تشهد المكتبات هذه الأيام إقبالا على الكتب الدينية المتنوعة، مثل كتب التفاسير، والحديث، والفقه والأحكام الشرعية..، وإن كان غالبية أصحاب المكتبات يتحفظون عن كشف حجم مبيعاتهم وأرباحهم من الكتب الدينية، فإنهم يعترفون بأنهم يحققون خلال رمضان ما لا يحققونه في بقية الشهور من العمل. من جهة أخرى، يرجع مواطنون تحدثوا ل''المساء''، سر إقبالهم على شراء الكتب الدينية خلال رمضان، إلى توفر الوقت طيلة الشهر خاصة وانه يتزامن هذه السنة مع العطل السنوية، إضافة إلى المسارعة لختم كتاب الله في رمضان. يتصدر المصحف الشريف مبيعات الكتب الدينية خلال شهر رمضان الكريم، بنسبة تتراوح ما بين 30 و50 في المائة من مجموع مبيعات الكتب الدينية، حسب ما كشفه لنا بعض أصحاب المكتبات، مشيرين الى انه معدل لا يتحقق في أي شهر من أشهر السنة. بيع حوالي 20 مصحفا في اليوم يشهد الإقبال على المصاحف بأحجامها المختلفة رواجا كبيرا خلال رمضان خاصة المصاحف ذات الحجم الكبير، والمعروفة بمصاحف التهجد، التي تستخدم أثناء قيام الليل وصلاة التراويح. كما تزيد أيضا مبيعات المصاحف ذات الحجم الصغير لإقبال الناس على القراءة فيها بوسائل النقل. كذلك يزداد شراء المصاحف للإهداء والتصدق بها كوقف للمساجد والكتاتيب مثلما أكده بائع شاب في إحدى القرطاسيات قائلا ان أكثر الكتب الدينية التي تعرف إقبالا خلال شهر الصيام هي مصاحف الجيب. وأضاف المتحدث انه لاحظ كذلك إقبال الصائمين على شراء مصاحف متوسطة الحجم لإهدائها، مشيرا ان هناك فئة أخرى من الزبائن يطلبون المصاحف المزودة بالتفاسير، وقد يصل طلب زبون واحد الى 5 مصاحف غالبا ما يتصدق بها كوقف للمساجد فرمضان فرصة للإكثار من أعمال الخير. فيما قال بائع آخر أن مبيعات الكتب الدينية في رمضان هذه السنة يعرف انتعاشا ملحوظا خلافا لما كان عليه العام الماضي حيث كانت المنافسة مع الكتب المدرسية، بحكم تزامن شهر الصيام مع الدخول المدرسي. وأضاف أن تزامن شهر رمضان مع العطل السنوية هذه السنة يعد دافعا قويا لتوجه الكثيرين لقراءة، القرآن الكريم والكتب الدينية عموما. من جهة أخرى قدر بائع آخر مبيعات المصاحف خلال شهر الصيام الى ما يصل أو يفوق 20 مصحفا يوميا بل وقد تصل إلى 50 مصحفا في اليوم. والى جانب المصحف الشريف فإن البعض يفضلون شراء كتب الأذكار وحصن المسلم والدعاء المستجاب والأدعية المختلفة وهي كتيبات للجيب. هناك أيضا طلبات متفرقة حول كتب ''قصص الأنبياء'' خصوصاً تلك التي تأتي في شكل قصص للأطفال، وهناك أيضا طلبات حول كتب عائض القرني الداعية السعودي منها كتاب ''لا تحزن'' و''أسعد امرأة'' وكذلك كتب ''الشيخ محمود المصري'' والداعية ''عمرو خالد''. الأقراص المدمجة أيضا مطلوبة من جهة أخرى فإن الإقبال يزداد خلال شهر رمضان على الأقراص المدمجة لتسجيلات أشهر قراء القرآن الكريم. إذ يؤكد صاحب محل بيع الأقراص المدمجة المتنوعة ان الإقبال على شراء أقراص أشهر المرتلين والمجودين أمثال ''عبد الباسط عبد الصمد'' و''سعد الغامدي'' و''علي العجمي'' إضافة الى أشهر أئمة مكةالمكرمة أمثال الشيخ السديس والشريم والمعيقلي كبير جدا، خاصة وأن الكثيرين يسارعون لختم القرآن في رمضان ووسيلتهم المثلى الاستماع الى القارئ المفضل والترتيل معه. الى جانب ذلك فإن هناك طلبات حول محاضرات إسلامية لبعض الشيوخ المعروفين في العالم العربي مثل محاضرات الدكتور محمد العريفي، الشيخ عبد الله المصلح، والدكتور عائض القرني، والشيخ عمرو خالد إلى جانب أقراص مدمجة حول قصص الأنبياء، ومعارك الإسلام التي قادها النبي عليه الصلاة والسلام. كتب الطبخ تنافس الكتب الدينية على الجانب الآخر أكد أصحاب المكتبات محل زيارتنا ان التنافس يشتد في شهر رمضان بين الكتب الدينية وكتب الطبخ حيث يزداد هوس السيدات بالمطبخ وأحدث الوصفات التي يسعين لتحضيرها لمائدة الإفطار، وهو ما ينعش الصراع بين الكتب الدينية وكتب الطهي في المكتبات.فربات المنازل يبحثن دائما عن التغيير بسبب الملل من تحضير نفس الوصفات التي اعتدن عليها طوال العام ويبحثن عن تقديم وجبات جديدة لا سيما مع كثرة تبادل الزيارات واستقبال الأقارب و الأصدقاء ولهذا ينتعش سوق بيع كتب الطهي. ويؤكد بائع بإحدى المكتبات ان ارتفاع نسبة إقبال السيدات على كتب الطبخ يعود الى زيادة عدد برامج الطبخ في الفضائيات والتنافس الذي يخلفه هذا التعدد خاصة مع ظهور مجموعة من الطهاة العرب الذين تحرص السيدات على متابعتهم على القنوات الفضائية وقد أصبح لكل منهم كتابا تحرص الكثيرات على شرائه.