أعرب الفنان التشكيلي، كريم سرقوة، يوم الثلاثاء بالجزائر، عن أسفه للعدد الضئيل للأروقة الفنية عبر الجزائر والتي لا تتعدى حسبه ال13 مؤكدا في نفس الوقت أن هذه الوضعية ساعدته وغيره من الفنانين على أن يكونوا "أكثر إبداعا". وقال سرقوة لدى استضافته في برنامج "موعد مع الكلمة" الذي ينظمه نادي الإعلام الثقافي للديوان الوطني للثقافة والإعلام بقاعة "الأطلس" أنه "من المحزن أنه يوجد 13 رواقا فنيا فقط عبر الجزائر بأكملها في حين أن الكثير من الفضاءات متوفرة" غير أنه أقر في نفس الوقت أن هذه الوضعية ساعدته وغيره من الفنانين على أن يكونوا أكثر إبداعا وأن يبحثوا على مساحات بديلة. وتابع أن الأروقة المتواجدة هي في أغلبها "أماكن فاخرة لا يقوم فيها الفنان إلا بتعليق لوحاته دون إبراز أي من الجوانب الفنية الأخرى". وفي هذا السياق، أعرب الفنان عن إعجابه بالبنايات القديمة للعاصمة من أقبية ومذابح وغيرها من فضاءات متواجدة تحت الأرض متأسفا لعدم استغلالها في ظل النقص الفادح للفضاءات الفنية. الفنان الذي عرضت أعماله عبر العديد من البلدان في العالم أكد أنه "لا يطالب بالمال بل بحقه في التعبير عن فنه في أماكن بسيطة ومناسبة حيث يمكنه أن يطلق العنان لمخيلته الإبداعية". وأوضح الفنان التشكيلي أن الفنانين لا يطالبون سوى بفضاءات بسيطة وعملية للتعبير عن إبداعاتهم الفنية معتبرا أن الأماكن الفاخرة "لا تساعد على تحريك إلهام و مخيلة الفنان". وتأسف كريم سرقوة ل"البيروقراطية اللامتناهية" التي تعترض المساعي الرامية إلى استرجاع هذه الأماكن قائلا في هذا الشأن "إننا لا نعرف من هو مالك هذه الفضاءات و لا نعرف إلى من نتوجه .. كل محاولاتنا باءت بالفشل بسبب مشاكل بيروقراطية محضة بحيث يجد الفنان نفسه عاجزا أمام هذه الوضعية". وأعرب الفنان صاحب ال32 سنة في الفن التشكيلي عن أمله في أن يتم يوما ما وضع ولو فضاء واحدا من هذه الفضاءات تحت تصرف الفنانين باعتبارها "الأماكن الأنسب للتعبير الإبداعي والفني". وفي هذا السياق، أعلن الفنان عن حصوله على موافقة أحد الخواص لاستغلال إحدى هذه الفضاءات شهر نوفمبر المقبل لإقامة حدث ثقافي طيلة 15 يوما تحت مسمى "ممرات الفنون التشكيلية البديلة". وختم أن هذا المشروع المقبل سيتضمن عرض للوحات عروض رقص بالإضافة إلى نشاطات تخص الشعر والأدب.