لم تسع قاعة العرض "ميلود طاهري" بسوق أهراس يوم الأحد أعداد الأطفال الذي جاؤوا رفقة أوليائهم مكتسحين هذا الفضاء للاستمتاع بمتابعة مسرحية "الأصدقاء الأربعة" و بما تقدمه التعاونية الثقافية "الفوارة" لولاية سطيف. فوسط ديكور مميز وحضور ملفت لعالم البراءة في عطلتها المدرسية الربيعية قدمت هذه التعاونية ضمن سلسلة العروض المسرحية التي برمجها المسرح الجهوي لسوق أهراس الرامية إلى إضفاء أجواء من الترفيه والتسلية مسرحية "الأصدقاء الأربعة" التي نالت إعجاب الأطفال. ويحكي هذا العرض المسرحي الذي صممه وأنجزه كل من مراد بن شيخ والعمري بدار وخلاف الصادق وشارك فيه صهيب دحماني ونبيل غندوسي مغامرات الطفل مروان وأصدقائه الحيوانات في بعض القرى والغابات بحثا عن شجرة التفاح التي تشفي والد مروان المريض. ويصادف الأصدقاء الأربعة عدة مواقف تعبر عن الرفق بالحيوان والحفاظ على الطبيعة والوفاء والمحبة والخير والتعاون من أجل سعادة الآخرين. واعتمد مصممو هذا العمل المسرحي تقنية الظل الصيني حيث يتم عرض شخصيات المسرحية خلف ستائر بيضاء عملاقة تتحرك الأحداث فيها بالاعتماد على الإنارة القوية التي تكشف ظل الأشخاص على الركح. وكانت نظرات الإعجاب بادية على وجوه هذه الفئة من الأطفال الذين مرحوا وأخذوا صورا تذكارية مع ممثلي هذا العمل. ووفقا للبرنامج المعد الذي سيتواصل لغاية 31 مارس الجاري والرامي أساسا إلى تفعيل الحركة المسرحية بالولاية وإضفاء جو من الترفيه والتسلية سيتابع جمهور الأطفال عديد الأعمال المسرحية التي تحمل في طياتها رسائل تربوية للأطفال على غرار مسرحية "حلم العرائس" لمسرح الليل من قسنطينة ومسرحية "الجزائر لؤلؤة" لجمعية حسن الحسني للثقافة والفنون لمدينة سدراتة (سوق أهراس). كما استمتع الأطفال في عطلتهم المدرسية الربيعية بعرض آخر بعنوان "الحلم اللي كان" لجمعية "ثقافة بلا حدود" من العلمة (سطيف) إلى جانب عرض مسرحي بعنوان "الطائر العجيب" لجمعية "الشهاب" من عنابة. و ثمن حسان مرابطي الذي كان رفقة أبنائه صالح وعز الدين وملاك مثل هذه النشاطات التي قام بها المسرح الجهوي فيما وصف ولي آخر هذه المبادرة ب"الطيبة" "خاصة بالنسبة لبراعم سوق أهراس الذين كثيرا ما حرموا من مثل هذه الأنشطة" الهادفة إلى استحداث مسرح للطفل على غرار بعض الولايات المجاورة. ووعد مدير المسرح الجهوي عز الدين جبالي بالمزيد من مثل هذه الأنشطة الثقافية من خلال السعي إلى تأسيس تقاليد ثقافية وفنية خارجة عن إطار الفعل المناسباتي ومن خلال برمجة سلسلة من العروض المسرحية والفنية وإقامة ندوات فكرية وأدبية.