تم يوم السبت عرض تحف وأبواب ونوافذ ذات طابع عثماني من انجاز مجموعة من الشباب وذلك بالمعلم الأثري "حمامات الأتراك" الكائن بحي "سيدي الهواري" العتيق بمدينة وهران . وقدمت نماذج عن هذه الأغراض المنتجة حديثا من صنع أنامل شباب متربص في مجال "حرف البناء القديمة" في إطار الأبواب المفتوحة التي تنظمها جمعية "صحة سيدي الهواري"على مدار يوم ب" الورشة المدرسة " الناشطة في هذا المجال الحرفي وذلك في إطار إحياء شهر التراث. وقد برهن هؤلاء الشباب المسجلين في ورشة المخصصة للتكوين في مجال ترميم المعالم الأثرية وتصفيح الحجارة واللحامة والحدادة الفنية التقليدية إلى جانب النقش على الحجر والخشب من خلال النماذج المقدمة عن وجود "مؤهلات وقدرات رفيعة" لتلبية متطلبات المحافظة وإحياء التراث المادي. ويعتبر الموقع المتواجد في أعلى "حمامات الأتراك" والذي يحتضن هذه "الورشة المدرسة" أول المعالم التاريخية بوهران التي تستفيد حاليا من عصارى جهد وخبرات هؤلاء الشباب في صنع الحجارات والأبواب والنوافذ وغيرها من الأغراض البنائية التقليدية التي تساهم في بقاء هذه المواقع بدون تحوير لطابعها المعماري والفني الأصيل. وفي هذا الصدد، يقول أحد المتربصين العامل ضمن ورشة التكوين في ميدان تصفيح الحجارة "لقد اجتهدنا من خلال الفترة التكوينية التي استفدنا منها وكذا دراستنا النظرية وبحثنا التطبيقي لطبيعة هذا الموقع التاريخي ومكوناته الهندسية والفنية لضمان أغراض حرفية بنوعية مماثلة شكلا ومضمونا بالمقارنة مع خصائص انجازه خلال القرن السابع عشر" . وتسعى هذه الورشة المدرسة التي تتضمن 6 أقسام متخصصة في مختلف المجالات الحرفية التقليدية للبناء وتوفر تكوين تطبيقي لفائدة 56 شابا إلى النهوض بمهن حماية الشواهد التاريخية وتهيئة المعالم الأثرية وترقيتها حسب السيد كمال بريكسي رئيس جمعية "صحة سيدي الهواري" التي بادرت إلى تأسيس "الورشة المدرسة". كما تم في إطار تظاهرة الأبواب المفتوحة تنظيم زيارات ميدانية "لحمامات الأتراك" التي تم تشييدها سنة 1708 حيث تتربع هذه الحمامات التقليدية التي صمدت أثناء الزلزال العنيف الذي ضرب المنطقة عام 1790 على مساحة تقدر بنحو 250 متر مربع.