الجزائر - سيتم خلال المؤتمر الدولي حول الأمراض النفسية للكراييب الذي سيعقد من 24 إلى 26 أكتوبر القادم بلاتريوم بفور دي فرانس بالمارتينيك (مستعمرة فرنسية) تخليد ذكرى الدكتور فرانز فانون تلك الشخصية البارزة في الكفاح ضد القمع الذي وافته المنية منذ 50 سنة. و سيشارك في هذا اللقاء المخصص ل"فرانز فانون بعد 50 سنة" مختصون مشهورون سيتطرقون إلى حياة و الأحداث الهامة لهذا المناضل من أجل القضية الإنسانية. و تم التأكيد أن اللقاء سيفتتح بتنشيط حوالي 10 تدخلات حول فرانز فانون منها إثنتين لممارسين جزائريين اثنين في حين سيقدم العديد من الجامعيين الجزائريين عروضا علمية و يتطرقون إلى الموضوع الطبي المدرج في جدول الأعمال. و قد تبنى هذا المناضل الذي كان يحمل الجزائر في قلبه القضية الوطنية و دافع عنها ضد الإستعمار. كما كان يطلق على فرانز فانون الذي كان سيبلغ 85 سنة في 23 جويلية الفارط "المدافع عن المعذبين في الأرض". و في 1944 عندما بلغت الحرب العالمية أوجهها فضل ان يتجند كمتطوع بينما الثورة تشتد في المارتينيك ضد أتباع المريشال بيتان. وفي هذه الفترة بالذات يلتقي المناضل فرانزفانون بأرض الجزائر التي أضحى جزءا منها بعد أقل من عشر سنوات. و قد نقل إلى مدرسة للضباط في بجاية شمال شرق الجزائر حيث تعرف على وضعية "الأهالي" لينتقل بعد ذلك إلى وهران قبل أن ينخرط في صفوف القوات الفرنسية المستقلة لشمال إفريقيا حيث شارك في حملة من تولون إلى الألزاس مسقط رأس جدته و يصاب ببعض الجروح. و أشار كتاب سيرته الذاتية إلى أن فرانس فانون جرب كل الأنواع الأدبية بما في ذلك المسرح و الصحافة حيث عمل بيومية المجاهد سنوات فيما بعد. و في مجال الطب فقد أبدى اهتماما بالأمراض النفسية بحيث تحصل على شهادة في الطب الشرعي و الأمراض الإستوائية قبل أن يتخصص في الأمراض النفسية و يتحصل على ليسانس في علم النفس. و شغل أول منصب له بمستشفى الأمراض العقلية للبليدة في 29 نوفبمر 1953. و قد توفي المناضل فرانس فانون في سن 35 سنة إثر وفاة طبيعية بعدما كرس حياته كلها للقضية الوطنية و للجزائريين.