تواصلت الدعوات الدولية يوم الاربعاء المطالبة بوقف الاعمال العدائية بين الخرطوموجوبا واستئناف المفاوضات بينهما اذ امهل الاتحاد الأفريقي الجانبين ثلاثة أشهر لتسوية كل الخلافات فيما شدد مجلس الامن على ضرورة الوقف الفوري للاقتتال في الوقت الذي يصر فيه كل طرف على حقه في الدفاع عن سلامة اراضيه. وتحت طائلة اتخاذ "إجراءات مناسبة" بحق الدولتين المتناحرتين منذ عدة اسابيع أعلن مفوض الاتحاد الأفريقي للسلام والأمن رمضان العمامرة أن الاتحاد أمهل جوباوالخرطوم ثلاثة أشهر لحل خلافاتهما. وأكد العمامرة أنه خلال الإجتماع الذي عقد يوم امس بأديس ابابا خصص لبحث الوسائل الكفيلة بتحاشي نزاع مفتوح شامل بين البلدين حث مجلس السلام والأمن في الاتحاد الأفريقي "الطرفين على استئناف المفاوضات خلال أسبوعين برعاية الاتحاد الأفريقي". ولم يوضح العمامرة "الاجراءات المناسبة" التي تحدث عنها. مشيرا إلى أن فريق الوساطة التابع للاتحاد الأفريقي في النزاع بين السودانين بقيادة الرئيس الجنوب أفريقي السابق ثابو مبيكي سينهي في كل الأحوال مهمته خلال ثلاثة أشهر. وأضاف قائل "خلال ثلاثة أشهر سيتم النظر فيما إذا تم حمل الأطراف على التوقيع وتطبيق كل ما هو مطلوب لحل خلافاتهم وإما بتقديم تقرير مفصل إلى مجلس السلام والأمن" الذي سيستخلص العبر. واثر تزايد الاعمال العنف بين الدولتين الجارتين سيما بعد ان تسبب القصف الجوي السوداني الاخير على جنوب السودان في مقتل 16 شخصا وإصابة 34 بجروح فى ولاية "الوحدة" الحدودية ناهيك عن تسجيل اضرار فادحة بمنطقة هجليج الغنية بالنفط شدد مجلس الامن من لهجته وطالب الدولتين ب" وقف الأعمال القتالية والعودة إلى طاولة المفاوضات فورا". وأكد أعضاء المجلس خلال جلسة مشاورات مغلقة الليلة الماضية للاستماع الى إفادات حول التطورات الأخيرة التي يشهدها السودان وجنوب السودان أن انسحاب قوات الحركة الشعبية من منطقة" هجليج" "أمر مشجع" إلا أنهم أعربوا عن "القلق" مما اعقب من ارتفاع وتيرة القصف من قبل قوات الجيش السوداني على أراضي جنوب السودان. وقالت رئيسة المجلس للشهر الحالي السفيرة الأميركية سوزان رايس عقب الجلسة إن "أعضاء المجلس رحبوا بانسحاب الجيش الشعبي لتحرير السودان من هيجليج وطالبوا الجيش السوداني بوقف فوري للقصف الجوي كما حثوا على وقف الأعمال القتالية والعودة إلى طاولة المفاوضات". وأضافت رايس إن العديد من أعضاء المجلس أعربوا عن "قلقهم" حول التقارير التي تفيد بأن 16 مدنيا على الأقل قتلوا وأصيب ما لا يقل عن 34 شخصا في ولاية الوحدة جراؤ قصف القوات السودانية للجنوب الى جانب أضرارا عديدة قد لحقت في بعض مؤسسات النفط في تلك المنطقة". كما أبدت الولاياتالمتحدةالامريكية "قلقها" الشديد ازاء التقارير الواردة حول العنف بين السودان وجنوب السودان مطالبة جميع الاطراف بالقاء السلاح وسحب القوات وإستئناف محادثات السلام. وأكدت وزيرة الخارجية الامريكية هيلاري كلينتون أن انسحاب جنوب السودان من منطقة (هجليج) الحدودية النفطية قدم فرصة للتفاوض مع السودان. وبالرغم من الجهود الدولية لحل النزاع بين البلدين لازالت كل من جوباوالخرطوم ترفضان الجلوس على طاولة المفاوضات وتتبادلان الاتهامات بينهما فبعدما اكد جنوب السودان أن الخرطوم أعلنت الحرب ضد بلاده إتهمت الاخيرة جوبا بمحاولة "زعزعة استقرارها" من خلال استمرارها في دعم المتمردين على أراضيها. وقد دفع الخلاف بين البلدين برئيس جنوب السودان سلفاكيير ميارديت باختصار زيارته الى الصين و إلغاء تلك التي كانت مقررة الى مدينة شنغهاي شرق البلاد بعد أن إتهم جارته الشمالية ب"شن حرب ضد بلاده". ونفت الخرطوم هذه الاتهامات مؤكدة على لسان المتحدث باسم وزارة خارجيتها العبيد مروح أن العمليات التي يشنها السودان على بلاده " لا ترقى "إلى حد إعلان الحرب من جانب الجار الشمالي". وقال مروح "لسنا بصدد إعلان الحرب لا نزال ندافع عن بلادنا ونتعقب المتمردين من دخلوا أراضينا". غير أن السودان قدمت من جهتها خلال جلسة مجلس السلم والأمن الأفريقي التي انعقدت بأديس أبابا شكوى ضد دولة جنوب السودان تتهمها بمحاولة زعزعة استقرار السودان وعرقلة عملية السلام. وبعدما اعتبر المجتمع الدولي إنسحاب قوات الحركة الشعبية من منطقة" هجليج" التي قام الجيش بتدميرها "أمر مشجع" أكدت اليوم القائمة باعمال جنوب السودان انييس اوسواها ان منطقة هجليج هي جزء من جنوب السودان وان اتهامات الخرطوم لبلادها بالتخطيط لتدمير المنطقة باطلة.