دعا رئيس المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي محمد الصغير باباس يوم الاثنين بالجزائر العاصمة حكام بلدان الفضاء الأورو متوسطي إلى السعي "بلا هوادة" إلى ترقية المرأة على جميع الأصعدة. و لدى افتتاح الطبعة الرابعة لبرنامج "ترانسميد" —التي ينظمها المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي مع نظيره الإسباني تحت شعار "المرأة و الحوار الاجتماعي"— قال باباس إنه "ينبغي أن نغتنم هذه الفرصة لإبداء وجهات نظرنا حول مكانة المرأة في الحوار الاجتماعي و كذا لتوجيه رسائل للحكام لدعوتهم إلى السعي بلا هوادة إلى ترقية المرأة على جميع الأصعدة". و اعتبر أن "التطرق إلى مسألة المرأة أمر يكتسي بعدا استراتيجيا بالنظر إلى التحديات العديدة التي تمثلها بالنسبة للدول و للفضاءات الأورو متوسطية في الشمال و الجنوب و في المشرق العربي و المغرب العربي و في أوروبا الغربية و أوروبا الشرقية". و أشار باباس إلى أن دور المرأة و مكانتها في الحوار السياسي يطرحان "إشكالية رئيسية" تستوقف المجتمع و السياسيات العمومية في جميع بلدان المنطقة. و ذكر رئيس المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي بأن المرأة "لطالما لعبت دورا رئيسيا في البلدان المتوسطية و ساهمت في جميع الكفاحات". و لدى تطرقه إلى المرأة الجزائرية بالتحديد أشار باباس إلى أنها "اضطلعت دوما و في جميع الظروف بدورها كمقاومة و مناضلة و مكافحة إبان ثورة التحرير الوطني و كذا كركيزة للاستقرار الاجتماعي التي مكنت من الصمود خلال العشرية السوداء فضلا عن دورها كشريكة تريد الإسهام أكثر في المسار الاجتماعي و الاقتصادي".و في هذا السياق اعرب رئيس المجلس عن ارتياحه للمكاسب التي حققتها المراة الجزائرية في كافة المجالات. و قال ان "الاحصائيات تبين تقدما معتبرا في كافة المجالات خاصة في مجال التربية و التشغيل و كذا التمثيل على مستوى المؤسساتي". و حيا باباس التمثيل النسوي على مستوى المجلس الشعبي الوطني المنبثق عن الانتخابات التشريعية الاخيرة الذي يقارب ثلث عدد النواب "الذي لا يقارن مع الدول العربية و دول اخرى في العالم". و من جهة اخرى اشار باباس الى ان مؤسسته "سعت دوما الى اشراك المراة بشكل شامل لابداء رايها بشان مختلف المسائل التي قام المجلس بدراستها". و ذكر في نفس السياق بالمشاركة "المكثفة" للنساء في الاركان العامة للمجتمع المدني و الاستشارة الوطنية حول التنمية المحلية. و اشار الى ان "هذه اللحظات كان لها صدى واسع كونها سمحت بتدقيق التحاليل و التعريف بالافضليات و كذا اقامة شراكات بين الرجال و النساء في افاق تغيير لاسيما المقاربات و النماذج و كذا ادوات تسيير السياسات". و بعد تفسيره لبرنامج تراسميد اكد باباس انه يعد "كليا" من اختصاص المجالس الاقتصادية و الاجتماعية و يخصص لتطوير الحوار الاجتماعي بين المجتمعات المدنية لضفتي المتوسط "مثمنا رهانات علاقات التعاون و كذا الاستراتيجية لتشييد فضاء معيشة و تبادل مشترك".