اليمني اللواء مطهر رشاد المصري اليوم مع بعثة المفوضية السامية لحقوق الإنسان للاطلاع على أوضاع حقوق الإنسان في ظل الأزمة الراهنة بالبلاد. و أطلع الوزير اليمني خلال اللقاء البعثة الأممية على الآثار الناتجة عن الأزمة الحالية وأسبابها وتداعياتها وجهود الوزارة في حفظ الأمن والاستقرار والتضحيات التي قدمتها قوات الأمن. و أشار الوزير اليمني خلال لقائه بالبعثة الاممية إلى أن الوزارة لديها توجيهات صريحة وواضحة من القيادة السياسية ممثلة في الرئيس علي عبد الله صالح لامتصاص غضب البعض والتحلي بضبط النفس وعدم إستخدام القوة مهما تعرض رجال الأمن للاستفزاز أو الاعتداء. و استعرض الوزير اليمني عدة تقارير تفيد بوقوع اعتداءات على رجال الشرطة والأمن من قبل عناصر تحالف أحزاب اللقاء المشترك في مختلف المحافظات "مدعمة بالأدلة والبراهين التي تؤكد أن الشرطة كانت وعلى امتداد مرحلة الأزمة هي المعتدى عليها". من جهة أخرى تسبب تأزم الوضع الامني في البلاد إلى نزوح جماعي للمواطنين نحو المناطق الآمنة إذ أن أعداد النازحين من محافظة "أبين" في مخيمات النزوح بمحافظتي عدن ولحج ارتفع إلى عشرة آلاف أسرة. ولضمان تكفل جيد بهؤلاء النازحين وجه نائب الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي اليوم مجلس الوزراء اليمني بإعتماد مبلغ 200 مليون ريال للمساعدة في تقديم خدمات الإغاثة والإيواء للنازحين من محافظتي أبين ولحج إلى محافظة عدن. وقدرت وزارة الصناعة والتجارة اليمنية حجم الخسائر الإقتصادية التي لحقت باليمن منذ بدء الأزمة السياسية بنحو 12 مليار دولار.