تم يوم الخميس باديس ابيبا التوقيع رسميا على ثلاث اتفاقيات بين الخرطوم والسودان تخص "التعاون والأمن وترتيبات ما بعد الانفصال" فيما تبقى منطقة "ابيى" الحدودية محل نزاع بين الطرفين. فقد وقع الرئيس السوداني عمر حسن البشير ورئيس الجنوب سلفا كير ميارديت "اتفاقية للتعاون" بين البلدين ووقع كشاهد تابو مبيكي رئيس جنوب افريقيا السابق ورئيس لجنة الوساطة الإفريقية. كما وقع وزير الدفاع السوداني الفريق عبد الرحيم محمد حسين ووزير الدفاع في حكومة جنوب السودان الجنرال جون كونج "اتفاقية أمنية" بين البلدين ووقع كشاهد رئيس نيجيريا السابق عضو لجنة الوساطة الافريقية الجنرال عبد السلام أبوبكر. ووقع كل من الأمين العام للحركة الشعبية لتحرير السودان باقان أموم أموم, وادريس محمد عبدالقادر وزير الدولة برئاسة الجمهورية السودانية اتفاقية حول "ترتيبات ما بعد الانفصال", ووقع كشهود عليها كل من رئيس بوروندي السابق وعضو لجنة الوساطة الافريقية بيير بويويا, والجنرال عبد السلام أبوبكر رئيس نيجيريا السابق عضو لجنة الوساطة, وكذلك تابو مبيكي. وجاء توقيع هذه الاتفاقيات بين البلدين خلال مراسم حضرها عدد كبير من المسؤولين من السودان والجنوب وممثلين من الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة وعدد من الدبلوماسيين الاجانب المعتمدين بأديس أبابا. وأكد الرئيس السوداني عمر البشير في كلمة له عقب مراسم التوقيع التزام بلاده بتطبيق ما تم الاتفاق عليه وذلك في سبيل تحقيق الامن والسلام على الحدود وتعزيز التبادل التجاري الحر وحرية تنقل السكان وذلك من خلال الاحترام المتبادل واحترام القوانين الدولية. وقال "اننا سنواصل بنفس الروح حل المسائل العالقة المتبقية وخاصة المناطق التي مازالت محل خلاف وهي منطقة أبيي وقال "نؤكد في هذه المناسبة التزامنا ببروتوكول أبيي وبحل بقية المسائل العالقة". من جانبه قال سلفا كير ميارديت رئيس جنوب السودان إن التوقيع علي اتفاقية التعاون اليوم تنهي نزاعا طويلا بين البلدين بعد الانفصال مشيدا بجهود الاتحاد الإفريقي في مساعدة البلدين في الوصول الي اتفاقية التعاون الشامل . وقال ان بلاده قد طبقت خارطة الطريق التي اقترحها الاتحاد الافريقي وقرارمجلس الأمن الدولي. وقال رئيس لجنة الوساطة الافريقية رئيس جنوب افريقيا السابق تابو مبيكي ان توقيع هذه الاتفاقات يعني انه لن يكون هناك لجوء للقتال مرة أخرى بين البلدين بعد هذا اليوم وان التعاون بين البلدين سوف يمضي بهدف تحقيق السلام والاستقرار والتنمية في البلدين. واكد التزام الاتحاد الافريقي ولجنة الوساطة الافريقية بمواصلة دعم السلام بين البلدين وفي القارة بأكملها . وقال المسوؤل فى الاتحاد الافريقى بارنى افاكو عند بدء حفل التوقيع ان البلدين اتفقا على رزمة اتفاقات ستضمن ان البلدين اللذين انفصلا حديثا "سيكونان دولتين قابلتين للاستمرار". وجاء توقيع هذه الاتفاقيات بين البلدين خلال مراسم حضرها عدد كبير من المسؤولين من السودان والجنوب وممثلين من الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة وعدد من الدبلوماسيين الاجانب المعتمدين بأديس أبابا. من جهة اخرى لم تتفق الخرطوموجوبا على المسائل الحساسة المتعلقة بوضع منطقة ابيى المتنازع عليها وترسيم حدودهما المشتركة والعالقة منذ استقلال جنوب السودان فى جويلية 2011 والتى كادت ان تتطور الى حرب بين البلدين . واعلن الرئيس سالفا كير ان الخرطوموجوبا لم تتمكنا من التوصل الى اتفاق حول مستقبل منطقة ابيى الحدودية المتنازع عليها. وقال "للاسف فان الرئيس عمر البشيروحكومته رفضا بالكامل اقتراح الاتحاد الافريقى حول هذا الموضوع " مؤكدا انه كان مستعدا من جانبه للقبول به. بدوره قال المتحدث باسم جنوب السودان في ختام المحادثات ليل أمس الأربعاء إن "البلدين لم يتوصلا إلى اتفاق حول موضوعين هما أبيي والحدود". وقال في هذا السياق "لقد تخطينا الكثير من الخلافات ولا يزال يوجد بعضها حول أبيي" مضيفا أن تسوية مشاكل الحدود التي يطالب بها الطرفان "سوف تتطلب بعض الوقت" ولم يحدد أي موعد حول استئناف المفاوضات. وفي اعقاب التوقيع على سلسلة الاتفاقات بين الخرطوموجوبا هنأ الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون اليوم حكومتي السودان وجنوب السودان بمناسبة التوصل الي اتفاق في مجالات الأمن والحدود المشتركة والعلاقات الاقتصادية خلال اجتماعهما في العاصمة الأثيوبية في أديس أبيبا. ودعا الأمين العام جوباوالخرطوم الي إيجاد حلول بشأن المناطق المتنازع عليها و والوضع النهائي لمنطقة آبيي وتنفيذ الاتفاقات التي تم التوصل اليها بالفعل بين الجانبين.