يتميز احياء العيد العالمي للعمال هذه السنة في الجزائر باستمرار حملة الانتخابات التشريعية 2012 التي تعد موعدا حاسما بالنسبة للوطن و كذا بالتحضيرات الجارية للاحتفال الذكرى الخمسين للاستقلال الوطني. و يأتي الاحتفال بالفاتح ماي 2012 في ظرف دولي خاص يتميز بسلسلة الثورات التي شهدتها عدة بلدان عربية أفضت الى تغييرات في بعض الأنظمة. كما ميزت الأزمة الاقتصادية الحادة التي لازالت تهز حتى الاقتصاديات الأكثر تقدما من خلال البطالة التي تمس ملايين الأشخاص عبر العالم احياء اليوم العالمي للعمال. و يشكل هذا التاريخ فرصة لاعداد حصيلة العديد من المكاسب التي حققها العمال الجزائريون خلال السنوات الماضية لاسيما في مجال تثمين الأجور سواء بالنسبة للقطاع العمومي أو الخاص. و بهذه المناسبة يجب التنويه بأجيال العمال الجزائريين الذي كرسوا حياتهم لبناء جزائر مستقلة و ذات سيادة. و ستمجد هذه التضحيات الجسام بمناسبة احياء الذكرى الخمسين للاستقلال الوطني الذي انتزع يوم 5 جويلية 1962 .و قد أعرب الاتحاد العام للعمال الجزائريين الذي اختار ولاية تمنراست بأقصى الجنوب لاحياء الفاتح ماي عن ارتياحه لل " التقدم الهام" الذي حققه الوطن. و في تصريح نشر يوم الاحد بمناسبة العيد العالمي للعمال اشار الاتحاد العام للعمال الجزائريين أن " الجزائر تمر بفترة تشييد و تجديد في ظرف دولي يتميز بالتحولات السياسية و التوترات الأمنية و الازمات الاقتصادية". و يرى الاتحاد العام للعمال الجزائريين أن " ارتقاء المجتمع الجزائري يمر أيضا بالرأي البناء و العمل المبدع و الانسجام الاجتماعي و التجمع حول الاهداف الوطنية و القيم الجمهورية و الديمقراطية". و قد أكدت المركزية النقابية على فعالية الحوار الاجتماعي " المثالي" الذي نجحت الدولة في اقامته بين الحكومة و النقابة و ممثلي أرباب العمل و هو حوار سمح بتحسن ملموس في مداخيل عمال عدة قطاعات و كذا المتقاعدين. ووعيا منه بأهمية تشريعيات 10 ماي و الرهانات التي تتصمنها هذه الاستحقاقات دعا الاتحاد العام للعمال الجزائريين كل الجزائريات و الجزائريين الى المشاركة بقوة في اقتراع 10 ماي. كما أشارت المنظمة النقابية التاريخية الى أن " الانتخابات التشريعية القادمة تكتسي أهمية بالغة و تشكل دعما متينا لبرامج التنمية التي تمت مباشرتها". من جهة أخرى ذكر الاتحاد العام للعمال الجزائريين أن الجزائر كانت السباقة لخوض التجربة الديمقراطية التعددية في " ظروف داخلية معقدة تزامنت مع تغيرات داخلية صعبة نتجت عن عولمة سريعة. انها ديمقراطية بادر بها جزائريون من أجل الجزائر". في نفس الخصوص أكدت المركزية النقابية تقول " كان ذلك بمثابة مرحلة صعبة و مؤلمة امتزج فيها الدم و الدموع من أجل الشعب الجزائري الذي خرج منها منتصرا و موحدا دون مساعدة من أي كان. كما خرج منها قويا للغاية و متضامنا أكثر و متسامحا أكثر في اطار المصالحة الوطنية رافضا الى الابد التطرف و العنف و رافضا الانقسام الى الأبد".