واشنطن - أكدت عدة صحف أمريكية أن منح صفة الدولة العضو في منظمة الأممالمتحدة للتربية و العلوم و الثقافة (اليونيسكو) لفلسطين يمثل إهانة بالنسبة إلى الولاياتالمتحدة و إسرائيل و أن التصويت عكس رأيا عاما للمجموعة الدولية المساند لقبول فلسطين كعضو ضمن الأممالمتحدة. وصوت مندوبو الدول الأعضاء في منظمة اليونسكو أمس الاثنين بأغلبية ساحقة ب 107 صوت مقابل 14 (بما في ذلك الولاياتالمتحدةالأمريكية و إسرائيل و هولندا و ألمانيا) و امتناع 52 عضوا عن التصويت لصالح منح صفة الدولة العضو لفلسطين. وأشارت أهم الصحيفة أمريكية على شبكة الإنترنت "هوفينغطن بوسط" إلى أن مسألة انضمام فلسطين إلى منظمة اليونسكو وضعت الرئيس الأمريكي باراك أوباما و الكونغرس في "مواجهة خيار واضح بين المصالح الوطنية الأمريكية و مطالب الوزير الأول الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو و لوبيه القوي بواشنطن". و ورد في الصحيفة في مقال تحت عنوان : "خيبة باليونسكو: تجواب مع سياسة نيتانياهو" أن "السياسة الأمريكية تجاه الفلسطينيين تضع المصالح الاستراتيجية و الاقتصادية الأمريكية في العالم الإسلامي برمته في خطر". و أضافت الصحيفة أنه أمام انتهاكات حقوق الإنسان للفلسطينيين من قبل إسرائيل "إما أن تبقى الولاياتالمتحدة بدون رد فعل أو تقف إلى جانب إسرائيل". واعتبر المعلق السيد روسنبيرغ أن "العالم يفهم بوضوح أن النظام الأمريكي لتمويل الحملات الانتخابية هو الذي يوصينا بالدفاع عن الاحتلال الإسرائيلي و منع الفلسطينيين من الوصول إلى أي نوع من اعتراف بالسيادة". و أكدت الصحيفة أن "الولاياتالمتحدة تختار دائما مصالح نيتانياهو على حساب حقوق الفلسطينيين" مشيرة إلى أن تصويت اليونسكو وضع مصالح الأمريكيين و رغبات الحكومة الإسرائيلية في "مواجهة مباشرة". كما كتبت الصحيفة أن "إسرائيل تنتظر من الولاياتالمتحدة أن تغادر منظمة اليونسكو و كل منظمة دولية تقبل بانضمام فلسطين في الوقت الذي تفرض علينا المصالح الأمريكية عدم توقع إجراء كهذا". ويشارك الكونغرس الأمريكي عادة في تمويل اليونيسكو بنسبة 80 مليون دولار سنويا مما يمثل 22 بالمائة من ميزانية هذه المنظمة الأممية. و لكن نصين قانونيين أمريكيين تم إصدارهما في بداية سنوات 1990 يمنعان الولاياتالمتحدة من تمويل وكالة متخصصة تابعة للأمم المتحدة تقبل العضوية الكاملة لفلسطين. و أكدت الناطقة الرسمية باسم كتابة الدولة السيدة فيكتوريا نولاند أنه بعد التصويت فان الولاياتالمتحدة تعلن وقف تمويلها لمنظمة اليونيسكو و أنها لن تقوم بدفع مبلغ 60 مليون دولار مثلما كان مرتقبا في شهر نوفمبر. و أشارت أن النظام الداخلي لمنظمة اليونيسكو ينص على أنه في حالة إمتناع بلد عن دفع مساهاماته خلال سنتين على التوالي فإن ذلك سيؤدي إلى إقصاءه من المنظمة مؤكدة خلال ندوتها الصحفية أنه سيتم مباشرة محادثات بين الحكومة الأمريكية و الكونغرس لتجنيب الولاياتالمتحدة هذا السيناريو. وأفادت صحيفة "بوليتيكو" أن رهانات الولاياتالمتحدة ضمن منظمة اليونيسكو جد ثقيلة حيث ان وقف الولاياتالمتحدة لتمويلها و إنسحابها المحتمل سيكون له آثار وخيمة على المؤسسات الأمريكية رفيعة التكنولوجيا مثل شركات آبل و غوغل و ميكروسوفت و كذا استديوهات السنيما التي تستعمل اليونيسكو لتفتح لها الأسواق في الدول النامية و كذا المنظمة العالمية للملكية الفكرية التي تعمل على تسوية الخلافات الدولية في مجالات البرمجيات و الموسيقى و الافلام. من جهة اخرى، اعتبرت صحيفة "كريستيان سيانس مونيتور" أن تصويت اليونيسكو الذي "يثير قلق و يعزل" إدارة أوباما "يعكس الرأي العام للدول الأعضاء في منظمة الأممالمتحدة" مشيرا أن الوقت قد حان لدولة فلسطين من أن تحضى بالعضوية الكاملة في منظمة الأممالمتحدة".