دعت المنظمة الوطنية للمجاهدين يوم الاحد الى التركيز أكثر من أي وقت مضى على الانفتاح على الشباب والطلبة وإشراك هذه الشريحة الهامة في كل النشاطات المرتبطة بثورة التحرير. وأعربت المنظمة الوطنية للمجاهدين في اللوائح المصادق عليها في أشغال اليوم الثاني للمؤتمر عن أملها في أن يعطي المؤتمر ال11 منطلقا جديدا يسمح للمنظمة بمراجعة وتكييف هيئاتها حتى تكون "أكثر انسجاما" مع مقتضيات التحولات الجارية على الساحة الوطنية. واكدت المنظمة أن اهتمامها بقضاياها النوعية (الاجتماعية والنظامية والتاريخية) "لم يصرفها" عن متابعة التطورات التي تشهدها الساحة الوطنية في هذه الظروف المتميزة ب"الشروع في اصلاحات عميقة من شأنها ان تحدد معالم مرحلة جديدة". وأوضحت أن هذه الاصلاحات من شأنها توسيع نطاق الحريات الفردية والجماعية وتعميق مجال الممارسة الديمقراطية وتفعيل دور المؤسسات الدستورية "بما يمكنها من تنفيذ مهامها على النحو المطلوب". وتم التاكيد في اللوائح المنبثقة عن المؤتمر ال 11 للمنظمة ان أولى خطوات هذه الاصلاحات كانت بمبادرة الرئيس المجاهد عبد العزيز بوتفليقة بتشكيل لجنة وطنية كلفت باجراء المشاورات مع كل الجهات المعنية من احزاب وجمعيات وفعاليات وشخصيات وطنية. وتمت الاشارة في هذا الصدد الى أن المنظمة الوطنية للمجاهدين كانت حاضرة من خلال استجابتها لدعوة هذه اللجنة وتقديم اقتراحات " عكست رؤية المجاهدين ازاء منظومة القوانين المقترحة للمراجعة بدءا بالدستور ونمط الحكم واطار العلاقة التي ينبغي أن تربط بين مؤسسات الدولة". وفضلا عن ذلك اقترحت المنظمة صيغ عمل من شأنها اضفاء فعالية اكثر على ادارة المنظومة الاقتصادية علاوة على تفعيل دور الهيئات الوطنية المكلفة بالرقابة والمحاسبة والعمل بجدية على تطهير البلاد من الرشوة والمحسوبية والجهوية . ومن ناحية أخرى أبرزت المنظمة اهمية الجانب التاريخي المرتبط بحقبة الاحتلال الفرنسي مؤكدة بانه سيظل "محورا أساسيا" في نشاطها. وشددت في هذا السياق بأن نجاحها في أداء رسالتها "سيبقى مرهونا بمدى تاثيرها في المؤسسات التربوية والتكوينية بما يلزم هذه المؤسسات باعطاء مادة التاريخ الوطني ومرحلة ثورة التحرير مكانة متميزة في في منظومتنا الوطنية". وبالنظر لاهمية البعد التاريخي خاصة ما تعلق منه بثورة التحرير ترى المنظمة ان هناك ضرورة لمواصلة استكمال مسعى تسجيل شهادات المجاهدين وجمع المعطيات بكل الوسائل المتاحة مع ادراك ما لهذا المحور من اهمية في تحصين مكونات الهوية الوطنية. ومن ناحية اخرى فان الجانب المتعلق باحياء المناسبات الوطنية والتاريخية وتخليد ذكريات الشهداء كان ضمن اولويات المنظمة الى جانب مساهمتها في الانشطة المتعلقة بذلك. وبالمناسبة تم التاكيد على دور المنظمة "كطرف اساسي وقوة اقتراح تستمد شرعيتها واهميتها من مكانتها التاريخية ومن تضحيات الشهداء والمجاهدين الذين كان لهم الفضل في قهر الاستعمار وطي صفحة ظالمه". من جانب اخر أبرز المؤتمر ال11 للمنظمة دور المجاهدبن وذوي الحقوق في التفاعل مع الاحداث الهامة التي ستشهدها البلاد خلال السنة الجارية وفي مقدمتها احياء الذكرى ال50 لعيد النصر واسترجاع السيادة الوطنية وكذا الانتخابات التشريعية والمحلية. وفي هذا الشأن أعربت المنظمة عن املها في ان تكون هذه الاستحقاقات "منطلقا حقيقيا " نحو مرحلة جديدة في مسيرة الوطن لاستكمال خطوات بناء دولة وطنية عصرية.