يراهن جمال مناد على الظفر بأول لقب له في مشواره التدريبي عندما يواجه فريقه شباب بلوزداد نظيره وفاق سطيف يوم الثلاثاء بملعب 5 جويلية 1962 (سا 00ر16) في نهائي كأس الجزائر لكرة القدم. ويعد هذا النهائي الأول بالنسبة لمناد منذ تحوله إلى ميدان التدريب, ما يجعله يطمح كثيرا للظفر بالتاج مع الفريق الذي بدأ معه مشواره كلاعب في المستوى العالي, وذلك عندما لعب لشبان ''لعقيبة'' في 1976, وتألق معهم لافتا أنظار الطاقم الفني للمنتخب الجزائري للأواسط الذي منحه فرصة الاشتراك في كأس العالم لهذه الفئة في 1979 باليابان. لكن مشوارمناد في بلوزداد انتهى في 1981 عندما اختار حمل ألوان شبيبة القبائل وهو الفريق الذي أخذ فيه مشواره الكروي منعرجا آخر, حيث شهد مستواه ارتفاعا محسوسا طيلة السنوات الست التي دافع فيها عن ألوان 'الكناري'' متوجا معها بألقاب عديدة على المستويين الوطني والقاري, كما تخللتها مشاركة تاريخية مع المنتخب الوطني الأول في مونديال 1986 بمكسيكو. وبقي إخفاق ''الخضر'' بأراضي ''الأزتيك'' عالقا في أذهان الهداف الأسبق للمنتخب الوطني الذي انتظر أربع سنوات كاملة كي يتخلص من ذكريات المكسيك السيئة لما ساهم بشكل كبير في تتويج المنتخب الوطني بكأس إفريقيا للأمم الأولى والوحيدة لحد الآن في تاريخ الكرة الجزائرية, مستغلا بذلك احتضان الجزائر لتلك الدورة كي يفجر كل طاقاته مثلما يدل عليه أيضا إحرازه على اللقب الشرفي لأفضل هداف في المسابقة بأربعة أهداف. وقبل ذلك, تمكن المدرب الحالي للشباب من خوض تجربة احترافية بأوروبا بدأها مع نادي أولمبيك نيم الفرنسي الذي بقي معه لثلاث سنوات (1987- 1990) ليختار بعدها الوجهة البرتغالية, حيث لعب هناك لأربعة أعوام مع فريقين مغمورين من الدرجة الأولى وهما فاماليكاو (1990- 1991) وبيلنزس (1991- 1994). وعاد مناد إلى الجزائر في صائفة 1994 وعمره 33 عاما ليتقمص مجددا ألوان الفريق الذي صنع له اسما أي شبيبة القبائل لمدة موسمين قبل أن يختار اتحاد العاصمة لتكون آخر محطة له في مشواره كلاعب (1996- 1997) توجها بالظفر بكأس الجمهورية. وفي تقييمه لكل تلك السنوات التي قضاها في ميادين الكرة, لا يتردد مناد في إبداء فخره واعتزازه لتقمص ألوان "ثلاثة أندية كبيرة". وصرح هداف الخضر الأسبق لواج: "ما آسف له ربما هو أن الفرصة لم تتح لي للعب في مولودية الجزائر بعدما دافعت عن ألوان ثلاثة من أفضل الأندية في الجزائر". وعرف مناد ذات التألق عندما تحول إلى ميدان التدريب, على الرغم من أن الحظ خانه لحد الآن في التتويج بلقب بزي المدرب, وهو الذي ترك بصماته بصفة واضحة في شبيبة بجاية على وجه الخصوص, أي الفريق الذي دربه مرتين ما بين 2007 و 2011. وكللت مجهودات المدرب مع ''أبناء الحماديين'' الموسم المنصرم بتأهيلهم لأول مرة في تاريخهم إلى رابطة الأبطال الإفريقية, رغم أنه اضطر لرمي المنشفة قبل أسابيع قليلة عن نهاية البطولة الوطنية. وأضاف ذات المتحدث: "صحيح أني لم أكمل الموسم مع شبيبة بجاية ولكني أعتبر نفسي مساهما بنسبة كبيرة في المركز الثاني الذي أنهى فيه الفريق البطولة, والذي بفضله افتك بطاقة العبور لرابطة أبطال إفريقيا لأول مرة في تاريخه". وكان طموح مناد كبيرا في بداية الموسم الجاري لنيل شرف تدريب المنتخب الوطني للمحليين, ما دفعه حتى لرفض الكثير من العروض التي تلقاها من أندية جزائرية, سيما بعدما تفاوض مع أحد أعضاء المكتب الفدرالي بتكليف من رئيس الاتحادية, مثلما أخبر به. لكن طموحه سرعان ما تبخر ليجد نفسه مضطرا لطي صفحة منتخب المحليين, وتزامن ذلك مع اتصال فريقه الأول شباب بلوزداد به, عارضا عليه الإشراف على طاقمه الفني, ليقبل بدون تردد, وها هو يقوده لنهائي كأس الجمهورية في أول موعد تاريخي له يتابعه من خط التماس, يمثل بالنسبة له فرصة ذهبية للظفر بأول لقب له كمدرب, في انتظار ما ستستفر عنه الجولات الأربع الأخيرة في البطولة باعتبار أن شباب بلوزداد لا يزال أيضا في سباق التتويج بلقب البطولة, وقد يتعدى حلم مناد الفوز بلقب أول إلى الظفر بلقبين في نفس الوقت.