أعلن رئيس المجلس العلمي لمؤسسة الامير عبد القادر زعيم خنشلاوي اليوم الخميس بالجزائر العاصمة عن مشروع لاعادة بناء زاوية القيطنة التي أسسها جد الامير بمنطقة حمام بوحنيفية و التي دمرها الاستعمار الفرنسي عام 1841. وأوضح خنشلاوي في ندوة تاريخية نشطها بمنتدى جريدة المجاهد أن مشروع اعادة بعث زاوية القيطنة (زاوية الطريقة القادرية) التي كان يتردد عليها أكثر من 500 طالب منهم الامير عبد القادر سيكون على الاركان التي بنيت عليها أول مرة من قبل جد مؤسس الدولة الجزائرية الحديثة. وأضاف خنشلاوي أن الزاوية التي استشير بشأنها قبل تشييدها اكبر العلماء انذاك على غرار العلامة سيدي مصطفى الغريسي التهامي ستكون بعد اعادة بعثها "معهدا علميا بامتياز" لتعاد لها قيمتها مثلما كانت عليه قبل هدمها على يد الاستعمار الفرنسي حيث كانت تحوي على سبع مجالس علمية. وترجع أهمية و مكانة زاوية القيطنة اضافة إلى كونها من أهم المعالم الدينية إلى علاقتها بالامير عبد القادر الجزائري الذي يعتبر حسب خنشلاوي ثمرة هذه الزاوية التي حفظ فيها القرآن وكان سنه لا يتجاوز 12 عاما. ويندرج مشروع اعادة بناء زاوية القيطنة ضمن مجموعة من المبادرات الهادفة إلى اعادة بعث فكر الامير عبد القادر حيث سيتم لنفس الغرض تأسيس مركز تجمع فيه كل مؤلفاته الادبية و الشعرية و الفكرية. وكانت الندوة التاريخية التي خصصت اساسا لمناقشة الاتفاقيات التي ابرمها الامير عبد القادر الجزائري مع المستعمر الفرنسي و أهمها معاهدة "تافنة" و"دي ميشال" فرصة لعرض الفكر التاريخي و الحضاري لمؤسس الدولة الجزائرية الحديثة الذي لا تزال العديد من البلدان —يقول خنشلاوي— "تستلهم من سماحته و حنكته السياسية وعلمه". وفي هذا السياق أوضح رئيس المجلس العلمي لمؤسسة الامير عبد القادر انه بالرغم من كل ما قيل وكتب عن الامير عبد القادر الجزائري "الظاهرة" —كما وصفه— لا تزال اسرار عديدة عن حياته النضالية لم يتم الكشف عنها بعد. وعليه طالب المحاضر الاهتمام أكثر بتاريخ الامير سواء من قبل المؤرخين الجزائريين أو من قبل وزارة التربية الوطنية "التي لم تعطي له الحق الكافي" لتعريف الاجيال الصاعدة بفكر الامير الذي لا يزال صالحا بدليل أنه يدرس في أرقى الجامعات الاجنبية".