قسنطينة - تحتل كتب الدين وفن الطبخ والحلويات صدارة مبيعات الكتب خلال الشهر الفضيل حسب ما تم معاينته على مستوى عديد المكتبات بمدينة الصخر العتيق. وتلقى الكتب الدينية وعلى رأسها المصاحف الشريفة إقبالا كبيرا من المواطنين حيث يقول صاحب أحد المكتبات بالمدينة الجديدة علي منجلي الذي خصص جناحا كبيرا لهذا الغرض "ازداد الطلب على الكتب الدينية خلال الشهر الفضيل حيث أصبح العديد من الزبائن يطلبها بكثرة خاصة كتب تفسير القرآن الكريم والمصاحف الشريف وكتب السيرة النبوية والفقه والأدعية وحصن المسلم وغيرها". ومع أن هذا التاجر تحفظ عن كشف حجم مبيعاته إلا أنه أكد بأن هذا الإقبال غير مسبوق وأرجع السبب في ذلك لتزامن شهر رمضان مع العطلة الصيفية وطول النهار ما يشجع على القراءة أكثر في هذه الأيام المباركة. وأضاف بأن معظم الزبائن يطلبون المصاحف من مختلف الأحجام بعدد كبير لأن منهم من يريد التصدق بها على المساجد في شهر البركات ومنهم من يريد إهدائها إلا أن معظمهم يحب تلاوتها نهارا والتهجد بها ليلا. وهناك من يفضلها مصحوبة بتفسير للآيات يمكنه من التفقه في معانيها ودلالاتها". كما تعرف بدورها الأقراص المضغوطة لتسجيلات أحسن المقرئين والمرتلين على غرار الشيخ عبد الباسط الصمد وأفضل أئمة مكة مثل الشيخ السديس إقبالا كبيرا خاصة وأن معظم السائقين يحبذون الإنصات إلى القرآن الكريم وهم على متن سياراتهم في هذا الشهر الكريم. وفضلا عن ذلك يوجد نوع آخر من الكتب التي يزيد الطلب عليها في أول رمضان وآخره وهي الكتب التي تلقى إقبالا واسعا من ربات البيوت والشابات المقبلات على الزواج حيث يتهافتن على اقتناء كل ما هو جديد يخص فن الطبخ ويقدم الوصفات السحرية لألذ الأطباق وأطيب الحلويات التقليدية والعصرية. وتسعى معظم السيدات والأوانس لتعلم فن الطبخ العصري من خلال هذه الكتب المعروضة والتي تلبي جميع الأذواق حيث تقول السيدة نادية (ربة بيت) "في هذه الكتب نجد كل ما هو جديد وعصري لفن الطبخ حيث أنها تمكننا من التنويع وهي الأمثل لتعلم الطبخ لأنه بإمكاننا تتبع وصفاتها خطوة بخطوة وبالصور على عكس القنوات الفضائية التي لا نستطيع الرجوع إلى كيفية التحضير في حالة نسيان أمر ما". وعلى الرغم من تمسك معظم النساء بعادات وتقاليد فن الطبخ الموروثة إلا أنهن يفضلن التغيير والخروج عن ما هو مألوف بتحضير أشهى الأطباق حيث تقول أحد ربات البيوت كانت تتصفح كتب الطبخ بالمكان "لقد مللنا من تكرار الوصفات التي ألفنا تحضيرها طوال السنة خاصة ونحن في شهر الصيام الذي تشتهي فيه الأعين والأنفس ألذ الأطباق وتكثر فيه الزيارات ما بين العائلات والأحباب". وما يزيد الطلب عليه أكثر في العشر الأواخر من شهر رمضان كتب الحلويات العصرية حيث تجد معظم السيدات خاصة الشابات يتزاحمن على اقتناء أحدثها. وتقول إحدى السيدات التي تم مصادفتها بالمكان "تعودنا أنا وصديقتي شراء هذه الكتب لصنع الحلويات حيث نختار منها اثنين مختلفين ثم نتبادل فيما بيننا الوصفات ونجرب ما يناسبنا منها لنزين بها صينية عيد الفطر أو نحملها معنا أثناء زيارة الأهل والأحباب في هذه المناسبة الكريمة التي تزيد في ألفة العائلات والأصدقاء".