هددت إسرائيل بأنها لن تقف مكتوفة الأيدي بعد قبول فلسطين عضوا في منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (يونسكو). وفيما قررت الولاياتالمتحدة وقف مساهماتها المالية في المنظمة، أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعمه استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين. فقد اتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو في خطابه الذي افتتح فيه الدورة الشتوية في الكنيست الرئيس الفلسطيني محمود عباس بعرقلة الجهود لاستئناف مفاوضات السلام. وأضاف تعقيبا على اعتراف اليونسكو بفلسطين عضوا دائما فيها أن إسرائيل لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء هذه الخطوة. وقال نتنياهو إن عباس يريد دولة بدون اتفاق سلام ويقوم بخطوات أحادية الجانب في الأممالمتحدة ويعزز شراكته مع حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وأضاف »للأسف الشديد الفلسطينيون يواصلون رفضهم العودة إلى المفاوضات المباشرة، وبدلا من الجلوس معنا على طاولة المفاوضات اختاروا صك العهود مع حماس والقيام بخطوات أحادية الجانب في الأممالمتحدة، بما في ذلك خطوتهم اليوم«. وقال نتنياهو »نحن لن نقف مكتوفي الأيدي إزاء هذه الخطوات التي تمس بإسرائيل وتناقض بشكل فظ الالتزامات الأساسية التي قطعها الطرفان في عملية السلام، وهي حل الصراع بيننا بالمفاوضات المباشرة فقط«. وكانت 107 دول صوتت الاثنين الماضي لصالح انضمام فلسطين إلى اليونسكو، فيما صوتت 14 دولة ضد القرار وامتنعت 52 دولة عن التصويت. ومن أبرز الدول التي صوتت ضد القرار الولاياتالمتحدة وألمانيا وكندا، بينما امتنعت إيطاليا وبريطانيا عن التصويت، وصوتت فرنسا لصالح القرار، وهو ما فعلته أيضا كل الدول العربية وغالبية الدول الأفريقية والأمريكية اللاتينية. وفي هذا السياق قال السفير الإسرائيلي لدى اليونسكو نمرود بركان إن تأثير دول مثل فرنسا على إسرائيل سيتراجع بسبب تصويتها لصالح فلسطين. كما عبرت الخارجية الإسرائيلية عن »خيبة أمل« إزاء عدم توصل الاتحاد الأوروبي إلى موقف موحد لمنع صدور القرار، باعتبار أن هذا التكتل يعمل من أجل استئناف مفاوضات السلام المباشرة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية. وفي المقابل أكد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون دعمه استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك باعتباره الحل الأمثل الذي يجد قبولا من الجميع. وجاء تعليق مون ردا على سؤال حول الموقف من منح منظمة اليونسكو العضوية الكاملة لفلسطين، وامتنع مون عن التعليق على تهديدات أمريكية بوقف مساهمة واشنطن في ميزانية اليونسكو. وفي هذا السياق قررت الولاياتالمتحدة وقف مساهماتها المالية في منظمة اليونسكو، وذلك بعد قبول هذه الأخيرة عضوية فلسطين. وأعلنت الخارجية الأمريكية الاثنين الماضي أنها لن تسدد مبلغ 60 مليون دولار كانت ستدفعه في نوفمبر المقبل لليونسكو. وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيكتوريا نولاند للصحفيين إن الولاياتالمتحدة ليس لديها خيار سوى وقف التمويل بسبب قانون أمريكي قديم. ويحظر قانونان أمريكيان اعتمدا في مطلع التسعينيات تمويل أي وكالة تابعة للأمم المتحدة تقبل فلسطين دولة كاملة العضوية. وسيحرم هذا القرار الأمريكي اليونسكو من 22% من موازنتها، وهو ما يعني نقصا قيمته حوالى 70 مليون دولار في موازنها اعتبارا من العام 2011. أما السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة سوزان رايس فقالت »إن منح اليونسكو اليوم العضوية الكاملة للفلسطينيين يضر بشدة بالمنظمة، ولا يمكن أن يمثل بديلا لمحادثات السلام مع إسرائيل«. وفي إطار رد الفعل الفلسطيني رحب المجلس الوطني الفلسطيني بقرار اليونسكو وعده رئيس المجلس سليم الزعنون »إحقاقا لأحد الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني ويعطي دفعة قوية لعملية السلام ويأتي في موعده، بل تأخر 63 عاما«. وقالت حنان عشراوي، وهي عضو بارز في منظمة التحرير الفلسطينية، »إنه انتصار للروح البشرية في مواجهة الخوف والإجبار«. وأضافت »هناك دول صوتت على أساس المبدأ. وأعتقد أن هذا هام للغاية لأنه يرسل رسالة واضحة بأن هناك أغلبية كبيرة في العالم لا تريد التضحية بالفلسطينيين وإبعادهم من المجتمع الدولي«. أما عضو اللجنة المركزية مفوض العلاقات الدولية لحركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) نبيل شعث فقال الاثنين الماضي إن حصول فلسطين على العضوية الكاملة في اليونسكو »اختبار للتصويت المقبل في مجلس الأمن، في إشارة للطلب المقدم للاعتراف بالدولة الفلسطينية، ودليل على أن الأسرة الدولية تقف إلى جانبنا«. ومن جانبها رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) بحصول فلسطين على العضوية الكاملة في اليونسكو، معتبرة أن الأمر يعكس تراجع الدور الأمريكي. وقال المتحدث باسم حماس فوزي برهوم إن حركته ترحب بقرار اليونسكو وتعده خطوة إيجابية تؤكد الحق الأصيل لشعبنا في أرضه ومقدساته وتراثه.