أكد وزير السياحة والصناعات التقليدية، اسماعيل ميمون، يوم الأربعاء، أن التحسن الكبير الذي عرفه الوضع الامني في الجزائر انجر عنه ارتفاع هام في اعداد السياح الوافدين عليها والذي قدر عام 2011 بمليونين و400 الف سائح. وابرز في تصريح لواج في اعقاب اختتام الندوة السادسة حول السياحة في المتوسط الذي عقدت بجزيرة جربة التونسية ان السياحة في الجزائر التي مرت باوضاع صعبة في سنوات التسعينيات قد عرفت "انطلاقة جديدة" نتيجة للتحسن الكبير في الوضع الامني بفضل السياسة الرشيدة لقيادة البلاد التي حققت المصالحة الوطنية و الوئام المدني. وبين ان عدد السياح سوف يعرف ارتفاعا في السنوات القادمة بالنظر الى الخطة المتبناة برفع الطاقة الايوائية لتصل الى 140 الف سرير الى جانب تحسين التكوين حتى يكون في مستوى المتطلبات المتنوعة والمتزايدة للزبائن علاوة على الاهتمام بتنظيم المهنة. واعترف بان حجم المداخيل بالعملة الصعبة الذي بلغ 430 مليون دولار يعتبر رقما "ضعيفا" ملحا على دور تكنولوجيات الاتصال في جلب السياح وضرورة تزويد وكالات السياحة والاسفار بهذه التكنولوجيات من اجل تكثيف عمليات الدعاية والترويج للمنتوج السياحي الجزائري في الاسواق العالمية. واثار وزير السياحة والصناعات التقليدية موضوع الاستثمارات في المجال السياحي فاكد ان هذه الاخيرة اصبح يتكفل بها الخواص بالنظر الى تغيير النمط الاقتصادي والانتقال الى اقتصاد السوق مبينا ان استثمارات الخواص ستبلغ مع سنة 2015 زهاء 4 ملايير دولار فيما سيبلغ استثمار الدولة في القطاع السياحي العمومي 1 مليار دولار. وفي معرض حديثه عن تدخل الدولة في القطاع السياحي اوضح ان هذا الدور يتمحور حول المرافقة والتوجيه والتخطيط فيما تتكفل وكالات السياحة والاسفار والدواوين المحلية بالاشهار والتحسيس والترويج وتبقى الاستثمارات على عاتق الخواص. ولدى تطرقه للسبل الكفيلة بترقية السياحة اووضح الوزير ان الجزائر تتوفر على عدة مزايا لاستقطاب اكبر عدد ممكن من السياح ولا أدل على ذلك من تعدد وتنوع انواع السياحة كالسياحة الجبلية والشاطئية والصحراوية والغابية والحموية وبالتالي فان السياحة في الجزائر لاتنحصر على السياحة الشاطئية" و "لا تنحصر" على موسم الاصطياف. وحول الندوة السادسة المخصصة للسياحة في المتوسط ابرز ان هذه المنطقة تستقطب ثلث اعداد السياح في العالم كما ان نصف المداخيل السياحية في العالم تستقطبها الدول المتوسطية مما يستدعي تحقيق التكامل في المنتوج السياحي بين الدول المتوسطية من اجل مواصلة استقطاب السياح في ضوء التنافس الكبير الذي ابدته دول اخرى من امريكا وآسيا. وفي هذا المضمار ركز السيد اسماعيل ميمون على ضرورة ايلاء العناية اللائقة بالضفة الجنوبية لحوض البحر الابيض المتوسط لاسيما في مجال التكوين السياحي للارتقاء بمستوى الخدمات وبالتالي الحيلولة دون تواصل الفوارق بين الضفة الشمالية والجنوبية. وأكد على اهمية اقامة مرصد في المنطقة المتوسطية لاعداد الدراسات والبحث عن الاسباب التي قد تعيق السياحة في المنطقة وتزويد كل بلدان المنطقة بالمعطيات الاقتصادية ومتطلبات الزبائن.