أجمعت الصحف الوطنية الصادرة يوم السبت على ان نتائج الإنتخابات التشريعية 2012 جعلت الجزائر تكسب الرهان و ترفع التحدي بصنع ربيعها بأياد جزائرية خالصة. و في هذا الصدد اعتبرت صحيفة المساء أنه "ليس المهم من فاز و لكن المهم في كل ما عرفته الجزائر" التي "كسبت الرهان ورفعت التحدي و فازت في نهاية المطاف ليولد ربيع من رحم الصندوق". ومن جانبها كتبت المجاهد أنه بفضل الشفافية في انتخابات 10 ماي فإن "المسار الديمقراطي سيتعزز بفهم أوسع" بحيث استطاعت الجزائر أن تفاوض بمصداقية دخولها الى "مرحلة جديدة دون اللجوء الى العنف و في هدوء و بحس مدني عال". وأشار صاحب المقال الى أنه ما يزيد هذا الفوز "المجيد" معنى أكبر بعيدا عن النسب و الأرقام هو درجة "الوطنية التي تحلت بها الهيئة الناخبة خلال عملية الإقتراع". و تضيف نفس الجريدة أن "الجزائريين لبوا نداء الرئيس بوتفليقة" خلال الخطاب الذي القاه من سطيف بمناسبة احياء الذكرى 67 لاحداث 8 ماي 1945 مؤكدين مرة أخرى أنه رغم اختلاف مشاربهم السياسية إلا أنهم وضعوا ورقة واحدة في صندوق الإقتراع تحمل نفس الرسالة". و بالنسبة لصحيفة "لوسوار دالجيري" فإن هذه التشريعيات دمجت ما تضمنه فحوى خطاب الرئيس في خطابه لافريل 2011 معتبرة النتائج "رهان ناجح بنسبة مشاركة بلغت 36ر42 ". من جانبها كتبت جريدة لكسبرسيون أن التنظيم الذي شهدته عملية الإقتراع وارتفاع نسبة المشاركة في تشريعيات 2012 "تبقى الجزائر فيها الفائز الوحيد" اذ أثبت أبناؤها مرة أخرى انه "حينما يتعلق الامر بوطنهم فانهم مستعدون لرفع كل التحديات". و بالنسبة لصحيفة لوجون أنديبندون فأن العاشر ماي "وضع حدا قاطعا لشبح العزوف الذي أرعب الإدارة و الطبقة السياسية" مشيرا الى "نسبة المشاركة في التشريعيات 2012 قد حققت نقطة اضافية مقارنة بتشريعيات 2007 ". و ركزت غالبية الجرائد الناطقة باللغة العربية من جهتها على أن الانتخابات التشريعية ليوم ال10 ماي كرست الخارطة السياسية الحالية. و في تعليق بعنوان "مفاجات و مفاجعات" كتبت يومية الشروق أن نتائج تشريعيات ال10 ماي "مفاجعة بالنسبة للمنهزمين و "مفاجأة" متوقعة بالنسبة للفائزين. و اعتبر صاحب المقال أنه "من الطبيعي أن تسكن كلمة التزوير ألسنة المتساقطين من صندوق الإقتراع" وأنه على كل الأطراف أن "تحترم الإرادة الشعبية" حتى و ان انتخب 42 بالمائة فقط من الهيئة الناخبة. و علقت صحيفة النهار الجديد على نتائج الإنتخابات التشريعية ب"السقوط الحر لرجال الأعمال بعد أن صرفوا الملايير لشراء ذمم المواطنين". و في المقابل اعتبرت نتائج الصندوق "صانعة ربيع الجزائر" اذ أعطت الجزائر الدرس للذين ينتظرون وصول رياح ما يسمى ب"الربيع العربي لهذا البلد ..على خلاف باقي الدول العربية التي عرفت تغييرا في الأنظمة عن طريق ثورات شعبية". و كتبت نفس الجريدة في مقال بعنوان "الأفافاس (حزب القوى الاشتراكية) يصنع مفاجآت الإنتخابات التشريعية و يقلب الطاولة على الديموقراطيين بأن الإنتخابات التشريعية صنعت هذه المرة مفاجآت من العيار الثقيل اذ اثبث التيار الوطني أنه "لا يزال يقود الجزائريين "أما المفاجأة لثانية صنعها حزب الأفافاس بامتصاصه للمقاعد التي خسرها التيار الديمقراطي ..والتيار الإسلامي الذي كان يراهن على الربيع العربي" . وفي تعليق بعنوان "الساحر" عبد العزيز بلخادم كتبت صحيفة الخبر بأن "الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني لم يخطىء عندما تنبأ بأن حزبه سيحدث المفاجأة". و أضاف صاحب المقال بانه "لا يمكن القول أن عبد العزيز بلخادم فاز في المنافسة التي شارك فيها ما يقترب من ثلث الناخبين بفضل وصفة سحرية جعلته يحصد كل تلك المقاعد". و في مقال بعنوان "أرقام التشريعيات تكرس الوضع القائم" فسرت نفس الجريدة حصاد الأفلان "الطاغي" لمقاعد البرلمان القادم على أنه وليد "فهم معين للناخبين الجزائريين الذين انساقوا وراء دعوة الرئيس بوتفليقة للإنتخابات في خطابه بسطيف" . و علق صاحب المقال على الفارق بين حزب جبهة التحرير الوطني وغيره من الأحزاب الأخرى "هروب بالمقاعد البرلمانية". ومن جانبها علقت صحيفة الشعب على تراجع حزب العمال في نتائج الإنتخابات التشريعية معتبرة حصول حزب لويزة حنون على 20 مقعدا في البرلمان القادم يعد "تراجعا كبيرا في مسيرة هذه التشكيلة السياسية الحاضرة بقوة على مستوى المشهد الوطني ..و في المواعيد الكبرى". و في مقال اخر كتبت ذات الجريدة أن اختيار الجزائريين لوجهتهم السياسية كان اختيار للإصلاح بدل التغيير الجذري "كونها أظهرت حقيقة الأشياء معيدة للأذهان ما ظل يتمسك به الجزائريون وهو ما يشكل— حسب صاحب المقال — "ورقة خيار غير قابلة للمساومة و التنازل". و من جانبها عنونت صحيفة الجزائر نيوز بأن "الربيع الإسلامي يسقط في الجزائر" خلافا لكل التوقعات والتنبؤات التي سبقت النتائج النهائية للإنتخابات التشريعية معتبرة بأن النتائج كانت "دون مفاجآت" والناخبون فضلو "الإستقرار وعدم تغيير المشهد السياسي". و في نفس السياق كتبت يومية الفجر في عمودها أساطير ان "الإسلاميين الخاسر الأكبر" إذ كانت النتيجة غير مفاجئة و متوقعة اذ أن "الأحزاب ذات التوجه الإسلامي مجتمعة لم تهزم جبهة التحرير الوطني التي اكتسحت أغلبية المقاعد في البرلمان المقبل رغم الهزات التي تعرضت لها ..". وقالت نفس الجريدة أن "فوز هذه التشكيلة السياسية لا يعود لحكمة بلخادم الذي مازال مرفوضا من قيادة الجبهة و انما لتعقل الغاضبين .." أما عن فوز تكتل الجزائر الخضراء في الجزائر العاصمة تقول صاحبة المقال "يعود فيه الفضل لحملة التي قادها عمار غول" فالفوز حسبها "كان فوز عمار غول و ليس فوز التحالف الأخضر".